مصر تحتاج مليار دولار لوقف انقطاع الكهرباء

خطة حكومية للانتهاء بالكامل من مشكلة تخفيف الاحمال في نهاية عام 2024.

القاهرة - قال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في خطاب أذاعه التلفزيون الثلاثاء إن مصر ستحتاج إلى استيراد ما قيمته نحو 1.18 مليار دولار من زيت الوقود والغاز الطبيعي من أجل التخفيف من انقطاع التيار الكهربائي المستمر الذي تفاقم بسبب موجات الحر المتتالية.

وأضاف أن هذه الشحنات ستصل كاملة في الأسبوع الثالث من شهر يوليو/ تموز المقبل، مشيرا إلى أن الحكومة تهدف إلى وقف قطع الكهرباء خلال أشهر الصيف المتبقية. وأوضح مدبولي أن مصر تعاقدت على 300 ألف طن من المازوت بقيمة 180 مليون دولار لتعزيز احتياطياتها الاستراتيجية مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تصل في مطلع الأسبوع المقبل.
وكانت الحكومة المصرية قد مددت الاثنين فترات انقطاع التيار الكهربائي اليومية إلى ثلاث ساعات بدلا من المعدل المعتاد وهو ساعتين لمواجهة ارتفاع استهلاك الكهرباء بالمنازل خلال موجة الحر الأخيرة.

وقالت وزارتا الكهرباء والبترول الأحد، إنه نظرا "لزيادة معدلات الاستهلاك المحلي من الكهرباء، نتيجة الموجة الحارة شديدة الارتفاع، وبالتالي زيادة استهلاك الغاز المولد للطاقة، سيتم زيادة فترة تخفيف الأحمال اليوم وغدا فقط (الأحد والاثنين)، لساعة إضافية من أجل الحفاظ على الكفاءة التشغيلية لمحطات إنتاج الكهرباء والشبكة القومية للغازات الطبيعية".

وقال مدبولي الثلاثاء إن فترات الانقطاع الممتدة لثلاث ساعات ستستمر حتى نهاية يونيو /حزيران، قبل أن تعود إلى ساعتين في النصف الأول من يوليو/ تموز مع هدف توقفها تماما خلال ما تبقى من فصل الصيف.

واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالشكاوى حول تأثير انقطاع التيار الكهربائي، حيث قال البعض إنهم اضطروا لشراء مولدات كهربائية خاصة.

واستغرب الإعلامي عمرو أديب الإعلان الأحد عما وصفها ساخرا بتلك "المفاجأة الظريفة" وأن المواطنين عرفوا بالأمس فقط عن زيادة مدة قطع الكهرباء، ومطالبا المسؤولين بمعاملة المصريين بطريقة "أحسن من كده (بشكل أفضل)".

 كما عبر الإعلامي أحمد موسى، المعروف بتأييده للحكومة من خلال برنامجه التلفزيوني، عن استيائه من تأخر الإعلان عن أسباب انقطاع الكهرباء وأكد على ضرورة إفصاح الدولة عن تفاصيل المشكلة و مواعيد انقطاع التيار.

وقد أثرت المشكلة بشكل خاص على المراهقين الذين يدرسون للحصول على شهادة الثانوية العامة، حيث نشر بعض المستخدمين صورا لطلاب يدرسون على ضوء الشموع. كما ذكر البعض الآخر ان ابنائهم لجأوا للدراسة في المقاهي.

وقال صاحب إحدى قاعات الأفراح في مدينة بورسعيد الساحلية، إنه سيقوم بتحويل إحدى قاعاته إلى قاعة للدراسة للطلاب المتضررين من انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي وحتى نهاية شهر يونيو/ حزيران.

منذ شهر يوليو/ تموز من العام الماضي، أدى تخفيف الأحمال المرتبطة بانخفاض إنتاج الغاز وارتفاع الطلب ونقص العملة الأجنبية إلى انقطاع التيار الكهربائي لمدة ساعتين يوميا في معظم المناطق.

وقال مدبولي في خطابه "نحن بالفعل وضعنا خطة إن ننهي بالكامل مشكلة تخفيف الاحمال إن شاء الله في نهاية هذا العام 2024".

واردف قائلا "ليس لدينا أزمة توليد طاقة على الإطلاق ولا نقل ولا توزيع في الشبكات ولكن هي مشكلة تدبير الوقود".

وأوضح مدبولي أسباب الأزمة "مع الزيادة التي تحصل في عملية الاستهلاك ومعدلات الاستهلاك المرتبطة بالتنمية الكبيرة التي حصلت في البلاد والزيادة السكانية... بقى هناك ضغط كبير على الموارد الدولارية"

كما ذكر أن الإنتاج في حقل غاز بإحدى الدول المجاورة توقف بشكل كامل لمدة 12 ساعة مما أدى إلى انقطاع الإمدادات إلى مصر، دون أن يذكر اسم الدولة أو حقل الغاز.

وقالت شركة أبو قير المصرية للأسمدة الثلاثاء إن ثلاثة من مصانعها أوقفت الإنتاج بسبب انقطاع إمداداتها من الغاز الطبيعي.

وتقدم عضو مجلس النواب، ضياء الدين داود، ببيان عاجل لرئيس المجلس بشأن أزمة انقطاع التيار الكهربائي يومياً، لمدة وصلت في بعض المناطق داخل المحافظات إلى 6 ساعات، مطالباً بمناقشته في الجلسة العامة الثلاثاء.

وأوضح داود أن الحكومة منتهية الولاية، ورئيسها المكلف، "يتعاملون بعناد مع المصريين"، ويعلنون عن خطة لترسيخ الفشل الحكومي بمعاقبة الشعب المصري بقطع الكهرباء لفترات أطول وصلت في بعض المناطق إلى 6 ساعات. وفي الوقت ذاته، تتواتر التقارير الدولية عن انهيار حقل ظهر وانخفاض إنتاجيته لأدنى مستوى، دون مصارحة أو مكاشفة للمصريين عن ذلك وأسبابه والمسؤولين عنه.