مجزرة طالبات في كابول وطالبان تندد

سلسلة انفجارات استهدفت مدرسة واودت بحياة العشرات في غرب العاصمة الأفغانية، حيث سبق وشنت جماعة داعش هجمات مماثلة على الاحياء ذات الكثافة السكانية للشيعة.

كابول - قال مسؤولون إن عدة انفجارات ناجمة عن سيارة مفخخة وقذائف مورتر خارج مدرسة بالعاصمة الأفغانية كابول وقعت اليوم السبت مما أسفر عن مقتل 55 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 150 معظمهم طالبات في هجوم قال الرئيس الأفغاني أشرف غني إن مسلحي طالبان يتحملون مسؤوليته.
وقال مسؤول أمني كبير طالبا عدم نشر اسمه، بأن معظم الضحايا كانوا طالبات لدى خروجهن من مدرسة سيد الشهداء، مشيرا إلى أن كثيرا منهن يرقدن في المستشفى بإصابات بالغة، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للانباء.
وأظهرت لقطات بثتها قناة طلوع التلفزيونية مشاهد فوضوية خارج المدرسة لكتب وحقائب مدرسية متناثرة عبر طريق ملطخ بالدماء، بينما كان السكان يحاولون مساعدة الضحايا.
وقال شاهد "كان انفجار سيارة مفخخة وقع أمام مدخل المدرسة". وأضاف أن جميع الضحايا ماعدا سبعة أو ثمانية كن طالبات في طريق العودة إلى منازلهن بعد انتهاء اليوم الدراسي.
وقالت نجيبة أريان المتحدثة باسم وزارة التعليم إن مدرسة سيد الشهداء المستهدفة هي مدرسة ثانوية مشتركة للبنات والبنين تعمل على ثلاث فترات وإن الفترة الثانية مخصصة للطالبات. وأضافت أن معظم الجرحى من الطالبات.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية طارق أريان إن عدد القتلى 30 على الأقل وعدد المصابين 52 .
وقال شاهد إن العاملين في مستشفى قريب كانوا يسارعون بنقل الطالبات المصابات إلى داخل المستشفى، بينما كان آباء وأمهات يتملكهم الفزع يبحثون عن أبنائهم وبناتهم.
وقال قريب أحد الضحايا "لا أعرف في أي بلد نعيش. نريد السلام والأمن".
وكابول في حالة تأهب قصوى منذ إعلان واشنطن أنها ستسحب قواتها من أفغانستان بحلول 11 سبتمبر/أيلول، كما يقول مسؤولون إن طالبان كثفت هجماتها في مختلف أنحاء البلاد بعد الإعلان الأمريكي.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات اليوم السبت. ونفى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ضلوع الحركة في الهجوم وندد به.
وعلى الرغم من أن الرئيس غني حمل طالبان مسؤولية الهجوم إلا أن تفجيرات السبت وقعت في غرب كابول، وهي منطقة ذات كثافة سكانية شيعية تعرضت لهجمات متكررة من قبل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية خلال السنوات الماضية، منها هجوم بشع على قسم الولادة بمستشفى قبل نحو عام.
وقال الرئيس الأفغاني إن "حركة طالبان تظهر، من خلال تصعيد حربها وأعمال العنف غير المشروعة، أنها ليست فقط لا تريد حل الأزمة الحالية سلميا ونهائيا بل تعمد أيضا إلى تعقيد الوضع".
وندد روس ويلسون أكبر دبلوماسي اميركي في أفغانستان بالهجوم وقال على تويتر "مع سقوط عشرات القتلى فإن هذا الهجوم الذي لا يغتفر على الأطفال هو هجوم على مستقبل أفغانستان وهو أمر لا يمكن القبول به".
ووقعت الولايات المتحدة وطالبان العام الماضي اتفاقا لإنهاء حرب استمرت 20 عاما بدأت بغزو قادته القوات الاميركية وقوات حليفة لأفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة شنها تنظيم القاعدة. وكانت حركة طالبان قد وفرت المأوى للتنظيم وزعيمه أسامة بن لادن.
وبموجب الاتفاق يتعين على واشنطن سحب قواتها مقابل ضمانات أمنية من طالبان وأن تبدأ الحركة محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية. وبدأت المحادثات العام الماضي لكنها تعثرت منذ ذلك الحين.
وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في أفغانستان على تويتر "الهجوم المروع في منطقة داشت بارجي في كابول عمل إرهابي حقير".
كما نددت باكستان المجاورة بالهجوم. ولباكستان تأثير كبير على طالبان وتضغط على الحركة من أجل استئناف محادثات السلام.