محمد الرقيق يستعرض تجربة أربعة عقود في معرضه الجديد
افتتح الفنان التشكيلي محمد الرقيق المعرض الشخصي لأعماله الفنية، وذلك للموسم الثقافي الجديد مساء يوم الجمعة 04 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بدار الجمعيات الثقافية بالسليمانية، حيث توزعت اللوحات في الفضاء الثقافي المذكور معبرة عن جانب مهم من تجربة فنية لحوالي أربعة عقود وفق عنوان لافت هو المدينة و للمرة الخامسة ينتظم معرض الفنان الرقيق بالسليمانية في إشارة إلى تعلقه بالمدينة العتيقة بتونس التي استلهم منها جل أعماله الفنية حيث نجد في اللوحات جوانب مهمة من خصائص المدينة العتيقة وأزقتها ومعالمها وتفاصيلها.
محمد الرقيق فنان يعيش من فنه ومتفرغ له منذ عقود وهو لم يكف عن الاجتهاد والعمل حيث أصدر مؤخرا كتابا فنيا يختزل أكثر من ثلاثين سنة من تجربته مع الفن والتلوين والمعارض الخاصة والجماعية في تونس وخارجها وخاصة إقامته الفنية قبل عشرين عاما بمركز الفن الحي بفرنسا ومشاركته الشهيرة في فعالية ثقافية تشكيلية بالصين ليترك هناك عديد الأعمال الفنية. حالته الصحية تستدعي المؤازرة والدعم خاصة من قبل وزارة الشؤون الثقافية. وفي هذا الكاتالوغ الفني الصادر مؤخرا تنوع في النشاط والأعمال الفنية ومختلف المشاركات وخاصة الأعمال التشكيلية التي شكلت أبرز عناوين تجربة محمد الرقيق منذ انطلاقاته الأولى أواخر ثمانينيات القرن الماضي.
يقول الفنان الرقيق عن هذا الكتاب "ثلاثون سنة من التلوين على أوعية وتقنيات مختلفة والاشتغال على أسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري... إصدر كتابي هذا لعله يساهم في جانب تاريخي توثيقي فني للمدينة. الكتاب أنجز بدعم من صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني بوزارة الشؤون الثقافية، بلدية تونس، تقديم الأستاذ والخبير في الفنون التشكيلية علي الزنايدي وكلمة للدكتور مصطفى شلبي..".
الفنان التشكيلي محمد الرقيق جمع خاصة في المعرض الفني وفي الكتالوغ الفني الخاص حيزا من أعماله الفنية الجديدة والمنجزة حديثا إضافة إلى أخرى تشير إلى تجربة أكثر من 30 سنة وهي أعمال مختلفة الأحجام والمواضيع والتقنيات..
وعن المعرض والمدينة يقول محمد الرقيق "تظل المدينة بعطورها وأصواتها وضجيجها وتفاصيلها ومشهديتها و.... مجالا شاسعا لشغلي التشكيلي ولي معها كفنان حكايات شتى حيث المسيرة مفتوحة على حالات متعددة من الوجد والحنين وهو ما جعلني أسافر في هذه المدونة الحياتية للمدينة ليبرز منها حيز من أعمالي كل سنة من خلال معرض خاص..".
مثل كتاب الفنان محمد الرقيق حيزا آخر من الذهاب في التجربة التي انطلق بها وفيها منذ حوالي ثلاثة عقود.. والتي انجذب فيها الرقيق إلى المكان كوجهة جمالية وحاضنة لمشهديات مختلفة ومتعددة تعدد الثقافات والقراءات والنظرات أيضا.. في هذا المعرض كانت الأعمال مفعمة بالبورتريهات والمشاهد والوجوه والحالات حيث يشتغل الرقيق بعناية وجمالية عرف بهما على تعابير الحياة والأجواء "بالمدينة العربي"... وهنا نلمس بالخصوص الفسحة الفنية من الابتكار والإبداع..
الفنان محمد الرقيق نجده تواصل مع تجربته التي عرف بها منذ سنوات حيث برز باهتمامه بموضوع المدينة العتيقة بالعمل ضمن تقنيات مختلفة من الباستال إلى الأكريليك للاحتفاء بمختلف عناصر الفرجة والمشهدية التي عرفت بها ما يسميها عامة الناس "البلاد العربي"، فنجد الأبواب والأقواس والأعمدة و"الصباط" والمقهى حيث الأشجار وظلالها وهيئات جلوس الرواد ولباسهم وكذلك الجانب الفلكلوري ومنه بالخصوص احتفاليات الخرجة.. وهكذا.. لقد استلهم الفنان محمد الرقيق من حركة المدينة ودأبها اليومي ونشاطها وعادات سكانها عددا من المواضيع التي يمكن أن نضعها تحت خانة أجواء المدينة ومنحها شيئا من إحساسه الدفين تجاهها...
هذا الكتاب الفني "الكاتالوغ" يشمل مختلف محطات وتحولات العمل التشكيلي الفني في تجربة الفنان التشكيلي محمد الرقيق ويبرز جانبا جماليا من الحالة الإبداعية المميزة لفنان يعمل رغم ظروفه الصحية الصعبة التي تتطلب تدخلا عاجلا من وزارة الشؤون الثقافية والدولة، لاسيما أن الفنان في أوج عطائه الفني حتى لا يتسرب إليه ماء الإحباط والقطيعة مع الفن والإبداع..
معرض الفنان التشكيلي محمد الرقيق يتواصل بدار الثقافة السليمانية بالمدينة العتيقة قرب جامع الزيتونة المعمور ويضم جملة أعماله الفنية التي انتخبها خصيصا لهذا المعرض الخاص المعبر عن أسرار المدينة العتيقة الحاضنة للذاكرة الثقافية وعمقها الحضاري.