مصر تطلب إيضاحا عاجلا من إثيوبيا بشأن ملء سد النهضة

تصريحات متناقضة لوزير المياه والري الإثيوبي بشأن بدأ بلاده ملء خزان سد النهضة فعليا تثير التساؤولات حول نوايا أديس أبابا الحقيقية بعد يوم من غخفاق المشاورات مع مصر والسودان.

القاهرة - قالت وزارة الخارجية المصرية اليوم الأربعاء إن مصر طلبت إيضاحا رسميا عاجلا من إثيوبيا بشأن مدى صحة بدء ملء خزان سد النهضة على النيل الأزرق بعد تضارب تصريحات أدلى بها وزير المياه والري الإثيوبي.

وهذا هو أول رد رسمي من القاهرة بعد أن قال وزير المياه الإثيوبي سيليشىي بيكلي في وقت سابق من اليوم، إن أديس أبابا بدأت ملء الخزان بعد يوم من إخفاق محادثات مع السودان ومصر بهذا الشأن.

وأضاف الوزير أن هذه المرحلة التى وصل إليها السد تمكن من بدء عملية التخزين الأولى المقدر بـ 4.9 مليار متر مكعب من المياه.

لكن تصريحات بيكيلي هذه تتناقض مع تصريحات أخرى له أدلى بها لوسائل إعلام في نفس اليوم حيث قال فيها إن كميات المياه زادت خلف سد النهضة بسبب الأمطار الموسمية الغزيرة.

وأوضح بيكيلي أن "هناك كثير من المياه تمر. هناك أمطار غزيرة والتدفق الداخل أكبر بكثير من الخارج".

وتسبب ارتفاع منسوب المياه في نشر وسائل الإعلام المحلية والدولية المختلفة تقارير بأن إثيوبيا بدأت في ملء السد يوم الأربعاء مع تداول صور الأقمار الصناعية التي تشير لذلك فعلا.

وإثيوبيا حالياً في منتصف موسم المطر، وصرح مسؤول في موقع السد لوكالة فرانس برس هذا الاسبوع أن هطول الأمطار الغزيرة يعني أن تدفق النيل الأزرق يتجاوز قدرة قنوات السد لدفع المياه في اتجاه مجرى النهر.

وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته "لم نغلق ولم يُنجز شيء. يبدو أنه عندما، عندما ترى بعض الصور، يبدو أن النهر يعلو أكثر فأكثر بسبب كمية المياه القادمة من المنابع والتي هي فوق قدرة المجاري المائية على التصريف".

وقال مستشار في وزارة المياه، طلب كذلك عدم الكشف عن هويته، إن تدفق المياه مستمر في اتجاه المصب. وأضاف "مع تقدم البناء، سيرتفع مستوى المياه خلف السد أيضًا، هذا ما يحدث، ولا شيء أكثر من ذلك".

س
صور الأقمار الصناعية تكشف التناقض الإثيوبي

وقد أصرت إثيوبيا على ضرورة البدء بملء خزان السد هذا العام كجزء من عملية البناء، على أن تتم تعبئته على مراحل. وكرر رئيس الوزراء ابي أحمد على هذه النقطة في خطاب أمام البرلمان في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال رئيس الوزراء "إذا لم تقم إثيوبيا بملء السد، فهذا يعني أن إثيوبيا وافقت على هدم السد. بشأن نقاط أخرى يمكننا التوصل إلى اتفاق ببطء مع مرور الوقت، ولكن بشأن ملء السد يمكننا التوصل وتوقيع اتفاق هذا العام".

وتعثرت مؤخرا المشاورات التي تجريها مصر والسودان للوصول إلى اتفاق بشأن المشروع المثير للجدل بسبب مخاوف من تأثيره على حصة البلدين من المياه بسبب إصرار إثيوبيا على ملء السد في الوقت المحدد.

ويقول مراقبون إن إثيوبيا تستغل الظرف الذي تمر به مصر بسبب انشغالها بالتدخل العسكري في ليبيا وما يمثله من تهديد لأمنها القومي بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تحاول تخطيها الحكومة الانتقالية في السودان لفرض موقفها واتمام ملء السد.