محمد غبريس يقدم 'محاورات ووجوه ثقافية من الإمارات'

الكتاب الجديد للشاعر والإعلامي يحيط بتاريخ البلاد الثقافي والفني والإبداعي من خلال مجموعة من الحوارات مع كوكبة من الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين والمبدعين المحليين لتقديم صورة واضحة وواسعة عن المشهد الثقافي بمختلف اتجاهاته وأشكاله.

يحيط الكتاب الجديد للشاعر والإعلامي محمد غبريس "محاورات ووجوه ثقافية من الإمارات" بتاريخ الإمارات الثقافي والفني والإبداعي من خلال مجموعة من الحوارات مع كوكبة من الكتاب والشعراء والأدباء والفنانين والمبدعين الإماراتيين، لتقديم صورة واضحة وواسعة عن المشهد الثقافي في الإمارات بمختلف اتجاهاته وأشكاله، والتعرّف إلى تجارب وسير المبدعين والمسرحيين الذين كان لهم الفضل في تأسيس الحركة الثقافية والأدبية والفنية وتطويرها.

يشير غبريس في مقدمة كتابه الصادر عن دار المحيط للنشر في الفجيرة، إلى أن هؤلاءالمبدعين يمثّلون جسر التلاقي والحوار حول الفنّ والإبداع والموسيقا من دون شروط مسبقة سوى الشغف والعشق والأمل، ويتجسّد دورهم في تحقيق حوار إنساني كوني متدفّق بالأفكار والرؤى والأحلام، يعيد ترتيب التاريخ على ضوء الحقيقة والإنجاز، ويضفي على تطلّعات الشعوب وآمالها قدسية وحفاوة؛ فالفنّ يبشّر بالمستقبل، والموسيقا توحّد العالم، والإبداع يجدّد الحياة؛ هنا تنمو الثقافة وتغتني بالتنوّع والتعدّد.

وقال "هذه الحوارات تمثّل شهادات وآراء ومواقف ترصد تلك المحطات المهمّة في الماضي والحاضر التي شهدت تحولّات ثقافية وفكرية وفعاليات متنوّعة، وأسماء شابة وموهوبة أثبتت مكانتها وحضورها وقدّمت للمكتبة العربية منجزاً إبداعياً جديراً بالاهتمام والاحتفاء، هذا فضلاً عن مبادرات ومشاريع قيمة كان لها دور في عملية التنمية والنهوض بالمجتمع.

يتضمن الكتاب ثلاثة فصول، الأول بعنوان "محطات"، وتضمن إطلالة على سيرة مجموعة من المبدعين والمثقفين الذين يتمتعون بمسيرة ثقافية فكرية طويلة حافلة بالإنجازات والإبداعات، فنقرأ أن الشاعر الراحل محمد خليفة بن حاضر كان نصير اللغة العربية وقضايا الأمّة، فيما تميز الناقد الدكتور علي بن تميم بكاريزما وحضور آسر، أما الشاعر المترجم الدكتور شهاب غانم فشدد على أهمية الانفتاح على آداب الشعوب الأخرى لنثري تجربتنا، بينما أكدت الإعلامية مريم بن فهد أن المرأة الإماراتية استطاعت أن تحقّق طموحاتها وأحلامها، ورأى المنسق العام لمهرجان الشارقة للشعر الشعبيمحمد القصير أنالمهرجانات الشعرية تسهم في تطوّر القصيدة.

