مجموعة العشرين تتعهد بتخفيف أعباء الديون وتوزيع عادل للقاح كورونا

زعماء دول مجموعة العشرين يتفقون على تمديد تجميد مدفوعات خدمة الدين من قبل الدول الفقيرة، ملتزمين بتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة لدعم مكافحة كورونا.
مجموعة العشرين تماطل في مواجهة 'قنبلة' الديون الموقوتة
ميركل تبدي قلقها لبطء محادثات تزويد الدول الفقيرة بلقاح كورونا
الملك سلمان يشيد بنجاح القمة في بعث رسائل اطمئنان لشعوب العالم
الأمير محمد بن سلمان يقترح عقد قمتين لتعزيز جهود مجموعة العشرين في مواجهة التحديات

الرياض - أكد قادة مجموعة العشرين الأحد في ختام قمة افتراضية نظمتها السعودية التزامهم بتخفيف أعباء الديون على الدول الأكثر فقرا، وضمان وصول عادل للقاحات كورنا.

ووعدت مجموعة العشرين بمعالجة قضية الديون في البلدان الفقيرة، لكن من دون الإعلان عن أي اختراق حقيقي في هذه المسألة الملحة، ما يثير استياء المنظمات غير الحكومية.

وقال زعماء دول مجموعة العشرين في البيان الختامي لقمتهم إنهم أقروا خطة لتمديد تجميد مدفوعات خدمة الدين من قبل الدول الأكثر فقرا حتى منتصف عام 2021 واعتماد نهج مشترك للتعامل مع مشكلات الديون بعد ذلك الموعد.

وأضافوا أنهم يشجعون بشدة الدائنين من القطاع الخاص على المشاركة في المبادرة بشروط مماثلة عندما تطلب الدول المستحقة للتأجيل ذلك.

وساعدت مبادرة مجموعة العشرين لتخفيف أعباء الديون 46 دولة على تأجيل مدفوعات خدمة الدين في عام 2020 بقيمة 5.7 مليار دولار.

وتعهّد قادة مجموعة العشرين أيضا في ختام القمة ببذل كل الجهود لضمان وصول لقاحات الوباء جد إلى الجميع بطريقة عادلة و"بتكلفة ميسورة"، وتلبية "الاحتياجات التمويلية المتبقية" بشأن هذه اللقاحات.

وقالت المجموعة التي تضم أقوى اقتصادات العالم، "لقد حشدنا الموارد اللازمة لتلبية الاحتياجات التمويلية العاجلة في مجال الصحة العالمية لدعم الأبحاث والتطوير والتصنيع والتوزيع لأدوات التشخيص والعلاجات واللقاحات الآمنة والفاعلة لفيروس كورونا المستجد".

وأضافت "لن ندخر جهدا لضمان وصولها العادل للجميع بتكلفة ميسورة"، مشددة على التزامها "تلبية الاحتياجات التمويلية العالمية المتبقية".

ونظّمت السعودية أعمال القمة عبر الفيديو بسبب الفيروس. والتقى المسؤولون بينما تتكثّف الجهود العالمية لإنجاز وتوزيع لقاحات ضد فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع في أعقاب تجارب ناجحة في الفترة الأخيرة.

ورغم لغة البيان الختامي التوافقية، لم تذكر المجموعة مبلغ 28 مليار دولار الذي تطالب به المنظمات الدولية لمواجهة وباء تسبّب بوفاة أكثر من 1.3 مليون شخص في نحو عام، بما في ذلك مبلغ 4.5 مليارات دولار تتطلّبه هذه الجهود بشكل عاجل.

وبينما تخطط الدول الأكثر ثراء لبرامج التطعيم الخاصة بها، مع توقّعات أن تطلقها الولايات المتحدة في بداية ديسمبر/كانون الأول، يحذر الخبراء من أن الدول النامية تواجه مصاعب وعقبات قد تحرم عددا هائلا من السكان من أول وسيلة حماية مؤكّدة ضد الفيروس.

في ختام القمة أبدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "قلقها" حيال بطء المحادثات الهادفة الى تزويد الدول الأكثر فقرا لقاحا مضادا لوباء كوفيد-19.

وصرحت ميركل للصحافيين في برلين "سنرى الآن مع تحالف غافي لتأمين اللقاح متى ستبدأ هذه المفاوضات لأن ما يقلقني أنه لم يتم القيام بشيء حتى الآن".

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمة ختامية "نجحنا في تقديم رسالة تبعث بالاطمئنان والأمل لمواطنينا وجميع الشعوب حول العالم من خلال بيان القادة الختامي لهذه القمة".

لكن البيان لم يحدد كيفية عمل هذه الدول على ضمان وصول اللقاح للجميع، كما لم يحدد آلية لسد العجز التمويلي في جهود مكافحة الفيروس.

واقترح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأحد عقد قمتين لمجموعة العشرين سنويا الأولى عن بعد في منتصف العام والثانية بالمشاركة الفعلية في آخر العام.

وأضاف متحدثا في اليوم الختامي للقمة إن رئاسة مجموعة العشرين ستصدر بيانها الختامي وبيانا منفصلا أيضا من تركيا تفصل فيه وجهات نظر أنقرة تجاه البيان. ولم يقدم الأمير محمد تفاصيل بشأن البيان.

ونقل العاهل السعودي رئاسة قمة العشرين للدورة الـ16 إلى إيطاليا، ممثلة برئيس الوزراء جوزيبي كونتي.

جاء ذلك في كلمة للعاهل السعودي خلال أعمال القمة التي تنعقد افتراضيا، قبيل قراءة البيان الختامي للقمة الحالية.

وانعقدت أعمال قمة الدورة الـ15 لمجموعة العشرين على مستوى القادة برئاسة السعودية افتراضيا جراء تداعيات تفشي فيروس كورونا عالميا.