محاولات للتهدئة في لبنان بإطلاق سراح محتجين

السلطات اللبنانية تفرج عن 12 متظاهرا، أوقفوا إثر مواجهات مع قوات مكافحة الشغب في ساحة 'رياض الصلح' بعد محاولتهم اجتياز الأسلاك الشائكة والدخول الى ساحة البرلمان.

بيروت - تسعى السلطات اللبنانية الى محاولة التهدئة مع المحتجين المطالبين بتحقيق تغيير جذري على الساحة السياسية وإنهاء الحكم الطائفي في البلاد ومنع التدخلات الاجنبية وعلى رأسها التدخلات الإيرانية.
وفي هذا الإطار أفرجت السلطات اللبنانية، صباح الأربعاء، عن 12 متظاهرا، أوقفوا إثر مواجهات مع قوات مكافحة الشغب في ساحة "رياض الصلح"، وسط العاصمة بيروت، مساء الثلاثاء، حسب الوكالة الوطنيّة للإعلام.
وكانت ساحة "رياض الصلح" شهدت اشتباكات بالأيدي بين عشرات من المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب مساء الثلاثاء، بعد محاولة المتظاهرين اجتياز الأسلاك الشائكة والدخول إلى ساحة مجلس النواب. 
وأسفرت المواجهات عن إصابة 6 متظاهرين بجروح، إضافة لإيقاف قوات الأمن 12 متظاهرا.
وجاءت الدعوة لاجتماع البرلمان امس الثلاثاء بعد تأجيل لأسبوع تحت ضغط الشارع. وكان يفترض أن ينتخب النواب في مرحلة أولى أعضاء هيئة المجلس واللجان النيابية قبل أن تتحول الجلسة إلى تشريعية وعلى جدول أعمالها مشاريع قوانين مثيرة للجدل، بينها قانون عفو عام يستفيد منه آلاف الموقوفين والمطلوبين بجرائم عدة. ويثير ذلك غضب المتظاهرين الذين يعتبرون أن الأولوية حالياً يجب أن تكون لتشكيل حكومة جديدة.

الاحتجاجات في لبنان
اللبنانيون يواصلون تحركاتهم للضغط على الطبقة السياسيّة الحاكمة

وبالتزامن مع اطلاق سراح المحتجين، جابت مسيرة طلابية شوارع مدينة طرابلس (شمال) تأييدًا لمطالب الحراك الشعبي المُنتفض منذ 35 يومًا، على وقع أناشيد ثوريّة وهتافات مؤيّدة للثورة.
كما باشر المتظاهرون في محافظة عكّار (شمال) جولتهم الصباحيّة على الدوائر والمؤسّسات الحكوميّة، بهدف إغلاقها، للضغط على الطبقة السياسيّة الحاكمة حتى تحقيق مطالب الثورة، حسب ذات المصدر. 
وفي هذا السياق، أغلق متظاهرون مداخل مؤسّسة كهرباء لبنان ومصلحة مياه لبنان (مؤسّسات رسميّة) في مدينة صيدا (جنوب). 
ودخلت الاحتجاجات الشعبيّة شهرها الثاني، وسط استمرار الأزمة السياسيّة مع تأخر الاستشارات النيابيةّ الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديد بعد استقالة سعد الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأوّل الفائت. 
وتصاعدت الأزمة أكثر، الأحد، بعد انسحاب الوزير الأسبق محمد الصفدي، المرشّح لتولي رئاسة الوزراء. 
وسحب الصفدي، السبت، اسمه كأحد المرشّحين لرئاسة الحكومة اللّبنانيّة، قائلا إن "من الصعب تشكيل حكومة متجانسة ومدعومة من جميع الفرقاء السياسيين".
ومع خروج مئات الآلاف إلى الشارع منذ شهر على خلفية مطالب معيشية في ظل أزمة اقتصادية خانقة، حاولت الحكومة امتصاص غضب الشارع قبل أن يستقيل رئيسها سعد الحريري. واقترحت خطة إنقاذية لم ترض المتظاهرين المتمسكين برحيل الطبقة السياسية.