مستشفى الحديدة يتحول إلى قاعدة لعمليات الحوثيين العسكرية

الميليشيات تقتحم المستشفى الوحيد في المحافظة التابع لشركة مجموعة اخوان ثابت وتطرد المرضى والأطباء وتتمركز بداخله في تهديد كبير لحياة المرضى.
الحوثيون يباشرون القصف من داخل مواقع الشركة

الحديدة (اليمن) ـ تواصل ميليشيات الحوثي في اعتداءاتها على المؤسسات الصحية وإخضاع كل المؤسسات الطبية والتجارية لسيطرتها بغية تحويلها الى قواعد لعملياتها العسكرية في الحديدة بعد تضييق الخناق عليها من طرف قوات التحالف والحكومة الشرعية وهو ما يبين النزعة الإجرامية للحوثيين الذين اعتدوا على المستشفى الوحيد العامل في الحديدة وحولوه الى مركز عمليات للتمركز به ضاربين عرض الحائط بصحة المرضى وحياتهم المعرضة للخطر.

وقامت المليشيات الحوثية الثلاثاء بدخول مستشفى 22 مايو وعادت مرة أخرى الاربعاء واقتحمت المستشفى الواقع بمدينة الحديدة وقامت بطرد المرضى والأطباء من أقسام الرقود والطوارئ وتمركزوا بداخل المستشفى في تهديد واضح لحياة المرضى المهددين بالموت جراء لامبالاة الحوثيين.

والمستشفى هو الوحيد الذي كان يعمل في مدينة الحديدة ويقدم خدماته للمواطنين ويتسع لعدد 130 سرير وبه معدات حديثة ويتبع شركة مجموعة اخوان ثابت.

وواصلت الميليشيات اعتداءاتها عندما قامت باقتحام مصانع الشركة وأدخلت الأطقم والمعدات الثقيلة وتقوم بالقصف من داخلها كقاعدة خلفية لعملياتها العسكرية.

ويعد رجل الأعمال ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في الحديدة عبدالجليل ثابت رئيس مجموعات إخوان ثابت التي تملك المستشفى والمصانع.

وقال مراقبون إن هذا التصعيد من الحوثيين يضع حياة المرضى في خطر خاصة ان المستشفى هو الوحيد الذي يعمل بالحديدة وتحويله الى قاعدة للعمليات المسلحة يعد ضربا للإنسانية.

أطفال مرضى
حياة المرضى على المحك

وتثبت هذه الحركة مدى جرم الحوثيين ولامبالاتهم مع حياة المرضى واتخاذهم من المستشفيات قواعد لعملياتهم في ظل انهيارهم العسكري وتراجعهم في مناطق عدة.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) الثلاثاء من أن المعارك في الحديدة غرب اليمن بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين، تهدّد حياة 59 طفلا يمنيا يتلقّون العلاج في مستشفى في المدينة.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة هنرييتا فور في بيان إن "المواجهات الكثيفة في مدينة الحديدة التي تضم ميناء، أصبحت قريبة بشكل خطير من مستشفى الثورة، ما يعرضّ حياة 59 طفلا بينهم 25 في العناية الفائقة لخطر الموت".

وأضافت "أكّد أعضاء الجهاز الطبي والمرضى في المستشفى انهم يسمعون أصوات انفجارات عنيفة وإطلاق نار. كما ان حركة الدخول والخروج من المستشفى، الوحيد الذي لا يزال يعمل في المنطقة، أصبحت عرضة للخطر".

وأكد متابعون أن الحوثيين خيرون الاختباء في المستشفى والاحتماء بالمرضى كدروع بشرية بهدف الهروب من ساحات المواجهة مع إدراكهم لهزيمتهم الحتمية.

ورغم حدة المعارك الدائرة، قال مصدر في التحالف اشترط عدم الكشف عن اسمه إن الاشتباكات المستجدّة ليست "عمليات هجومية" لدخول المدينة والسيطرة على مينائها الخاضع لسلطة المتمردين.

وذكرت فور في بيانها إن بعض الاطفال الذين يتلقون العلاج في مستشفى الثورة يعانون من سوء التغذية.

وقالت ان المعارك بدأت تقترب من الميناء، محذّرة من أن تدمير الميناء أو اغلاقه أو الحاق أي أضرار به يمكن أن يؤدي الى أعداد "كارثية" من الوفيات.