مدفع رمضان يعود مجدداً في مصر بعد توقف 34 عاماً

وزارة السياحة والآثار المصرية تعيد ترميم وتجريب مدفع رمضان لينبه الصائمين من جديد بموعد الإفطار.
توقف المدفع عن العمل بسبب التحذير من تأثير صوته القوي على أسوار قلعة صلاح الدين الأثرية

القاهرة - يعود دوي مدفع رمضان في مصر إلى العمل مع أذان مغرب الثلاثاء، بعد توقف دام أكثر من 34 عاما.
وقالت وزارة السياحة والآثار، في بيان، إنها "قامت بترميم وتجريب المدفع ليعود من جديد عند (أذان) المغرب ابتداء من أول أيام رمضان وطوال الشهر الكريم، منبها الصائمين بموعد الإفطار".
وأشارت الوزارة إلى أن "المدفع، الذي يعود تاريخه لعام 1871، سيطلق دويه من موقعه في ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة كما كان قديما".
وتعد قلعة صلاح الدين الأيوبي، إحدى أهم القلاع الحربية التاريخية في مصر، حيث شُيدت في الفترة بين عامي 1176 و1183م لتكون إحدى التمركزات الدفاعية للعاصمة.
وقالت الوزارة إن "أعمال ترميم المدفع شملت إزالة طبقة الصدأ المتكونة على جسم المدفع وتنظيفه من الداخل".
وأكدت أن رغم مرور فترة طويلة على توقف مدفع رمضان عن العمل "إلا أنه في قلوب وأذهان المصريين، ومن التقاليد الراسخة ومظهر من مظاهر الشهر الكريم".
ووفق البيان، "تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد أنها نشأت في مدينة القاهرة، تحديدا بقلعة صلاح الدين الأيوبي".
وتروي إحدى القصص وفق البيان أن "مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكي خشقدم (1404-1467) حين تصادف إطلاق مدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467 فظن الناس أنه لتنبيههم بموعد الإفطار ففرحوا".
ووقتها "قرر السلطان المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانا بموعد الإفطار".
بينما هناك قصة أخرى بحسب البيان، تقول إن "بعض جنود الخديوي إسماعيل (1830 ـ 1895) كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت في سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب في أول يوم من رمضان".
ووقتها أيضا "ظن الناس أنه تقليد جديد فتحدثوا عنه حتى أصدر الخديوي أمرا بأن يجعل من إطلاق المدفع عادة رمضانية".
وتوقف المدفع عن العمل عام 1987 بسبب تحذير هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت من تأثير صوته القوي على أسوار قلعة صلاح الدين والمباني الأثرية بها.
واكتظت الشوارع في القاهرة بالمتسوقين السبت الذين خرجوا لشراء الزينات والحلوى التقليدية استعدادا لشهر رمضان مع دخول جائحة كورونا سنتها الثانية.
وتجمعت العائلات في أسواق وسط القاهرة، كثير منهم بلا كمامات، لشراء الفوانيس والحلوى في ما يقولون إنه موسم مختلف تماما بالمقارنة مع العام الماضي.
قالت أميرة كريم وهي تتسوق لشراء الفوانيس "أصلا في فرق شاسع.. السنة إللي فاتت كان فيه كورونا ومش عارفين نخرج.. وكان في حاجات كتير جدا مش عارفين نعملها.. لكن السنة دي لا الناس واخدة بالها من إن في حاجات لازم يعملوها وفي حاجات احترازية أكتر من السنه إللي فاتت.. أغلبيه الناس ملتزمين بالكمامة.. لا في مظاهر رمضانية (أجواء رمضانية موجودة هذا العام) أكتر من السنة إللي فاتت بكتير جدا.. فأنا حاسة برمضان السنة إللي فاتت مكنش في نزول خالص من البيت وطبعا كانت المساجد مقفولة. لا السنة دي الحمد لله. ربنا يديمها بإذن الله".
وأول أيام رمضان هو الثلاثاء في مصر ويأتي في وسط الوباء. مع ذلك، هناك قدر أكبر من المرونة في فرض القيود حيث ظلت المقاهي والمطاعم والأسواق مفتوحة.
وفي العام الماضي، فرضت الحكومة إجراءات صارمة في جميع أنحاء البلاد قبل شهر رمضان وأُغلقت المقاهي وأُوقفت خدمات تقديم الطعام في المطاعم، فضلا عن فرض حظر تجول ليلي.
وقالت فاطمة محمد التي كانت تتسوق لشراء المكسرات والفواكه المجففة "السنة إللي فاتت كان فيه حظر ومكناش عارفين ننزل ولا نجيب حاجة.. فالسنة دي الحمد لله كل حاجه جميلة والواحد نازل براحته ومفيش أي موانع..."
وقال بيتر زكي "السنة إللي فاتت إحنا معرفناش نحتفل برمضان خالص بسبب ظروف الكورونا. كانت بداية الكورونا تقريبا مع بداية الشهر الكريم فكانت الدنيا متلخبطه خالص.. الناس ولا عارفة تنزل ولا عارفة تروح ولا تشتري فوانيس ولا تستمتع بالوقت.. بالعكس السنة دي السنة دي إحنا اتعودنا علي كورونا اتأقلمنا وتعايشنا معاها بقينا بناخد احتياطتنا نلبس كمامات معانا الكحول بتاعتنا.. فعلى قد ما نقدر بناخد إحترازنا من الموضوع".
وعلى الرغم من تخفيف قيود العزل هذا العام، طلبت وزيرة الصحة المصرية من المواطنين الالتزام بقدر أكبر من الجدية بالإجراءات الاحترازية.
وقالت الوزيرة هالة زايد "النهار دا كان السبب لعمل مؤتمر صحفي هو إن إحنا نستعرض الوضع الوبائي في مصر وخاصة وإحنا داخلين علي موسم أعياد سواء كان عيد القيامة المجيد أو شهر رمضان الكريم وعيد الفطر، فكان مهم جدا إن إحنا نجدد رسالة الدعوة للأسر وكل المواطنين لاتخاذ مزيد من الإجراءات الاحترازيه وخاصة إن إحنا الفترة إللي فاتت إن الناس مخدتش موضوع الإجراءات الاحترازية بنفس الشدة إلي كانت معتادة في الفترة السابقة".
وارتفعت الأرقام الرسمية لمصابي فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، وزاد العدد عن 800 إصابة مؤكدة يوميا قبل حلول رمضان.
وحذر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في وقت سابق من موجة ثالثة محتملة من فيروس كورونا، وحث الأسر على توخي الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية في شهر رمضان.
وسجلت مصر 211307 حالات إصابة مؤكدة بكورونا بينها 12487 وفاة.