مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون توقّع اتفاقية تعاون تاريخية مع أوبرا باريس

المجموعة عرّفت بالتجربة الإماراتية ضمن فعاليات مجلس اليونيسكو العالمي للموسيقى.
إميلي أشينج أكونو: المنتدى العالمي السادس للموسيقى يعد مناسبة خاصة لأنه يأتي تزامناً مع الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس المجلس الدولي للموسيقى
مجلس اليونيسكو العالمي للموسيقى تأسس في عام 1949 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)

شاركت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون إلى جانب كبريات المؤسسات الثقافية والموسيقية العالمية والشخصيات المؤثرة في مجال الموسيقى، ضمن المنتدى العالمي السادس للموسيقى الذي ينظمه مجلس اليونيسكو العالمي للموسيقى والذي يحتفل بمرور سبعين عاما على تأسيسه، في العاصمة الفرنسية باريس، ممثلةً بـ "هدى إبراهيم الخميس" مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وجاءت هذه المشاركة ضمن الجهود المستمرة للمجموعة في إثراء الرؤية الثقافية للإمارات، وترسيخ مكانة أبوظبي حاضنةً إقليمية وعالمية للتعبير الإبداعي عبر الثقافة والفنون والموسيقى، والتعريف بالتجربة الإماراتية والمنجز الموسيقى وتعزيز الحضور الإماراتي العالمي.
وألقت هدى إبراهيم الخميس كلمة تناولت فيها بالتحليل الحق الرابع ضمن الحقوق الموسيقية الخمسة، موضوع المنتدى، والذي يأتي بعنوان "حق جميع الفنانين الموسيقيين في تطوير فنهم والتواصل من خلال جميع وسائل الإعلام، وتوفير التسهيلات المناسبة لهم"، حيث قدّمت رؤية مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في أهمية الاحتفاء بالموسيقى وتقدير الموسيقيين عبر مبادرات التعليم وحفظ وتوثيق الإرث الموسيقي، متناولةً التحديات التي تعترض عمل المؤسسات والأفراد، وفرص التطوير والتحسين في هذه المجالات انطلاقاً من التجربة الريادية لدولة الإمارات، والتي تستلهمها المجموعة لإطلاق مبادرات دعم الفنانين والتعريف بمنجزهم الموسيقي عربياً وعالمياً".
وقالت مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون: "تأتي مشاركتنا في هذا المنتدى الدولي العريق للموسيقى بتنظيم مجلس اليونيسكو العالمي للموسيقى، وبمناسبة مرور سبعين عاماً على تأسيسه، لتعكس حرصنا على الاستثمار في تعليم الموسيقى كمهنة وعلم، وتحفيز الدراسات العليا في مجالاتها، والتأليف الموسيقي والإبداع، واحتضان ورعاية الموهوبين وإعدادهم، واستكشاف فرص التطوير المهني والاحتراف لإتاحتها للفنانين والموسيقيين".
وتابعت الخميس "نسعى من خلال مبادراتنا وشراكاتنا الثقافية العالمية للاستثمار في التعليم والشباب ورعاية المواهب، ولا يتحقق لنا ذلك إلا عبر التأثير والعمل للحصول على دعم تشريعي، وتشجيع المجتمعات الموسيقية، وإنشاء منصات أكثر تطوراً وتأثيراً، ورعاية العاملين في المجال الموسيقي، لذا، يتعين علينا أن نتواصل، ونتعاون، ونتّحد معاً".

مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون توقع اتفاقية تعاون مع أوبرا باريس الوطنية لتعزيز نمو الأعمال الفنية والثقافية في مهرجان أبوظبي وما بعده

