مرض بن علي يدخل مزاد الانتخابات الرئاسية التونسية

مرشحون للرئاسة يتعهدون بإعادة الرئيس الأسبق من منفاه والقيام بمصالحة شاملة في محاولة لكسب أصوات القاعدة الشعبية لحزبه المنحل.

تونس - أعلن منير بن صالحة محامي الرئيس التونسي الاسبق زين العابدين بن علي الخميس مرض موكله في منفاه في المملكة العربية السعودية.

وفي المقابل نفى بن صالحة في تدوينة بصفحته الرسمية على الفايسبوك ما تردد من إشاعات تشير الى وفاة الرئيس الاسبق او انه يحتضر مؤكدا انه اتصل بابنته حليمة بن علي التي نفت كل تلك الشائعات.

وغادر الرئيس الاسبق تونس بعد احتجاجات شعبية واسعة في يناير/كانون الثاني 2011 متجها الى السعودية لكن بن علي يؤكد انه تعرض لمكيدة دفعت به الى مغادرة ارض الوطن.

ومنذ خروجه على القناة الوطنية (قناة تونس7) في خطابه الأخير قبل السقوط غاب الرئيس الاسبق عن الإعلام رغم المطالبات العديدة من اطراف إعلامية تونسية او عربية لاجراء حوار معه بغاية كشف الغموض الذي أحيط بخروجه من تونس وبعض المعطيات السرية حول الأيام الأخيرة التي سبقت المغادرة.

وظهر بن علي في صور نادرة على الصفحة الرسمية لابنه محمد على انستغرام او أثناء خطبة ابنته سيرين من فنان الراب المعروف "كادوريم".

وانتشرت اخبار عن مرض بن علي سواء في فترة حكمه او بعده وصلت الى حد إعلان وفاته لكن كل تلك الاخبار ظلت غير مؤكدة بشكل رسمي الى ان تم تكذيبها.

وفي المقابل دخل مرض بن علي الذي تزامن مع الحملة الانتخابية الرئاسية التي ستجرى يوم 15 سبتمبر/ايلول الحسابات السياسية للمرشحين في محاولة لاستمالة القاعدة الشعبية لحزب التجمع المنحل الذي اسسه الرئيس الاسبق.

وفي هذا الاطار دافع رئيس الحكومة المتخلي والمرشح الرئاسي يوسف الشاهد عن فكرة عودة بن علي قائلا في حوار على قناة حنبعل الخاصة الخميس "بانه يتعهد في حال انتخابه رئيسا الى إعادة الرئيس السابق لأسباب إنسانية في حال تبين مرضه الشديد مستطردا "اذا تم تكذيب امر مرضه الخطير ودخوله للإنعاش فان عودته تستدعي المحاسبة القضائية مثله مثل غيره من المواطنين".

وكان المرشح الرئاسي والوزير السابق ناجي جلول اكد في حوار عبر امواج اذاعة "الديوان اف ام" الاسبوع الماضي انه سيصدر عفوا عن بن علي وذلك في اطار مصالحة وطنية شاملة متابعا "من غير المقبول ان يظل رئيس سابق في المنفى لانه اساءة لصورة تونس ولصورة تجربتها الديمقراطية".

وأضاف ناجي جلول "من يريدون المحاسبة فليعملوا على محاسبة  من تورطوا في التفجيرات وفي عمليات إرهابية في العقود الماضية" وذلك في إشارة الى حركة النهضة الإسلامية.

ومحاولة عدد من المرشحين استمالة القاعدة الشعبية لحزب بن علي في الانتخابات الرئاسية يقابلها استغلال آخر للقاعدة الشعبية الثورية الرافضة بعودته دون تنفيذ الاحكام القضائية الصادرة بحقه.

وعمد الرئيس السابق والمرشح الرئاسي الحالي المنصف المرزوقي في حوار على قناة حنبعل الاسبوع الماضي الى استمالة هذه القاعدة وذلك بوضع شروط امام عودة بن علي منها تقديمه اعتذار للشعب التونسي ولعائلات شهداء الثورة وإعادة أموال تورط في نهبها.

وأمام حالة الاستغلال السياسي لمسالة عودة بن علي اتهم المحامي بن صالحة في تصريح لإذاعة موزاييك المحلية الجمعة المرشحين السياسيين بالسعي لكسب أصوات انتخابية من أنصار الرئيس السابق.

واكد بن صالحة ان تلك التصريحات لم تترجم الى خطوات ملموسة الى اعادة الرئيس السابق والقيام بمصالحة وطنية تشمله.

ونفى بن صالحة ان تكون هنالك اتصالات بين بن علي والمرشحين الرئاسيين الحاليين قائلا بان الرئيس السابق ابتعد عن السجالات السياسي ولن يكون له دور في مستقبل البلاد.