مشروع القرار الأممي حول النزاع بين إسرائيل وحماس يواجه انقساما كبيرا

بالتوازي مع مشروع روسي، وزعت البرازيل مشروع قرار آخر يتضمن إشارة صريحة إلى الأعمال "الإرهابية" التي تقوم بها حماس ويواجه مفاوضات شاقّة.

الأمم المتحدة (الولايات المتحدة) - تستمر النقاشات الشاقّة الأحد بين أعضاء مجلس الأمن الدولي حول قرار محتمل بشأن النزاع بين إسرائيل وحماس، في حين طرح مشروعان متنافسان، حسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) الأحد أن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة كشفت عن "كارثة إنسانية غير مسبوقة".

وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني لصحافيين "لم يُسمح بدخول قطرة ماء واحدة، ولا حبة قمح واحدة، ولا لتر من الوقود إلى قطاع غزة خلال الأيام الثمانية الماضية". وأشار إلى تكشف "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في القطاع الساحلي.

ووزعت روسيا الجمعة على الدول الأعضاء في المجلس مشروع قرار يدعو إلى "وقف لإطلاق نار إنساني فوري ودائم يتم احترامه بالكامل" ووصول المساعدات الإنسانية "دون عوائق" إلى قطاع غزة.

والنص القصير يدين "بشدة جميع أعمال العنف والأعمال العدائية ضد المدنيين وجميع الأعمال الإرهابية". لكنه لا يذكر حركة حماس بالاسم رغم إصرار الولايات المتحدة خصوصا على أن يدين مجلس الأمن بوضوح "الأعمال الإرهابية الشنيعة" للحركة الفلسطينية التي شنت هجوما على نطاق غير مسبوق في إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

ووفق السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، فإن بعض الدول الأعضاء أظهرت "إيجابية" بشأن مشروع القرار، والبعض الآخر أقل إيجابية خلال جلسة مغلقة لمجلس الأمن الجمعة.

وبعد دعوتها الأعضاء لتقديم اقتراحات لتعديل النص، طلبت روسيا أخيراً من البرازيل التي تتولى رئاسة المجلس في تشرين الأول/أكتوبر، تقديم نصها للتصويت بعد ظهر الاثنين.

وعلّق نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي السبت قائلا "نأمل أن تثبّت الرئاسة البرازيلية ذلك بسرعة"، مشيراً إلى أن روسيا دعت جميع الدول الأعضاء الأخرى في الأمم المتحدة إلى رعاية النص "لإرسال إشارة واضحة إلى طرفي النزاع".

لكن لم يتم تحديد موعد للتصويت حتى الآن.
ويتطلب اعتماد القرار موافقة تسعة أعضاء على الأقل من أعضاء المجلس الخمسة عشر، دون استعمال أي من الأعضاء الخمسة الدائمين (الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وروسيا، والصين) حق النقض.

وبالتوازي مع المشروع الروسي، وزعت البرازيل مشروع قرار آخر، تم تعديله عدة مرات، يتضمن إشارة صريحة إلى الأعمال "الإرهابية" التي تقوم بها حماس، وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن المفاوضات بشأنه شاقّة.

ويتخذ الاتحاد الأوروبي موقفا داعما بشكل صريح لإسرائيل، حيث شدّدت الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وفقا للقانون الدولي في مواجهة هجمات عنيفة وعشوائية" لحركة حماس، وذلك في بيان مشترك نُشر الأحد.

وتابعت الدول "نجدد التأكيد على أهمية توفير مساعدة إنسانية عاجلة ونحن مستعدون لمواصلة دعم المدنيين الذين هم بأمس الحاجة لذلك في غزة، بالتنسيق مع شركائنا، مع الحرص على ألا تحوّل منظّمات إرهابية وجهة هذه المساعدة"، وأضافت "من الضروري تجنّب تصعيد إقليمي".

وبينما تسعى إسرائيل للانتقام من أسوأ هجوم في تاريخها، حذرت الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي في بيان مشترك من أن الاجتياح البري للقطاع "قد يفضي إلى إبادة جماعية غير مسبوقة".

وواجهت الدولة العبرية تحذيرا بشأن التداعيات الأمنية لنشر قوات على الأرض في القطاع المكتظ الذي يقطته نحو 2.4 مليون فلسطيني.

ويقوم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأيام الأخيرة بجولة محمومة في عواصم الشرق الأوسط في محاولة تجنب توسع رقعة النزاع في المنطقة المضطربة.

وأشار الأحد إلى أن حلفاء بلاده العرب "متمسكون بألا يتسع نطاق النزاع مع إسرائيل". وناشد بلينكن الصين استخدام نفوذها في المنطقة لتخفيف التوترات.

لكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي قال الأحد إن رد إسرائيل "يتجاوز حدود الدفاع عن النفس".

ودعا يي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومة الطوارئ التي يقودها إلى "وقف العقاب الجماعي لشعب غزة".