محادثات جنيف ستعقد بحضور وفد الجيش السوداني أو بدونه
القاهرة– أعلنت الولايات المتحدة الاثنين أنها تريد بدء محادثات بشأن السودان هذا الأسبوع في سويسرا حتى في غياب ممثلي الحكومة السودانية التي أبدت تحفظات على الطرح الأميركي.
وقال المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو في مؤتمر صحافي في جنيف "أجرينا مناقشات معمّقة مع الجيش السوداني لكنهم لم يعطونا تأكيدا بعد" في ما يتعلّق بمجيئهم في 14 آب/أغسطس إلى سويسرا، ولكن "سنمضي قدما في هذا الحدث (…) وهذا ما تمّ توضيحه للطرفين".
ورفض الجيش السوداني الدعوة تقريبا، بينما تواصل قوات الدعم السريع هجماتها في أجزاء من البلاد على الرغم من ترحيبها بالمبادرة التي قدمتها الولايات المتحدة والسعودية.
ومن شأن فشل الجهود المبذولة لإنهاء الحرب أن يؤدي إلى تفاقم الصراع الذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، ودفع 10 ملايين شخص للفرار من ديارهم وخلق ظروفا شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.
وقال بيرييلو في جنيف، حيث من المقرر أن تبدأ المحادثات الأربعاء، "سنمضي قدما في هذا الأمر هذا الأسبوع. تم توضيح ذلك للطرفين".
وفي خطاب مسجل الاثنين، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو مشاركة قواته في المحادثات بينما أعلن أيضا عن قوة جديدة لحماية المدنيين.
وأضاف "البلاد تمر بحالة من الانهيار جراء هذه الحرب، وما سببته من فراغ أمني كبير وفوضى وهي حالة تصاحب الحروب دائما"، مضيفا أن قواته منهكة في قتال من سماهم "المتفلتين المجرمين".
وقال شهود لرويترز إن قوات الدعم السريع تكافح للسيطرة على مقاتلين مشاكسين كانت قد جندتهم من أجل تقدمها عبر وسط البلاد مما يجعل قدرتها على الامتثال لوقف إطلاق النار موضع شك.
وقال بيرييلو اليوم "مدى جدية (قوات الدعم السريع) في التفاوض على صفقة والامتثال هو سؤال نريد نحن والشعب السوداني الحصول على إجابة له".
وهذه المحادثات هي الأحدث في جهود دولية عديدة لإنهاء الحرب، وتستهدف الاتفاق على وقف أعمال العنف وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية وعلى آلية لرصد وضمان التنفيذ.
وزعم قائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، إن تصرفات قوات الدعم السريع لا سيما احتلالها لمناطق مدنية على الرغم من الاتفاقات المبرمة العام الماضي هي سبب تحفظ الجيش على الاجتماع في سويسرا.
وبعد اجتماع مع بيرييلو في السعودية مطلع الأسبوع، أوصى الوفد السوداني بعدم المشاركة، مستشهدا أيضا بتوجيه الدعوة باسم الجيش وليس الحكومة السودانية وبمشاركة الإمارات التي يقول الجيش وآخرون إنها تدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والدبلوماسية. وتنفي الإمارات ذلك.
غير أن العديد من المصادر العسكرية والسياسية المقربة من الجيش تقول إن موقفه يهدف أيضا إلى الحفاظ على وحدته داخليا ومع الجماعات المتمردة السابقة التي تقود الدفاع عن الفاشر.
وقالت المصادر إن بعض الفصائل ترى في الحرب معركة وجودية وتسعى لتحقيق نصر صريح، بينما يريد آخرون أن يكون للجيش، على الأقل، اليد العليا قبل المفاوضات.
ونجح موالون للرئيس السابق عمر البشير داخل وخارج الجيش في الضغط ضد أي محادثات تستبعدهم من طاولة المفاوضات.
وقال بيرييلو الاثنين إنه حتى إذا لم يتيسر إجراء محادثات بوساطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، فإن المحادثات ستمضي قدما بخبراء فنيين ومراقبين، بينهم الاتحاد الأفريقي والإمارات ومصر، بخصوص صياغة خطة عمل لتقديمها إلى الطرفين.
وأضاف "مسار التأخير لم يكن ليفيد الشعب السوداني، وبصراحة لن يفيد (الجيش) أيضا، لكنني سأترك ذلك لتقديرهم".