محمد دحلان لا بواكي له

ديدن الجماعات الإسلامية الكذب.

لقد أحسن محمد دحلان بظهوره في حوار على قناة الحدث، فقد كان الجميع مصدومين من أخبار الإسلاميين بأنه تعرض لضرب مبرح وأخرى تقول أنه تعرض لحادث سير وهو في حالة شلل تام وممنوع الدخول إليه في العناية المركزة، وقد ذهب خيالهم إلى أن بعض الشخصيات الكبيرة حاولت تلبيسه مؤامرة قتل خاشقجي، وعندما رفض انهالوا عليه ضربا أو دبروا له حادث سير. وليس هذا فقط، فقد اسهبوا وأطنبوا وأوضحوا واسترسلوا في التحليل والتأويل والتعليق.

هذا أمر جيد لأنه كشف طريقة تفكير هؤلاء المرضى النفسيين، وكشف إلى أي مدى يمكن لهم أن يذهبوا في الافتراءات والأكاذيب رافعين شعار الغاية تبرر الوسيلة. وللقارئ أن يفهم الجماعات الإسلامية من خلال حجم الأخبار الكاذبة التي ينشرونها والتي لم تفرق بين صادق وكاذب ومخلص ومتآمر. وهذا ديدن المتدينين من جميع الأديان، فهم يكذبون ليحتلوا بلادا ويكذبون ليغتالوا الشخصيات ويكذبون لتصفية الحسابات الشخصية ويكذبون لإعانة العدو على احتلال الأوطان ويكذبون لتدمير البلاد وتفتيتها، وذلك لأن المتدين يكذب ويصدق كذبته، ويقول أنه يتصرف بأمر إلهي وأنه ينفذ هذا الأمر بأي وسيلة متاحة.

لقد أحسن دحلان صنعا بظهوره على قناة الحدث بلحمه وشحمه ليقول للناس "أنا لا زلت بصحة جيدة ولم أتعرض لأذى" ليضع حدا للأكاذيب ويكشف الدرجة المتقدمة والخطيرة من المرض النفسي الذي بات بحاجة ماسة للعلاج. وهم لا يخجلون من ذلك، وربما يواصلون الكذب بمزيد من التعليق على الحادث البشع والمؤامرة الشيطانية التي تعرض لها دحلان حتى وهم يشاهدون اللقاء.

مرة أخرى يثبت للجميع أن ثقافة الإنسان هي العمود الأهم في بناء الدول، ولا يمكن للثقافة أن تكون بناءة دون الوضوح والصدق والاستقامة بصرف النظر عن دين الانسان ومعتقداته الغيبية، فإذا كان متمسكا بمبدأ الإخلاص للأوطان والحفاظ عليها، فإنه لن يكذب ولن يسرق ولن يتآمر ولن يعمل في الخفاء لكي يثق الناس ببعضهم البعض ويعملون معا للبناء وليس الهدم.