'مرض غامض' يتفشى في أسوان المصرية، هل هي الكوليرا؟

مئات الإصابات بنزلات معوية في المحافظة المصرية يرجعها الأهالي الى تلوث المياه رغم نفي السلطات.

القاهرة - انتشرت بين مواقع التواصل الاجتماعي في مصر اخبار عن مرض غامض في محافظة أسوان أقصى جنوبي البلاد، فيما تسعى السلطات المصرية لتقديم إجابات وطمأنة مواطنيها.

وتحدثت بعض الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إصابات كثيرة بنزلات معوية في المدينة وحالات الإعياء، وزعمت بعضها وجود "حالات كوليرا"، وهو ما لم تذكره السلطات الصحية في مصر، التي أكدت أن الحالات مصابة بنزلات معوية.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت مستشفيات مدينة أسوان حالة الاستعداد القصوى، في أعقاب توسع انتشار المرض.

وأكدت وزارة الصحة المصرية، السبت، أن التقرير النهائي حول أسباب الحالات المصابة بالنزلات المعوية، "سيصدر خلال 48 ساعة".

والاثنين،  أكد وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار سلامة مياه الشرب، وأضاف أنه في ظل تعامل أربع مستشفيات مع هذه الحالات لوحظ تراجع عدد الإصابات، مشيرا إلى أن متوسط التردد اليومي حاليا بجميع أنحاء محافظة أسوان يتراوح بين 18 و19 حالة.

وقال عبدالغفار في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين من أسوان إن عدد الحالات التي ترددت على المستشفيات منذ 11 سبتمبر أيلول بلغ نحو 480 معظمها خرج بعد تلقى العلاج بينما بقت 168 حالة تحت الملاحظة.

أضاف أنه في ظل تعامل أربع مستشفيات مع هذه الحالات لوحظ تراجع عدد الإصابات، مشيرا إلى أن متوسط التردد اليومي حاليا بجميع أنحاء محافظة أسوان يتراوح بين 18 و19 حالة.

وأوضح أن معظم حالات الإصابة جاءت من قريتي أبو الريش قبلي والرقبة بمركز دراو في محافظة أسوان.

وقال عبدالغفار "ما يتردد على التواصل الاجتماعي وعلى الجهات المغرضة من شائعات ومن بيانات.. لا أساس لها من الصحة".

واضاف "هناك نظام لحوكمة والكشف والإطمئنان على مياه النيل تشترك فيه أكثر من وزارة" وإنه تم فحص 85 عينة من محطات مياه الشرب في المحافظة وثبت أنها سليمة ومطابقة للمواصفات ولا يتبقى حاليا سوى فحص الوصلات الداخلية بالقرى الذي ستظهر نتائجه خلال 48 ساعة.

وذكرت صحيفة "المصري اليوم" المحلية، أن أهالي المناطق التي أصيب بعض سكانها بنزلات معوية، اعتبروا أن "تلوث المياه" هو السبب الأساسي.

رغم شكوانا منذ عشرات الأعوام من تلوث مياه الشرب في القرية، فإنه لم يستجب لنا أحد من المسؤولين

ورغم تطمينات المسؤولين، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي منشورات توعوية بشأن الكوليرا وأمراض المياه الملوثة.

وقال أحد أهالي قرية "أبو الريش"، محمد مأمون: "رغم شكوانا منذ عشرات الأعوام من تلوث مياه الشرب في القرية، فإنه لم يستجب لنا أحد من المسؤولين، والإصابة بالنزلات المعوية بين الأهالي تزداد بشكل يومي، ووزارة الصحة على دراية بهذا الأمر".

كما نقلت الصحيفة عن مواطنة أخرى، أنها "رفضت فتح صنبور المياه" داخل منزلها على مدار يومين، خوفا من الإصابة بالعدوى كما حدث لجيرانها، واضطرت إلى شراء مياه معدنية.

وقالت: "الجميع داخل القرية يعيش في حالة من الرعب والقلق والخوف على أطفاله، وينتظر دوره في الإصابة".

ويرى متبنيو "نظرية الكوليرا"، ان السلطات تخفي حقيقة الوضع الصحي وان الوباء انتثل من السودان القريب عبر النازحين الذين لجأوا إلى مصر هرباً من ويلات الحرب الأهلية في بلادهم.

وأفادت تقارير منظمة الصحة العالمية بتفشي وباء الكوليرا في السودان جرّاء انهيار منظومة الصرف الصحي والقطاع الطبي في البلاد.

وأعلنت وزارة الصحة السودانية الأسبوع الماضي عن ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا في البلاد إلى أكثر من 11 ألف حالة بينها 348 وفاة منذ أغسطس/آب الماضي.

الكوليرا هي التهاب معوي تسببه عصيات جرثومية يطلق عليها "Vibrio Cholerae"، ويعتبر الإسهال الشديد هو العلامة الرئيسية للتأكد من الإصابة بالكوليرا، وفي بعض الأحيان يكون المرض متوطنًا أو وبائيًا أو متفشيًا.

تصاحب الإصابة بالكوليرا عدة أعراض مثل الاسهال الشديد والتشنجات العضلية والقيء والجفاف الشديد، وفي حالة الإصابات الشديدة تؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح بشكل كبير، مما قد يسبب الوفاة خلال ساعات قليلة، وغادًة ما تنتقل العدوى من خلال الفم.

ونظرًا لتشابه الأعراض، فمن السهل الخلط بين الإسهال الفيروسي والإسهال الذي تسببه البكتيريا مثل الكوليرا.