أما القسم الثاني فحمل عنوان "إبداعات" وتضمن مجموعة من الحوارات الخاصة مع عدد من الشعراء والروائيين والتشكيليين حيث أشار الشاعرأحمد عبيد الهنداسي إلى أن التجربة الشعرية تسهم في تجديد الوعي المجتمعي الثقافي، بينما اعتبرت الشاعرة خلود المعلا أن قصيدتهافي مواجهة شرسة ومستمرّة مع تشوّهات العالم، وبيّنت الكاتبة والقاصة باسمة يونس أنالنقد يحمي الأدب والجوائز تحفّز على الإبداع، وأكدت فاطمة المزروعي أن المنجز الروائي الإماراتي استطاع أن يصل إلى العالمية، أما الشاعر الدكتور طلال الجنيبي فرأى أن معيار الشعرية هو مضمون النص وليس شكله الخارجي، ولاحظت الشاعرة الشيخة المطيري أن التجربة الشعرية في الإمارات ثرية ومتطوّرة جداً، ورأت القاصة لولوه المنصوري أن المبدع هو من يعرف طريق الدهشة، بينما لفتت الشاعرة عائشة الشيخ إلى أن الترجمة الإبداعية تعيد إنتاج العمل وليست تكرره، وضمن هذا الفصل أيضاً أكد الشاعر محمد العمادي في حواره أن الشعر غير صالح لخدمة الأيديولوجيات والاتجاهات الفكرية، واعتبرت الروائية فتحية النمرأن الكاتب المميّز هو من يتمتع بالشجاعة والجرأة، أما الشاعر حسن النجار فقال "أؤمن بالقصيدة الحقيقية"، والشاعرة جميلة الرّويحي "الألم يحفّزني على الكتابة والإبداع"، والشاعرعبدالله الجابري "القصيدة الناجحة تعطي الشاعر الأفضلية للاستمرار"، والشاعرة  سليمة المزروعي "جبال الفجيرة وطبيعتها الهادئة شكّلت تجربتي الشعرية"، وفي مجال الفنون التشكيلية نقرأ الحوارات التالية: سلمى المري "اللوحة تلامس ذاتي الحقيقية"، مريم الزرعوني "الفنّ التشكيلي ساعدني في استلهام الفكرة وكتابة النص"، نرجس نور الدين "لوحاتي تعكس روح المكان وتجلّياته".

وجاء الفصل الثالث بعنوان "إضاءات مسرحية"ليسلط الضوء على جزء من الجهود الجبّارة التي رفعت من مكانة المسرح وجعلته متقدّماً ومتطوّراً، وهي تمثّل ثلة من المسرحيين تمثيلاً وإخراجاً وتأليفاً الذين اشتغلوا بإخلاص وتفان، وسهروا على تقديم كلّ ما يلزم من تدريب وتطوير ورعاية واحتضان وعروض، حيث ارتبط اسمهم بمحطّات بارزة في تاريخ الحركة المسرحية الإماراتية على الرغم من الصعوبات والتحدّيات، وأثبتوا بما يملكونه من قدرات وإمكانات وأحلام، تأثيرهم الكبير في إثراء المشهد الثقافي برؤاهم وأفكارهم وبمنجزات مشهودة تعكس قيمهم الإبداعية وخبراتهم الثرية، فنقرأ في هذا الفصل: الكاتب إسماعيل عبداللهصاحب مشروع مسرحي إنساني، الفنان مرعي الحليان أنشودة الأمل والوطن، الممثلةمريم سلطانقيمة في العطاء والإخلاص، الفنان عمر غباشبصمة خضراء في تاريخ الحركة المسرحية الإماراتية، المخرج عبدالله المناعيعزيمة متّقدة وهمّة عالية، الفنان عبدالله صالحعرّاب المسرح الإماراتي، الممثلةسميرة أحمدسيدة المسرح والدراما، الممثلحميد سمبيجطاقة مبدعة وخلّاقة، الكاتب سالم الحتاويباق في عقول وقلوب الجماهير، الممثل أحمد الجسميتاريخ حافل بالعطاءات والإنجازات، الفنان محمد عبدالله العلياسمه ارتبط بأيام الشارقة المسرحية، الكاتب إبراهيم سالمسيبويه المسرح الإماراتي، المسرحي سيف الغانمفنان شامل وصاحب رؤى راقية، الممثل بلال عبداللهكوميديان المسرح الإماراتي، الفنان الفنان أحمد الأنصاريأسلوب خاص ونهج مسرحي مميّز، لافنان سعيد سالمطاقة لا تراها العين المجرّدة، المخرج صابر رجبحضور وألق في مسرح الطفل، الممثلة عائشة عبد الرحمنسيدة المسرح الإماراتي، الكاتب ناجي الحاينموذج مبدع لظاهرة المخرج المؤلف، الكاتب والمخرج محمد سعيد السلطيرؤى طموحة وعطاء زاخر.

وانطلاقاً من هذه الجهود والإبداعات أكد غبريس أنّ تقاسم الجهود وتبادل الخبرات والتعاون الثقافي يجعل المسرح أكثر قوّة وصلابة ويرسّخ هويته، ووجود الإمارات على رأس هذا الدعم يحقّق له الانتقال من مجرد العرض إلى الفعل الإنساني، ومن التباين في الحضور إلى التكامل في الوجود، كما يحقّق له الخلود والديمومة ليس من أجله فقط بل من أجل الأمة والإنسانية جمعاء.