محاكمة الخليفي وفارك في فصل جديد من قضايا الفساد الرياضي

جلسات الاستماع التي تأجلت سابقا بسبب فيروس كورونا ستستمر حتى 25 سبتمبر في محكمة الجزاء الفدرالية في بيلينزونا، لكنها تستأنف وسط شكوك حول تواطؤ بين النيابة العامة السويسرية وفيفا قوّضت مصداقيتها.
الأضواء تتركز على فالك المعني بقضيتين منفصلتين حول حقوق النقل التلفزيوني
الخليفي يواجه تهما تتعلق بتحريض فالك على ارتكاب سوء إدارة إجرامي مشدّد
5 سنوات سجنا لكل من فالك والخليفي في حال ثبتت ادانتهما

لوزان (سويسرا) - يبدأ القضاء السويسري الاثنين محاكمة الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم الفرنسي جيروم فالك والقطري ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جرمان الفرنسي ومجموعة "بي إن" سبورت، في فصل جديد من قضايا الفساد الرياضية.

ووجهت إلى الرجلين اتهامات في قضية فساد تتعلق بمنح حقوق البث التلفزيوني لنهائيات كأس العالم 2026 و2030.

ومن المقرر أن تستمر جلسات الاستماع التي تأجلت سابقا بسبب فيروس كورونا المستجد، حتى 25 سبتمبر/ايلول في محكمة الجزاء الفدرالية في بيلينزونا، لكنها تستأنف في ظل شكوك حول تواطؤ بين النيابة العامة السويسرية والفيفا قوّضت مصداقيتها.

وتتركز الأضواء على فالك الساعد الأيمن لرئيس الاتحاد الدولي السابق السويسري جوزيف بلاتر، المعني بقضيتين منفصلتين حول حقوق النقل التلفزيوني. ويواجه فالك عقوبة سجن تصل إلى خمس سنوات في حال ثبتت إدانته.

ويتهم فالك (59 عاما) بتسهيل منح مجموعة "بي إن"، حقوق مونديالي 2026 و2030 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مقابل "مزايا غير مبررة" من الخليفي.

وبحسب الإدعاء، يتعلق الأمر باجتماع عُقد في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2013 في المقر الفرنسي لشبكة 'بي إن'، حيث يزعم أن الخليفي وعد الفرنسي بشراء فيلا فاخرة في جزيرة سردينيا يمنحه بعدها حق استخدامها الحصري، فيما نفى القطري الاتهامات.

وفي المقابل، تدّعي النيابة العامة أن فالك التزم "بفعل ما في وسعه" لضمان حصول "بي إن" على حقوق النقل للمونديالين وهو ما حصل في 29 أبريل/نيسان 2014، من خلال اتفاق لم ينازع فيه الاتحاد الدولي أبدا.

لكن قانونيا، لم تعد المسألة متعلقة بـ"فساد خاص" فاضطرت النيابة العامة إلى إسقاط هذا التوصيف بعد "اتفاق ودي" بين فيفا والخليفي في يناير/كانون الثاني الماضي لم يتم الإعلان عن مضمونه، لذلك يتعيّن على فالك تبرير "احتفاظه" بمزايا "كان ينبغي أن تذهب إلى فيفا".

وبحسب قرار في مارس/آذار الماضي، فإن فالك الموظف انذاك في فيفا، توجب عليه إعادة الأموال التي يحصل عليها في سياق مهامه "ما ينطبق أيضا على الرشى".

فالك يدفع ببراءته في التهم المنسوبة اليه
فالك يدفع ببراءته في التهم المنسوبة اليه

ويواجه الخليفي (46 عاما)، أحد أكثر الرجال نفوذا في عالم كرة القدم، تهم "تحريض فالك على ارتكاب سوء إدارة إجرامي مشدّد"، تصل عقوبتها إلى السجن لخمس سنوات.

وقال محاموه "الجزء الأكبر من هذا الملف لا يخصّ موكلنا"، رافضين التهم الموجهة إليه مع وصفها بـ"المصطنعة بشكل واضح". وينفي الخليفي شراء الفيلا أو وعد فالك بالحصول عليها.

كما يتهم فالك الذي سيكون حاضرا في جلسة الاستماع، باستغلال منصبه في فيفا بين 2013 و2015، لمنح حقوق نقل تلفزيوني في إيطاليا واليونان لعدة نسخ من كأس العالم، وبطولات أخرى بين 2018 و2030 "لصالح شبكات إعلامية يفضّلها"، مقابل دفعات مالية من رجل الإعمال اليوناني دينوس ديريس المتهم أيضا.

وفالك الذي يُزعم أنه نال 1.25 مليون يورو مقابل ذلك "يطعن في التهم" بحسب محاميه باتريك هونتسيكر.

وقال فريق الدفاع "لم يحصل موكلنا أبدا على هذا المنزل. ولم يتم عرضه مطلقا على جيروم فالك"، واعدا بتقديم "سرد للأحداث أثناء المحاكمة".

وأضعفت القضية اتهامات بالتواطؤ نتجت عن ثلاثة اجتماعات سرية في 2016 و2017 بين رئيس فيفا الحالي السويسري جاني إنفانتيو والمدعي العام السويسري السابق ميكايل لاوبر.

ويخضع الثنائي للتحقيق بسبب "عرقلة الإجراءات الجنائية"، فيما استقال لاوبر من منصبه في يوليو/تموز الماضي.

وإذا استمرت جلسة الاستماع في مسارها، سيكون أول حكم في سويسرا، مقر معظم الاتحادات الرياضية في العالم، في ما يخص فضائح فساد فيفا التي انطلقت قبل خمس سنوات.