محمد فنينة يصون معالم فنية بالحمامات التونسية

لوحات متنوعة ضمن معرض جماعي وأعمال فنية أخرى في معرض خاص بفضاء سيدي عيسى.
أعمال فنينة فيها رغبته في التجريب والتجديد باعتبارها تعكس آخر ابتكاراته التشكيلية من حيث اللون والشكل وكذلك المضمون
عوالم التجريب والمغامرة والبحث في سياق مقتضيات الفن ومسؤولياته الجمالية والإنسانية

منذ عودته مؤخرا من سلطنة عمان بعد إقامة مهنية لخمس سنوات قدم الفنان التشكيلي محمد فنينة عددا من أعماله الفنية ضمن مشاركة جماعية في معرض بفضاء سيدي عبدالله بمدينة الحمامات بعنوان "فنانو البلد" بالاشتراك مع الفنانين التشكيليين منصف زيان وفتحي زروق وأمين زيان ودلال طنقور (فوتوغرافيا) وغادة زيان، حيث تنوعت الأعمال الفنية واللوحات في تلويناتها وأساليبها الفنية ثم كان له معرض فني شخصي بفضاء سيدي عيسى بالحمامات حيث اطلع كل من زار هذا المعرض على حيز من تجربة الفنان محمد فنينة.
بعد ذلك تفرغ فنينة إلى صيانة عدد من المعالم الفنية وسط مدينة الحمامات في تنسيق مع بلدية المكان، وهي عرائس البحر والمشموم وتمثال الشهيد عاطف الشايب. ومن ناحية أخرى يفتتح الفنان الموسم الفني التشكيلي الجديد لرواق الفنون علي القرماسي بالعاصمة والتابع لوزارة الثقافة وذلك من خلال معرض فردي يتم افتتاحه يوم السبت 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
"... بالنسبة لنصب عرائس البحر هو عمل للنحات المرحوم عمر بن محمود.. وقمت بإعادة بعض القطع التالفة من المشموم وعشت متعة الترميم والتلوين والتنصيب لهذه الأعمال الفنية المميزة التي أبدع فيها منجزوها. الابتكار بالنسبة للفنان سلوك في فطرتنا وعلم درسناه في كليتنا. ولا نتطفل على أحد بقدر ما نحن نساهم في إصلاح ما أتلفه الآخرون.

فن تشكيلي
نساهم في إصلاح ما أتلفه الآخرون

الحمد لله الذي خلق فينا ملكة الإبداع وجعلنا نسبح في عالم الجمال ونسعد الآخرين بجمالنا. أشكر كل من تعاطف معي من أبناء الحمامات ....".
وبالنسبة للفنان فنينة، هي رحلة الفن يتقصد ألوانه الملائمة قولا بالذات تنشد أسماءها في الأكوان. وهي الفسحة الباذخة لتلمس جسد الحلم الكامن في الحال يمنيها ويعدها بالعلو حيث فراشات من ذهب الأمكنة ترسل في الريح عطور كلماتها المسافرة. وهكذا هي اللعبة الملونة بالنشيد. في هذه السياقات الساحرة يقيم الفنان التشكيلي محمد فنينة معرضه برواق علي القرماسي ويليه معرض لاحق بفضاء المكتبة الجهوية باريانة. وسبق له أن قدم عددا من أعماله الفنية الجديدة والسابقة وذلك في سياق معارضه الفنية داخل تونس وخارجها وفق المنحى الجمالي لتجربته. فنينة اشتغل على الدراويش وأجواء الشطحات والرقص وصدر  له كتاب عن هذه التجربة. رقص وذوبان بألوان مختلفة.
ذات معرض سابق له قدم فنينة عددا من اللوحات الفنية منها ما أنجزها بسلطنة عمان حيث يقيم، وبعد عدد من المعارض الشخصية والجماعية بتونس وخارجها وصدور كتاب عن تجربته في التعاطي الفني والجمالي مع عوالم الدراويش؛ عاد إذن الفنان التشكيلي محمد فنينة بعد سنوات من إقامته بمسقط في سلطنة عمان للتدريس.
أعماله فيها رغبته في التجريب والتجديد باعتبارها تعكس آخر ابتكاراته التشكيلية من حيث اللون والشكل وكذلك المضمون، حيث نجد البحر والأسماك والدراويش وأعمالا أخرى.
اللوحات التي أنجزها الرسام محمد فنينة تميزت بخطابها التشكيلي وبشحنتها التعبيرية من حيث الأسلوب والألوان والتقنية. 

fine arts
صيانة المعالم الفنية 

هناك حضور للألوان الحارة بدرجات مختلفة مضيئة ومظلمة إلى جانب طغيان حضور البحر من خلال الأزرق. وقد عمل الرسام على هذه التجربة الجديدة حيث القيم الضوئية بالأبيض والأسود، كما نجد لوحات مهمة في هذا المعرض الذي هو تعبيرة جادة عن التجربة  وتسعى للخروج عن المعتاد باستعمال تقنيات وأساليب جديدة من ذلك استعمال الفرشاة وتسييل الألوان ضمن مساحات من الخطوط والنقاط كل ذلك للتعبير عن أحاسيسه التي أرادها أن تصل إلى جمهور هذا المعرض.
عدد من اللوحات مثلت تجربته التي يقول عنها: "... هذه الأعمال  في فكرتها التي أشتغل عليها ضمن التواصل مع الجمهور وتقديم الجديد الذي أرى فيه مواصلة لتجربتي من حيث البحث عن الابتكار والتجريب. إنها محاولة لإحياء الذات الحالمة وقد كانت اللوحات متنوعة. بخصوص التقنية سعيت إلى تعبيرات مختلفة وأقحمت البحر كموضوع جمالي من خلال التّشاف والحركة في العمل ضمن التلقائية والعفوية كما يحضر الجسد والخطوط بشكل لافت...".
هذا الاشتغال ينضاف ضمن تجربة الرسام محمد فنينة الذي قدم عددا من المعارض الدولية بينها معرضه في الولايات المتحدة الأميركية صيف 2010 والمشاركة في البينالي المتوسطي للفنون بقصر خير الدين حيث برزت لوحته المشاركة ضمن تجارب أخرى من بلدان المتوسط وأوروبا ومشاركاته خلال سنة 2015 بفاس بالمغرب. وفي ربيع الفنون بمدينة الصويرة بالمغرب. ومشاركة  بكوريا الجنوبية.
هكذا يبرز عمل الفنان التشكيلي محمد فنينة عبر دأبه وجدية نسقه وبصمته الفنية التي عرف بها في إطار المشهد التشكيلي بتونس الآن وهنا. هذه المعارض يمضي من خلالها الرسام محمد فنينة في عوالم التجريب والمغامرة والبحث في سياق مقتضيات الفن ومسؤولياته الجمالية والإنسانية قولا بالمعرفة ونحتا للعلامة وتقصدا ونشدانا للقيمي والأخاذ في شواسع الذات الإنسانية وتحديدا الكينونة.