مشاركة الدوحة بقمم السعودية فرصة قطر لمراجعة سياساتها

رغم إعلان قطر مشاركة رئيس وزرائها كأرفع مسؤول يزور المملكة منذ الأزمة الخليجية، فإنه لم يتضح بعد إن كانت الزيارة مؤشرا على ذوبان الجليد في النزاع المستمر منذ عامين.

رئيس الوزراء القطري يمثل الدوحة في القمم الثلاث بالسعودية
هل تتعامل الدوحة بواقعية مع حقيقة التهديد الإيراني لأمن الخليج
زيارة رئيس الوزراء القطري للسعودية فرصة لإذابة جليد الخلافات

الدوحة - أعلنت قطر اليوم الأربعاء أنها ستشارك في القمم الثلاث التي دعت إليها السعودية على وقع التوتر في الخليج وأنشطة إيرانية تخريبية طالت أربع سفن قبالة السواحل الإماراتية وهجمات إرهابية حوثية على أهداف في المملكة.

وتشكل مشاركة الدوحة في القمم الثلاث فرصة لقطر لمراجعة سياستها التي فجرت أزمة في منطقة الخليج ووتر العلاقات مع دول الجوار ما دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطع علاقاتها مع الدوحة لانتهاكها اتفاق الرياض 2013 وملحقاته في 2014 ولتخندقها مع إيران سرا وعلانية في الوقت الذي شكّلت فيه الأنشطة الإيرانية تهديدا واضحا للمنطقة.

وقالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني سيحضر قمة عربية في السعودية لبحث أمن المنطقة، ليصبح أرفع مسؤول قطري يزور المملكة خلال الأزمة الدبلوماسية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر في تغريدة "قررت القيادة الرشيدة المشاركة الرفيعة في قمم مكة الثلاث على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني".

وأضافت "مشاركة دولة قطر والدول التي تتمتع بالعقلانية وحس المسؤولية تعد واجبا قوميا وإنسانيا لتحقيق الأمن الجماعي والمصلحة العليا للشعوب".

وتابعت "إن دولة قطر التي لم تغب يوما عن المشاركة الفعالة والإيجابية عربيا وإسلاميا ودوليا تغلّب مرة أخرى المصلحة العليا للمنطقة على الخلافات البينيّة حيث قررت القيادة الرشيدة المشاركة الرفيعة على مستوى معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني في قمم مكة الثلاث".

ولم يتضح بعد ما إذا كانت قطر ستعود إلى حضنها العربي وعمقها الخليجي بالتراجع عن السياسات التي كانت سببا مباشرا في اتخاذ الدول الأربع قرار المقاطعة في يونيو/حزيران 2017 بعد أن استنفدت كل الجهود لإثناء الدوحة عن الاستمرار في سياسة دعم وتمويل الإرهاب وتوفير منصات إعلامية لخطابات التحريض والتطرف والتقارب مع إيران.  

وستبحث القمة الطارئة التي ستعقد في مكة غدا الخميس التوتر مع إيران بعد هجمات على ناقلات نفط قبالة ساحل الإمارات وضربات بطائرات مسيرة على محطات لضخ النفط في السعودية. وتنفي طهران ضلوعها في الواقعتين.

وتلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في وقت سابق هذا الأسبوع لحضور قمة دول الخليج العربية وقمة أكبر تشمل الزعماء العرب.

مشاركة قطر في القمم الثلاث بالسعودية، حسب ما هو معلن، تتزامن مع تصاعد التوتر الأميركي الإيراني وفي الوقت الذي تحشد فيه دول الخليج لتأمين أمنها القومي في مواجهة التهديدات الإيرانية

وتحاول الولايات المتحدة توحيد دول الخليج لمواجهة إيران، لكن مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون الذي يزور الإمارات تحدث صراحة عن التهديدات الإيرانية لأمن الخليج وقال اليوم الأربعاء، إن ألغاما بحرية "من شبه المؤكد أنها من إيران" استخدمت لمهاجمة الناقلات، محذرا طهران من شن عمليات جديدة.

وتأتي مشاركة قطر حسب ما هو معلن مع تصاعد التوتر الأميركي الإيراني وفي الوقت الذي تحشد فيه دول الخليج لتأمين أمنها القومي في مواجهة التهديدات الإيرانية.

وتشكل القمم التي دعت السعودية لعقدها في خضم الأحداث المتسارعة في المنطقة، فرصة للدوحة للتعامل بواقعية مع التطورات الأخيرة التي اختزلت في توقيتها ومكانها حجم التهديدات الإيرانية لأمن الخليج وللملاحة البحرية في المنطقة.

ورغم إعلان قطر مشاركة رئيس وزرائها كأرفع مسؤول قطري يزور المملكة منذ الأزمة الخليجية، فإنه لم يتضح بعد إن كانت الزيارة مؤشرا على ذوبان الجليد في النزاع المستمر منذ عامين.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني شارك في القمة العربية في دورتها الثلاثين التي استضافتها تونس في مارس/اذار وغادرها دون أن يلقي كلمة في خطوة أوضحت الرئاسة التونسية أنها جاءت بتنسيق مسبق وأن الشيخ تميم شارك في القمة تلبية لدعوة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي وكان مبرمجا بشكل مسبقا ان لا يلقي كلمة.

لكن التأويلات التي رافقت مغادرة أمير قطر لأشغال القمة دون إلقاء كلمة ركزت على أن سبب قد يكون مرتبطا بالأزمة بين الدوحة ودول المقاطعة الأربع.