مشار يرفض التوقيع على أحدث اتفاق سلام لإنهاء الحرب

رفض زعيم المتمردين في جنوب السودان التوقيع على الوثيقة النهائية للاتفاق يظهر مدى صعوبة تنفيذ اتفاق شامل يضع حدا للحرب الأهلية الدامية.

الخرطوم - رفض زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار الثلاثاء التوقيع على اتفاق سلام نهائي مع الحكومة يهدف إلى وضع حد للحرب الأهلية الدامية في البلاد، بحسب ما أفاد الوسيط السوداني.

وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري أحمد للصحافيين إن "مجموعات المعارضة الرئيسية بجنوب السودان بما في ذلك الحركة الشعبية (لتحرير السودان-المعارضة بقيادة) رياك مشار رفضت التوقيع على وثيقة السلام".

وأجرت الأحزاب المتخاصمة من جنوب السودان محادثات في الخرطوم على مدى أسابيع من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل ينهي النزاع الذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين منذ اندلاعه في كانون الأول/ديسمبر 2013.

ووقع مشار عدة اتفاقات مع خصمه رئيس جنوب السودان سلفا كير بينها اتفاق وقف دائم لإطلاق النار وآخر لتقاسم السلطة، إلا أن زعيم المتمردين رفض الثلاثاء التوقيع على الوثيقة النهائية.

ويظهر رفض مشار توقيع أحدث مسودة لاتفاق السلام مدى صعوبة تنفيذ اتفاق شامل. ولم تصمد اتفاقات سلام سابقة سوى لأشهر قليلة تنتهي باستئناف القتال بين الجانبين.

وقال محمد للصحفيين في الخرطوم "الفصيل الرئيسي للمعارضة بزعامة ريك مشار إضافة إلى مجموعة أخرى رفضا التوقيع وطالبا بضمان تحفظاتهم".

كير ومشار
الاتفاق على المحك

وساعد السودان في إجراء محادثات هذا العام بين كير ومختلف الجماعات المتمردة في جنوب السودان.

وكير ومشار متمردان سابقان ارتقيا في مراكز السلطة خلال حرب أهلية بين شمال وجنوب السودان استمرت من 1983 إلى 2005. وقد تخلل النزاع قتال بين الرجلين قبل استقلال جنوب السودان في 2011.

وفي جنوب السودان مجموعتان عرقيتان كبيرتان الدينكا التي ينتمي إليها كير، والنوير التي ينتمي إليها مشار.

وسقطت أول حكومة تعايش بين الطرفين في جنوب السودان عام 2013 بعد اتهام الرئيس كير لنائبه مشار بالتخطيط لانقلاب ضده، ما أشعل فتيل حرب بينهما على خلفية عرقية أزهقت أرواح عشرات الآلاف وأجبرت ربع السكان على الفرار من ديارهم وتسببت في انهيار الاقتصاد المعتمد على النفط.

وغذى الصراع نزاعات عرقية. وفشلت اتفاقات سلام سابقة بينها اتفاق أبرم عام 2015 أوقف القتال لفترة وجيزة لكنه انهار بعد أن عاد مشار إلى العاصمة جوبا في العام التالي.

ودفع اتفاق سلام تم التوصل إليه، بالرجلين إلى التركيبة الحكومية نفسها في 2016. لكن بعد أشهر فقط من عودة مشار إلى منصبه تجددت المعارك في جوبا وأجبر مشار على التوجه مع مناصريه سيرا إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأبرمت الأطراف المتحاربة في يونيو حزيران اتفاقا مبدئيا لوقف القتال لكن مشار رفض بعض المقترحات التي كان منها إنشاء ثلاث عواصم في جنوب السودان لتقاسم السلطة.

وألقى كير باللوم في انهيار اتفاقات سلام سابقة على تدخلات خارجية.