مخاوف على مصير الأمازون 'رئة العالم'

تهديد الرئيس البرازيلي بسحب بلده من اتفاق باريس حول المناخ يثير المخاوف وسط خشية من التضحية بالأمازون لصالح مجموعات الضغط التابعة للصناعات الغذائية.
قلق من مشروع انشاء محطات كهرمائية لتوليد الطاقة في الأمازون
امتعاض من فكرة اقامة خط لسكك الحديد في قلب الغابة المطيرة

برازيليا – تثير تصريحات الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو وأوساطه مخاوف كثيرة لدى المدافعين عن البيئة الذين يخشون أن تتم التضحية بالأمازون "رئة العالم" دعما لمصالح مجموعات الضغط التابعة للصناعات الغذائية.
وقد أثار فوز المرشّح اليميني الذي هدّد بسحب بلده من اتفاق باريس حول المناخ استياء المدافعين عن البيئة. وحاز بولسونارو 55% من الأصوات في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في ختام حملة جعلت كثيرين يخافون على مصير "رئة العالم".

لن نواجه المزيد من النزاعات بسبب قطع أشجار الغابات 

وهو تعهد في حملته دمج وزارتي الزراعة والبيئة في حقيبة وزارية واحدة، قائلا "لن نواجه المزيد من النزاعات بسبب قطع أشجار الغابات".
وقال فيكتور مينوتي المدير السابق للمنصة الدولية للعولمة إن "المسألة تقضي بتقليص حجم الحكومة كي تطلق يد شركات الصناعات الغذائية في استغلال الموارد وانتهاك حقوق السكان الأصليين".
وتطرق بولسونارو، وهو جنرال متقاعد من الجيش، أيضا إلى مشروع إنشاء محطات كهرمائية لتوليد الطاقة في الأمازون قد تحدّ من القدرة على النفاذ إلى المياه بشكل كبير وتدفع إلى إجلاء سكان أصليين من المنطقة. كذلك، أثار فكرة خط للسكك الحديد في قلب الغابة المطيرة.
وقال كارلوس ريتل الأمين التنفيذي للمرصد البرازيلي للمناخ إنه "في حال قرر بولسونارو المضي قدما بهذه التعهدات المضرة بالبيئة والسكان الأصليين والمناخ، فإن مواطنيه سيكونون أكبر ضحايا مشاريعه هذه".
وأردف أن "زيادة وتيرة قطع أشجار الغابات وانبعاثات غازات الدفيئة تجعل كلّ واحد منا أكثر عرضة لتداعيات الظواهر المناخية القصوى".
وحذرت ماي بوف المديرة التنفيذية لمنظمة "350.أورغ" البيئية غير الحكومية من "خطر فعلي على حقوق الإنسان وعلى الزخم الذي اكتسته جهود مكافحة الاحترار في العالم في عهد بولسونارو".
وتتسبب إزالة الأحراج بخمس انبعاثات غازات الدفيئة في العالم وهي تفاقم الاحترار المناخي.
غير أن الحملة التي أطلقتها الأمم المتحدة قبل أكثر من عقدين من الزمن لاحتواء هذه الآفة فشلت في تحقيق مرادها. وكل سنة يخسر العالم منطقة حرجية توازي مساحتها مساحة اليونان.
وكل سنة تتقلص مساحة الأمازون بواقع 52 ألف كيلومتر مربع، أي ما يوازي مساحة كوستاريكا، بسبب قطع الأشجار لإنشاء مزارع كبيرة ترعى فيها المواشي أو تنمو فيها النبتات المستخدمة في الأغذية ومستحضرات التجميل.
وبقي بولسونارو الذي لا يخفي إعجابه بحقبة الديكتاتورية في البرازيل والذي أثارت تصريحاته المسيئة للنساء والمثليين والسود صدمة في المجتمع، متحفظا بشأن التزاماته البيئية الفعلية خلال الحملة الانتخابية.
وهو كان قد دعا في آب/أغسطس إلى أن تحذو البرازيل حذو الرئيس الأميركي وتنسحب من اتفاق باريس حول المناخ المبرم في كانون الأول/ديسمبر 2015.
ويقضي الهدف من هذه الاتفاقية باحتواء الاحترار دون درجتين مئويتين بالمقارنة مع مستويات الحقبة ما قبل الصناعية.
لكنه عدل عن رأيه هذا.

وبحسب ستيف شوارتزمان كبير المدراء في قسم سياسات الغابات في منظمة "إنفايرمنت ديفنس فاند" التي تتخذ مقرا لها في الولايات المتحدة فإنه من المستبعد أن يكون بولسونارو قادرا على التأثير في شأن انسحاب البرازيل من الاتفاق نظرا إلى أن البرلمان أقره بالإجماع كما أن بولسونارو نفسه صوّت لصالحه.

وقال شوارتزمان "حتى لو أنه لا يزال يريد الانسحاب، لن يكون الأمر بسيطا أو سهلا".
غير أن الرئيس البرازيلي الجديد قادر على التحرك الفوري في شأن آخر هو حقوق مجموعات السكان الأصليين. وقد سلط تقرير بارز صدر حديثا الضوء على الدور المحوري للغابات في الحد من آثار انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة فضلا عن الدور الأساسي لمجموعات السكان الأصليين في حماية الغابات.
وقال بولسونارو في شباط/فبراير إنه لن يتخلى عن "سنتيمتر إضافي واحد" من الأرض لمصلحة مجموعات السكان الأصليين في البرازيل التي تضم حوالى 60% من مجمل مساحة غابة الأمازون. وغالبا ما يواجه هؤلاء السكان تهديدات عندما يطالبون بحقوقهم.
وهو لطالما هاجم وكالة حماية البيئة (إيباما)، ومن شأن توليه الرئاسة أن يؤثر على حجم التمويل المخصص لهذه الهيئة.
ورغم التشريعات القوية في المجال البيئي، تشكل البرازيل أخطر الأماكن للناشطين البيئيين إذ إن مجموعة الضغط "غلوبال ويتنس" سجلت مقتل 57 شخصا من المدافعين عن ألاراضي العام الماضي.

رئيس البرازيل
تصريحاته المسيئة للنساء والمثليين والسود صادمة

وأشار كبير مدراء البرامج الخاصة بأميركا اللاتينية في مجموعة "وور أون وانت" سيباستيان مونيوز إلى أن التهجمات اللفظية لبولسونارو على مجموعات السكان الأصليين تمثل "محاولة للحط منهم وتوليد الكراهية تجاههم للدفع قدما بفكرة الحاجة للنمو الاقتصادي".
وأضاف "هذه طريقة فعالة للالتفاف على الحاجة إلى تشريعات جديدة من خلال إضعاف وسائل الحماية الموجودة أصلا للبيئة ولأراضي السكان الأصليين".