مدائن من رماد: دعوة لاركان القرية العالمية الى التعايش
الجمعة 2002/04/26

باعتباره يُعبّر عن عالم يسوده الحب والسلام والإخاء.
القاهرة - دعا كل من مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بالقاهرة واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بدولة الإمارات ودول عربية ، المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم " اليونسكو " لدعم العمل الروائي المتميز الذي كتبه الأديب والكاتب الإماراتي محمد خليفة المرر باعتباره يعبر عن واحد من أسمى آمال الإنسانية في عالم يسوده الحبّ والسلام والإخاء ، بما يتفق مع مبادئ اليونسكو ورسالتها الإنسانية في بناء حصون السلام في عقول البشر.
فقد انعقدت حلقة النقاش النقدية المنعقدة في 17 نيسان/إبريل الحالي بمقر مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس بالقاهرة ، للعمل الأدبي الذي كتبه المرر بعنوان "مدائن من رماد" وترجمه إلى الإنجليزية الدكتور اسحاق عبيد .. وشارك في الحلقة عدد من المؤرخين والأدباء وأساتذة علم النفس والاتصالات وخبراء الإعلام ، وأوصت منظمة اليونسكو بتبني هذا العمل الذي يدعو الأركان الأربع للقرية العالمية البائسة إلى التعايش والتآلف معاً على أساس من العقلانية المنشودة، واعتبرت بالإجماع أن العمل يعتبر قطعة أدبية أصيلة ذات أبعاد إنسانية وفلسفية ، وأن الرسالة التي ينطوي عليها هذا العمل هي رسالة حب وإخاء وخير بصرف النظر عن الأعراق أو الألوان أو العقائد.
وذكرت الحلقة أن "مدائن من رماد" تمثل صرخة في البريّة تدعو الجنس البشري إلى أن يعيش ويدع الآخرين يعيشون على قدم المساواة وبكرامة الإنسان ، وقد يقول بعض المتشائمين إن ذلك ليس إلاّ حلماً جميلاً، ولكن يكفيه كي يظل باقياً أنه حلم نبيل.
ورفع التوصية كل من الأستاذ الدكتور جاد طه العميد السابق لكلية الآداب بجامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور اسحق عبيد الرئيس السابق لقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة عين شمس، والأستاذ الدكتور سوزان القلليتي مديرة مركز بحوث الشرق الأوسط، والأستاذ الدكتور محمود عبد الظاهر، والأستاذ الدكتور أحمد نوار والأستاذ الدكتـور محمد عيسى، والأستـاذ الدكتـور فتحي الشرقاوي، والأستاذ الدكتور محمد صالح ، وآخرون.. وكذلك اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بدولة الإمارات ودول عربية أخرى، والتي رفعت توصيات مماثلة لمنظمة اليونسكو.
وليس للعمل الأدبي " مدائن من رماد " أبطال عديدون، ولكنه حوار بين الكاتب و"حمد" ذلك الشيخ الذي تعدّى السبعين وانزوى في كوخ صغير على شاطئ البحر، لا يهمه من الدنيا سوى الحكمة.. ووضع الكاتب رسالة على لسان بطل قصته ووجهها إلى أركان الكون الأربعة يدعو فيها إلى العيش ، وإتاحته للآخرين على قدم المساواة وبكرامة الإنسان..
ويقول الأديب محمد خليفة المرر في تقديمه لروايته إن حمد صرخة من العمق إلى العمق .. تحثنا على الخير والحب ، وعلى مزج قدراتنا العقلية ومعنوياتنا الروحية ضدّ العنف والخوف والتنكر .. أو ليست من حق البشرية جمعاء أن تكون سعيدة؟ دعوا الفرح بداخلنا يفرح .. دعونا نتحد ضد الموت .. فهي الحقيقة الوحيدة المزورة على أساس الانتماء الكلي والطمأنينة .. " حمد " صورة من الصور النادرة في عالم مليء بالتناقضات عاش ويعيش وسيستمر بداخلنا أحببنا أم كرهنا ، لأنه الصوت الحقيقي الذي يصرخ فينا هو كل هذا الحب ، كل هذا الجنون ، كل هذه الفاعلية .
وينهي خليفة هذه التراجيديا الإبداعية بسكوت الحكيم " حمد " عن الكلام، وهو الحقيقة الدامية الذي جسدت آراؤه مشكلات العالم المعاصر، وقد نجح في جعلها مرآة عصره تعكس آفات الإنسان مع تعريتها من أقنعتها وإظهارها على حقيقتها.. الكذب والنفاق والخداع والاستغلال بشتى صوره، فهل ستنفض الإنسانية عنها أدرانها حتى تتحقق بالفعل النداءات العالمية الخاصة بحقوق الإنسان ، وكذلك نداءات الحرية والإخاء والمساواة، هذا هو حلم الإنسانية جمعاء ، وحلم " حمد " الذي يرى الأستاذ الدكتور جاد طه إنها حلم الكاتب نفسه.