مدريد تكذب تبون: لا تغيير في موقفنا من مغربية الصحراء

الرئيس الجزائري يقول إن 'إسبانيا ارتكبت خطأ واليوم قامت بتصحيحه'، رغم أن مدريد أكدت منذ أسبوع تمسكها بدعمها الراسخ لسيادة المغرب على صحرائه.

مدريد - دحضت وزارة الخارجية الإسبانية مزاعم الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بأن مدريد غيرت موقفها بشأن مغربية الصحراء، مؤكدة أن إسبانيا ثابتة على دعمها الراسخ لسيادة المملكة على إقليمها، فيما يبدو أن تبون، الذي يمنّي النفس بأن تراجع مدريد موقفها بشأن النزاع المفتعل حول الصحراء، يسعى إلى التشويش على متانة العلاقات المغربية الإسبانية وهو ما يعتبر أمرا مستحيلا باعتبار الروابط الوثيقة بين البلدين اللذين يمضيان بثبات على طريق تقوية شراكتهما الإسترايتجية وينسقان في العديد من المجالات يتصدرها المجال الأمني.

وكان تبون قد صرح خلال لقاء إعلامي الأسبوع الماضي بأن "إسبانيا ارتكبت خطأ واليوم قامت بتصحيحه"، مشيرا ضمنا إلى تراجعها عن اعترافها بسيادة المغرب على صحرائه في العام 2022، وهو القرار الذي أعاد الدفء إلى العلاقات بين البلدين وأعطى دفعة قوية للتعاون الذي تطور إلى شراكة.

وقال الرئيس الجزائري إن "إسبانيا اضطرت إلى التراجع عن موقفها بسبب خوفها من خسارة علاقات تجارية مع بلاده تصل قيمتها إلى 7 ملايير أورو"، فيما أثار هذا التصريح جدلا واسعا، باعتباره لا يمت للواقع بصلة، لا سيما وأن الجزائر هي التي اضطرت إلى التراجع عن قرارها الذي اتخذته بعد إعلان مدريد دعمها لسيادة المغرب على صحرائه، بتعليق معاهدة الصداقة مع إسبانيا، بعد أن تعرضت لضغوط أوروبية بسبب خرقها لاتفاقيات التعاون بالإضافة إلى الخسائر المالية التي لحقت بالعديد من القطاعات الجزائرية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحركة التبادل التجاري مع مدريد.

وكان مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أعربوا في أكثر من مناسبة عن قلقهم من التوتر المستمر بين الجزائر ومدريد وتعمد خرق المبادلات الاقتصادية والتجارية بين الطرفين، باعتبار أن إسبانيا عضو من أعضاء الاتحاد.

 وذكرت وكالة الأنباء الإسبانية "أوروبا بريس" أن "الموقف الإسباني من قضية الصحراء المغربية هو الذي تم التعبير عنه في البيان المشترك مع المغرب في 7 أبريل/نيسان 2022، وما تم تكراره عقب الاجتماع رفيع المستوى الذي انعقد في الرباط بين الحكومة الإسبانية ونظيرتها المغربية في فبراير/شباط 2023".

وكثفت الجزائر التي تعيش عزلة في جوارها ومحيطها الأفريقي وأزمة دبلوماسية مع فرنسا، خلال الآونة الأخيرة جهودها للمصالحة مع إسبانيا بعد أن باءت كافة محاولاتها لدفع مدريد إلى التراجع عن دعمها الراسخ لسيادة المغرب على صحرائه، بالفشل.

وأكدت إسبانيا في أكثر من مرة استعدادها لطي صفحة الخلافات مع الجزائر وإعادة تطبيع العلاقات، لكنها اعتبرت أن قراراتها السيادية وخاصة موقفها الداعم لسيادة المغرب على صحرائه، خطا أحمر.

وكان وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل ألباريس واضحا خلال لقائه نظيره المغربي ناصر بوريطة في مدريد منذ نحو أسبوعين بتأكيده على تمسك بلاده بدعمها الراسخ لسيادة المملكة على صحرائها والتزامها بموقفها المؤيد لمقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لإنهاء النزاع المفتعل.

بدوره أشار بوريطة إلى البلدين عازمان على مزيد تقوية الروابط، قائلا "هناك من يريدون تحويل العلاقات بين مدريد والرباط إلى عنصر للجدال السياسي أو موضوعا للمزايدات، أو إعادتها إلى الوراء، إلى زمن الصراع والمشاكل، لكن إرادة القيادات في البلدين والفاعلين الحقيقين فيها، تضع أسسا تمنع الرجوع إلى الوراء".

ودشنت الرباط ومدريد إثر الزيارة التي أداها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط العام الماضي شراكة إستراتيجية، بينما وصفت تقارير دولية العلاقات بينهما بأنها "نموذجية".

وتولي إسبانيا أهمية بالغة لتعاونها الأمني مع المغرب، لا سيما بعد أن لمست التداعيات الإيجابية على أمنها واستقرارها نتيجة هذا التنسيق الذي أفضى إلى إحباط عدة مخططات إرهابية وتفكيك خلايا مرتبطة بالتنظيمات المتطرفة، بفضل الخبرة الأمنية التي راكمتها الرباط في مجال مكافة كافة أشكال الجريمة.