مصر تتحرك دبلوماسيا لكبح التمدد التركي في ليبيا
طرابلس - بدأت مصر تتحرك دبلوماسيا لاستعادة تواجدها في ليبيا بعد قطيعة استمرت نحو ست سنوات، حيث بحث وفد مصري يقوده مدير مكتب وزير الخارجية السفير محمد ثروت ويضم شخصيات دبلوماسية وأمنية، الثلاثاء مع مسؤولين في حكومة الوفاق ترتيبات إعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس.
ويأتي التحرك المصري على ضوء ما استجد في الساحة الليبية بعد انتخاب سلطة انتقالية جديدة ممثلة في مجلس رئاسي وحكومة مؤقتة بقيادة كل من محمد المنفي وعبدالحميد الدبيبة.
ويُنظر للخطوة المصرية على أنها تحرك لمواجهة التمدد التركي في ليبيا وخطوة تستبق تولي السلطة الانتقالية الجديدة مهامها.
وبحسب بيان صدر عن وزارة الداخلية الليبية في حكومة الوفاق، فإن الوفد المصري الذي وصل أمس الاثنين إلى العاصمة الليبية في زيارة تستمر عدة أيام واستهلها بلقاء مع وزير الخارجية محمد سيالة، أبلغ الجهات الرسمية شروعه في خطوات عملية لافتتاح السفارة في طرابلس.
وبحسب المصدر ذاته التقى الوفد المصري بوزير الداخلية فتحي باشاغا وبحث معه ترتيبات اعادة فتح السفارة التي أغلقت أبوابها في يناير/كانون الثاني 2014 بسبب الاضطرابات الأمنية حينها.
وكانت مصر وعدة دول أجنبية أخرى قد علقت عمل بعثاتها الدبلوماسية في طرابلس، فيما أبقت دول أخرى على تمثيل دبلوماسي محدود.
كما كانت هناك لاحقا خلافات بين القاهرة وحكومة الوفاق، حيث دعمت مصر القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر في الهجوم الذي شنه على طرابلس في ابريل/نيسان 2019.
كما سبق للجيش المصري أن شن في السنوات الماضية غارات جوية على معسكرات لجماعات متطرفة في درنة الليبية ردا على ذبح تنظيم الدولية الإسلامية 21 عاملا من الأقباط المصريين.
واستضافت مصر التي ترتبط بحدود ممتدة مع ليبيا من جهة الشرق، في السابق لقاءات بين الفرقاء الليبيين من ضمنهم لقاء نادر بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج، لكنها لم تكن متواجدة على الأرض، ما أتاح لتركيا التمدد سريعا في غرب ليبيا دعما لسلطة الوفاق.
وبسبب تدهور الوضع الأمني كانت مصر والدول العربية مغيبة عن الساحة الليبية في الوقت الذي ألقت فيه تركيا بثقلها العسكري والسياسي في المنطقة وهي الثغرة ذاتها التي جعلت الساحتين العراقية والسورية فريسة سائغة للنفوذ الإيراني والتركي.
وقال بيان الداخلية الليبية اليوم الثلاثاء، إن الوفد المصري "أكد خلال لقاء باشاغا أنه تم الشروع في الخطوات العملية لإعادة افتتاح مقر السفارة في طرابلس"، دون تقديم تفاصيل.
وأوضح أن الوفد المصري قدم تهنئة بلاده بمناسبة اختيار السلطة التنفيذية الجديدة وحرصها على أمن واستقرار ليبيا.
وثمن المجهودات التي قام بها وزير الداخلية في بسط الأمن داخل العاصمة طرابلس والمدن الأخرى، خلافا لما كان يصل إليهم من أخبار مخالفة تفيد بوجود خلل أمني داخل العاصمة طرابلس وضواحيها، حسب بيان الداخلية.
وعبر باشاغا عن سعادته بزيارة الوفد المصري رفيع المستوى لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين بما يخدم المصلحة المشتركة بينهما.
والاثنين، بحث وزير الخارجية الليبي محمد سيالة مع الوفد المصري، ترتيبات إعادة فتح سفارة القاهرة بطرابلس بعد سنوات من إغلاقها.
وفي أول إعلان مصري بشأن الزيارة، كانت وكالة الأنباء المصرية الرسمية قد ذكرت الاثنين أن "الزيارة تتعلق بالإجراءات والترتيبات اللوجيستية الخاصة بعملية الإعداد للتواجد الدبلوماسي المصري ودراسة توقيت عودة العمل بكل من السفارة بطرابلس والقنصلية في بنغازي".
وحتى 2014، كانت وفود مصرية تزور طرابلس وتلتقي مسؤولين ليبيين، ثم انقطعت الزيارات عقب طرد قوات موالية لحفتر من العاصمة في ما عُرف بعملية "فجر ليبيا".
ويشهد النزاع الليبي انفراجا حيث انتخب أعضاء ملتقى الحوار السياسي في 5 فبراير/شباط الجاري، سلطة تنفيذية مؤقتة حتى إجراء الانتخابات أواخر العام.