ومن جهتها قالت إميلي أشينج أكونو، رئيس المجلس الدولي للموسيقى أن المنتدى العالمي السادس للموسيقى يعد مناسبة خاصة لعدة أسباب. أولاً، لأنه يأتي تزامناً مع الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس المجلس الدولي للموسيقى، وتحوله إلى أكبر شبكة عالمية من المؤسسات الموسيقية في جميع أنحاء العالم. ثانياً، لأنها مناسبة مكرسة لحقوق الموسيقى الخمسة، والقيم الأساسية التي تحفز عملنا اليومي وعمل جميع أعضاء المجلس الدولي للموسيقى في جميع أنحاء العالم. فهي تعبرّ عن قيمة الموسيقى ومكانتها في حياة الناس وسبل عيشهم، حيث تقدم خارطة طريق لتحقيق الوجود المتناغم الذي نص عليه المجلس الدولي للموسيقى منذ اطلاقه. إن تواجدنا في باريس ليس من قبيل الصدفة، بل هو وسيلة رمزية للتأمل في الأهداف الأصلية للمجلس، والاعتراف بالدور الفعّال الذي لعبته منظمة اليونسكو في إنشاء هذا المجلس وتنميته، وهو أيضاً وسيلة للتطلع نحو مستقبل مشرق".
وأضافت "نشعر بكثير من الفخر لحضور هدى إبراهيم الخميس في المنتدى العالمي للموسيقى. لقد قدمت كلمتها نظرة ثاقبة حول سبل عيش الفنانين في العالم العربي وإلهامهم، كما عبّرت عن الجهود التي تقدمها مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وكيفية تحقيق أهداف الحق الرابع للموسيقى الذي أصدره المجلس الدولي للموسيقى وهو "حق جميع الفنانين الموسيقيين في تطوير فنهم والتواصل من خلال جميع وسائل الإعلام، وتوفير التسهيلات المناسبة لهم".
وقد تأسس مجلس اليونيسكو العالمي للموسيقى في عام 1949 من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو)، وهو أكبر شبكة في العالم للمنظمات والمؤسسات التي تعمل في مجال الموسيقى. ويقدم المجلس الدعم للجهود الرامية إلى تيسير إمكانيات الوصول إلى الموسيقى للجميع وإلى تعزيز قيمة الموسيقى في حياة جميع الشعوب. ويمتلك المجلس، من خلال أعضائه وشبكاته، إمكانيات  الوصول مباشرة إلى أكثر من 1,000 منظمة في نحو 150 بلدا وإلى 200 مليون شخص من المتشوقين إلى تطوير معارفهم وتبادل خبراتهم في مختلف جوانب الحياة الموسيقية.
يذكر أن الحقوق الموسيقية الخمسة التي أصدرها المجلس العالمي للموسيقى هي:
1.    حق جميع الأطفال والكبار في التعبير عن أنفسهم من خلال الموسيقى بكل حرية.
2.    حق جميع الأطفال والكبار في تعلم اللغات الموسيقية ومهاراتها.
3.    حق جميع الأطفال والكبار في الوصول إلى الأنشطة الموسيقية من خلال المشاركة والاستماع والإبداع والصياغة.
4.    حق جميع الفنانين الموسيقيين في تطوير فنهم والتواصل من خلال جميع وسائل الإعلام، وتوفير التسهيلات المناسبة لهم.
5.    حق جميع الفنانين الموسيقيين في الحصول على التكريم العادل والحصول على مكافأة عادلة عن أعمالهم.
ومن جهةٍ ثانية، وقعت مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون اتفاقية تعاون مع أوبرا باريس الوطنية يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول لتعزيز نمو الأعمال الفنية والثقافية في مهرجان أبوظبي وما بعده. ويأتي توقيع اتفاقية التعاون مع الأوبرا التي تعتبر من كبريات المؤسسات الثقافية والفنية العالمية ومن أشهر دور الأوبرا في العالم، وذلك لأول مرة لها مع مؤسسة ثقافية عربية، كما أنها أول شراكة تعقدها دار الأوبرا مع جهة عالمية خارجية، لتعزيز جهود التعاون بين الطرفين، وتحديد فرص مشاركة المعارف لتطوير مشاريع مشتركة تتضمن الأعمال الفنية والتكليف وعروض الأداء. وقد وقع الاتفاقية كل من هدى إبراهيم الخميس، وستيفان ليسنر، مدير أوبرا باريس الوطنية بحضور كل من علي عبدالله الأحمد، سفير الإمارات لدى فرنسا، وأورلي ديبون مدير باليه أوبرا غارنييه.

مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون
هدى إبراهيم الخميس

وبمناسبة توقيع هذه الاتفاقية التاريخية صرّحت هدى إبراهيم الخميس بالقول "بالتوازي مع مشاركتنا في المنتدى العالمي السادس للموسيقى، تم توقيع مذكرة التفاهم مع دار الأوبرا الوطنية في باريس إحدى كبريات المؤسسات العالمية الرائدة في مجال الفنون والأوبرا والباليه، وستسهم هذه الشراكة في ترسيخ مكانة الإمارات الثقافية عالمياً عبر أعمال التكليف الحصري والتعاون المشترك، كما تتيح فرص تبادل خبرات وتطوير مهارات واحتضان ميول فنية لدى الشباب الإماراتي الذي نعمل على الاستثمار في توجيه طاقاته الخلاقة وتعبيره الإبداعي في إطار تمكين النهضة الثقافية واستدامتها".
وتعد أوبرا باريس الوطنية الأوبرا والباليه الرئيسية في فرنسا ولها تاريخ طويل وممتد منذ عام 1661، حيث تم تأسيس أكاديمي رويال دو دانسي (الأكاديمية الملكية للرقص) من قبل لويس الرابع عشر، وكان الغرض منها توفير التدريب للراقصين وإضفاء الطابع الرسمي على فن الرقص. وبعد ثماني سنوات، وفي عام 1669، أسس لويس الرابع عشر أكاديمية الأوبرا، وبعد ذلك بوقت قصير وضعت تحت قيادة جان بابتيست لولي، وأعيد تسميتها إلى الأكاديمية الملكية للموسيقى، لكنها ظلت معروفة باسم الأوبرا. وقد نشأ الباليه الكلاسيكي كما هو معروف اليوم، داخل أوبرا باريس باسم "باليه أوبرا باريس" وظل جزءًا لا يتجزأ من دار الأوبرا منذ ذلك الحين. وتُعرف الآن باسم "أوبرا باريس الوطنية"، وتعمل بشكل أساسي على إنتاج عروض الأوبرا في مسرحها الحديث "مسرح أوبرا الباستيل" الذي يستوعب 2700 مقعد، والذي تم افتتاحه بتوجيه من طرف رئيس فرنسا آنذاك فرانسوا ميتران وافتتح في عام 1989. كما يتم إنتاج عروض باليه وأوبرا كلاسيكية في مسرح قصر غارنييه الذي يستوعب 1970 من الجمهور وافتتح في عام 1875.
وبالإضافة إلى إدارتها لكلا المسرحين، يعمل لدى دار أوبرا باريس الوطنية عدد كبير من الموظفين الدائمين، ويشمل ذلك أعضاء فرقة الأوركسترا البالغ عددهم 170 عازفاً، وفرق الكورس - 110 أعضاء، وراقصي الباليه وعددهم 150. وفي كل عام تقدم الأوبرا نحو 380 عرضاً للأوبرا والباليه والحفلات الأخرى لجمهور يناهز 800 ألف شخص.