مصر تحذر من الانسياق وراء الفبركة وتزييف الحسابات

السلطات المصرية تدعو وسائل الاعلام الاجنبية الى توخي الدقة في نقل الاحداث، وعدم الاعتماد على مواقع التواصل كمصادر للاخبار.

القاهرة – دعت مصر وسائل الاعلام الاجنبية الاحد الى توخي الدقة في نقل الاحداث وعدم الاعتماد على وسائل التواصل، تجنبا لـ"تزييف الحسابات الالكترونية والفبركة".
وقالت وسائل اعلام اجنبية ان مئات الأشخاص نزلوا إلى الشوارع في وقت متأخر مساء الجمعة مردّدين هتافات ضد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قبل أن تُفرّقهم قوّات الأمن.
وخرجت تظاهرات الجمعة تلبيةً لدعوات أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي تطلب إقصاء السيسي، خصوصًا من قبل محمّد علي رجل الأعمال المصري المقيم في الخارج.
وقال بيان صادر عن الهيئة  العامة للاستعلامات التابعة للرئاسة المصرية انها "تابعت باهتمام ما بثته ونشرته وسائل الإعلام العالمية من خلال مراسليها المعتمدين في القاهرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".
واضاف البيان " تذكر الهيئة المراسلين وكافة وسائل الإعلام مجدداً بأهمية الالتزام بالقواعد المهنية المتعارف عليها عالمياً للصحافة والإعلام".

عدم النشر عن وقائع إلا ما يشاهده المراسلون بأنفسهم أو من مصادرهم المعلومة والتي تتأكد من مصدرين آخرين موثوقين

ومن أبرز تلك القواعد التي تحدثت عنها الهيئة "عدم النشر عن وقائع إلا ما يشاهده المراسلون بأنفسهم أو من مصادرهم المعلومة والمذكورة وذات المصداقية والتي تتأكد من مصدرين آخرين موثوقين شاهدوا الوقائع جميعاً بأعينهم".
كما دعت إلى "عدم الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار والتقارير خاصة مع حالة هذه الوسائل من الانفلات والفوضى وتزييف الحسابات والفبركة".
وقالت إن تلك الوسائل تعمل "على نحو يختلف عما هو موجود في الدول المتقدمة التي لا تسمح باللجوء إلى هذه المصادر إلا بضوابط شديدة ومراحل عديدة من التيقن".
وتخضع التظاهرات في مصر لقيود شديدة بموجب قانون صدر في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 بعد إطاحة الجيش، الذي كان يقودهُ حينها السيسي، الرئيس الإسلامي الراحل محمد مرسي. كما فرضت حال الطوارئ منذ 2017 وما زالت مطبقة.
وعلى فيسبوك، نشر مقاول البناء محمّد علي الذي دعا الى التظاهر، فيديو طالب فيه المصريّين بتنظيم تظاهرة "مليونيّة الجمعة المقبلة في الميادين العامّة".
وهو كان قد نشر تسجيلات فيديو من إسبانيا حيث يعيش، انتشرت منذ مطلع أيلول/سبتمبر وتتّهم السيسي والعسكريّين بالفساد.
ووجّه السيسي في 14 أيلول/سبتمبر، خلال مؤتمر للشّباب، تحذيراً إلى الأشخاص الذين يُريدون التظاهر ضدّ السلطة. ونفى الرئيس المصري أيضاً الاتّهامات بالفساد التي وجّهها المقاول إليه وإلى الجيش. وأكّد أن الاتّهامات التي وجّهها محمّد علي "كذب وافتراء"، بدون أن يذكر اسم المقاول
وفي مؤتمر الشباب السبت، حذّر السيسي من مخاطر الاحتجاج، وهو موقف يُكرّره باستمرار، مشيرًا إلى الأمن والاستقرار خلال حكمه خلافًا للأوضاع في دول عدّة في المنطقة مثل العراق وليبيا وسوريا.
وينشط جهاديّون في بعض مناطق مصر، خصوصاً في شبه جزيرة سيناء.
وفرضت حكومة السيسي إجراءات تقشّفية صارمة في 2016 في إطار قروض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي، ما أدّى إلى تزايد الاستياء بسبب ارتفاع الأسعار.
ويعيش حوالي واحد من كلّ ثلاثة مصريين تحت خط الفقر بأقلّ من 1,40 دولار يوميًا، بحسب أرقام رسميّة نشرت في تموز/يوليو الماضي.