مساجد إدلب محرومة من صلاة الجمعة بسبب التصعيد الروسي

طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام تواصل قصف أحياء سكنية في مناطق خفض التصعيد، في ظل خلاف بين أنقرة وموسكو بشأن هجوم استهدف موقعا تركيا في الأراضي السورية.
القصف الروسي لم يوقع ضحايا بشرية

دمشق - لم تُقم مرة أخرى، صلاة الجمعة، في محافظة إدلب شمالي سوريا، جراء تواصل قصف النظام وروسيا عليها.
وأفادت مصادر محلية الجمعة، بأن طائرات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام تقصف منذ الصباح عددا من الأحياء السكنية في منطقة خفض التصعيد، دون وقوع خسائر بشرية.
وأشارت المصادر إلى أن القصف الجوي شمل مدن كفرزيتا واللطامنة وأريحا، وقرى الأربعين ومرديخ، الواقعة جميعها ضمن منطقة خفض التصعيد.

وخلال السنوات الماضية، أُجبر سكان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، على إلغاء صلاة الجمعة عشرات المرات، بسبب القصف العنيف للنظام وحلفائه.

وياتي تواصل القصف الروسي بعد تضارب الروايات الصادرة عن كل من روسيا وتركيا، الدولتان المسؤولتان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في ادلب بشأن هجوم استهدف موقعا تركيا في الأراضي السورية.

وقالت تركيا الخميس إن القوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا نفذت ما اعتبرته هجوما متعمدا وأطلقت 35 قذيفة مورتر على موقع مراقبة تركي مما أدى لإصابة ثلاثة جنود أتراك وإلحاق أضرار بالمعدات والمنشآت، مؤكدة أنها تحتفظ بالحق في الردّ على مصدر الهجوم.

لكن موسكو قالت إن مقاتلي المعارضة السورية هم من هاجموا نقطة مراقبة تركية في محافظة إدلب وإن الجيش التركي طلب من موسكو ضمان سلامة أفراده وقصف مواقع المسلحين.

وقالت وزارة الدفاع إنه نتيجة لذلك شنت طائرات حربية روسية أربع ضربات جوية على أهداف وفقا لإحداثيات مقدمة من الجيش التركي، مضيفة أن الضربات أسفرت عن القضاء على عدد كبير من المسلحين وتدمير الكثير من قطع المدفعية.

وقالت روسيا في وقت متأخر الأربعاء إن موسكو وأنقرة اتفقتا على وقف كامل جديد لإطلاق النار في شمال غرب سوريا يتركز في محافظة إدلب.

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو
تركيا اكدت بانها تحتفظ بحق الرد بعد الهجوم على قواتها في سوريا

لكن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نفى ذلك وقال إن أنقرة تحتفظ بحق الرد إذا اقتضت الضرورة.

وقال في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي "في الوقت الحالي لا يمكن القول إن هناك وقفا كاملا لإطلاق النار لكن جهودنا في هذا الشأن مع روسيا ستستمر"، مضيفا "إذا استمرت هذه الهجمات سنفعل كل ما يلزم. لا ينبغي أن يشك أحد في ذلك".

وتابع "يجب أن تمارس روسيا باعتبارها البلد الضامن الضغط ونتوقع منها ذلك. بذلنا جهودا جادة ومخلصة في هذه القضية مع روسيا".

ويوضح الخلاف في الحقائق المتعلقة بالهجوم بين قوتين رئيسيتين مؤثرتين في المشهد السوري تداعي اتفاق خفض التصعيد الذي تم الاتفاق عليه العام الماضي لحماية المنطقة من شن هجوم شامل من الحكومة السورية.

ومنذ 25 أبريل/نيسان، تشن قوات النظام وحلفائه الروس والمجموعات الإرهابية التابعة لإيران، حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، التي تم التوصل إليها بموجب مباحثات أستانة، تزامنا مع عملية عسكرية برية على الأرض.
ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض تصعيد في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وحاليا، يقطن في منطقة "خفض التصعيد" نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف ممن هجرهم النظام من مدنهم وبلداتهم بعد سيطرته عليها.