مصر تنضم لاجتماعات النقب وعاهل الأردن يزور الضفة

تزامنا مع انعقاد "قمة تاريخية" مع الوزراء العرب وزيارة العاهل الأردني المرتقبة للأراضي الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية تعلن عزمها بناء خمسة تجمعات استيطانية جديدة في صحراء النقب أحدها للبدو.
مقتل عنصري شرطة إسرائيليين في هجوم مسلح مع بدء قمة النقب
إيران على رأس جدول قمة النقب
بلينكن يجري مباحثات مع عباس ساعات قبل قمة النقب

القدس - انضمت مصر للقاء الاستثنائي الذي تستضيفه إسرائيل في سديه بوكير بالنقب (جنوبا) الأحد والاثنين ويجمع وزراء خارجية كل من الإمارات والمغرب والبحرين إضافة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي مع نظيرهم الأميركي انتوني بلينكن الذي يقوم بجولة تشمل تل أبيب والضفة الغربية حيث التقى اليوم الأحد بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، ليزور لاحقا الرباط والجزائر.

ونشر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد تغريدة على حسابه بتويتر اليوم الأحد رحب من خلالها بوصول نظيره المصري سامح شكري إلى النقب في جنوب إسرائيل.

وقال لابيد "أهلا بك في قمة النقب"، كما نشر مجموعة من الصور وثقت نزول الدبلوماسي المصري من الطائرة.

ويرجح أن تركز القمة حول إيران التي تقترب من التوصل لاتفاق مع واشنطن يعيد إحياء الاتفاق النووي للعام 2015 الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018 وسعى خلفه الديمقراطي جو بايدن لإعادة تفعيله.

لكن مسؤولا إسرائيليا قال لمحطة 'كان' الإسرائيلية إن "قمة النقب لن تنحصر مهامها في مناقشة القضية الإيرانية، بل ستشمل التطرق إلى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وفي تداعياتها على النواحي الاقتصادية ومجالات الطاقة".

وفي ظل الحضور العربي لثلاث دول طبعت علاقاتها مع إسرائيل في السنتين الأخيرتين هي الإمارات والبحرين والمغرب ومصر قبل أكثر من أربعة عقود، ستكون القضية الفلسطينية أيضا على جدول أعمال القمة.  

وكان بلينكن قد التقى في رام الله بمحمود عباس وبحث معه قضايا تتعلق بالنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وما يتعلق بالشؤون الفلسطينية.

وفي تطور على علاقة بزيارة وزير الخارجية الأميركي لإسرائيل والضفة الغربية، ذكر التلفزيون الفلسطيني أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني سيجري غدا الاثنين محادثات مع عباس في الضفة الغربية المحتلة.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تركز الزيارة على جهود خفض التوتر في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية قبل شهر رمضان الذي يحل أوائل أبريل/نيسان.

وبالتزامن مع انعقاد "قمة تاريخية" مع الوزراء العرب وزيارة العاهل الأردني المرتقبة للأراضي الفلسطينية، أعلنت الحكومة الإسرائيلية الأحد عزمها بناء خمسة تجمعات استيطانية جديدة في صحراء النقب أحدها للبدو، وفق بيان لوزارة الداخلية الإسرائيلية.

والبدو هم عرب من أحفاد الفلسطينيين الذين بقوا على أراضيهم بعد قيام إسرائيل عام 1948. ويعيش نحو نصف بدو إسرائيل البالغ عددهم 300 ألف نسمة في قرى غير معترف بها في صحراء النقب منذ أجيال ويشكون من التهميش ومن الفقر في إسرائيل.

ويعاني هؤلاء التمييز ويفتقرون إلى البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي. وغالبا ما يتم هدم بيوتهم.

وحاولت إسرائيل طرح مشاريع لجمع البدو في مكان واحد عام 2013، من طريق هدم حوالي 40 قرية غير معترف بها ومصادرة أكثر من 700 ألف دونم من أراضيهم، لكنها تراجعت بعد احتجاجات شعبية قام بها عرب داخل إسرائيل.

وزير الخارجية الإسرائيلي يستقبل نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد
وزير الخارجية الإسرائيلي يستقبل نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد

ومع ذلك هدمت إسرائيل في النقب أكثر من 10769 منزلا بين العامين 2009 و2019، وفق المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.

ونقل البيان عن رئيس الوزراء نفتالي بينيت قوله "هدفنا إعادة النظام إلى النقب، مكان لإسرائيل فيه سيادة وموارد".

ويأتي الإعلان الإسرائيلي بعد نحو أسبوع على هجوم طعن ودهس في مدينة بئر السبع (جنوب) نفذه مواطن عربي بدوي من النقب متعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية قتل خلاله أربعة إسرائيليين.

وشهد مطلع العام الجاري مواجهات بين قوى أمنية إسرائيلية والبدو بسبب مشروع لتشجير قرى يقطنونها في صحراء النقب لصالح الصندوق القومي اليهودي.

نووي إيران

وأكد وزير الخارجية الأميركي الأحد أن بلاده وإسرائيل "ملتزمتان" بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي رغم خلافهما بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية وذلك قبل ساعات من عقده محادثات غير مسبوقة مع وزراء خارجية الدول العربية الأربع وإسرائيل.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد في القدس "عندما يتعلق الأمر بما هو أهم، فنحن على توافق تام، كلانا ملتزم ومصمم على ضمان عدم امتلاك إيران أبدا سلاحا نوويا".

وتعتبر إسرائيل من أبرز المعارضين للاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى في العام 2015، كما أبدت معارضتها لإحيائه، خصوصا وأن ذلك قد يترافق مع موافقة واشنطن على طلب طهران إزالة اسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية "للمنظمات الإرهابية" الأجنبية.

وأضاف بلينكن أن إدارة الرئيس الرئيس الأميركي جو بايدن تعتقد أن "العودة إلى تنفيذ الاتفاق بالكامل هي أفضل طريقة لإعادة تقييد برنامج إيران النووي"، إلى الوضع الذي كان عليه قبل انسحاب واشنطن منه في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب في العام 2018.

وتصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية لا عسكرية، فيما أشار وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد إلى "خلاف حول البرنامج النووي ونتائجه" مع واشنطن "إلا أنه استدرك بالقول "بيننا حوار منفتح وصادق".

وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني يصل إسرائيل للمشاركة في قمة النقب
وزير الخارجية البحريني عبداللطيف الزياني يصل إسرائيل للمشاركة في قمة النقب

وتابع "ستعمل إسرائيل والولايات المتحدة معا لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن إسرائيل ستفعل ما تراه ضروريا لوقف البرنامج النووي الإيراني".

ووفقا للبيد فإن "التهديد الإيراني ليس نظريا، الإيرانيون يريدون تدمير إسرائيل، لن ينجحوا ولن نسمح لهم بذلك".

ووصل بلينكن السبت إلى تل أبيب وبدأ اجتماعه مع وزراء خارجية إسرائيل والمغرب ومصر والبحرين والإمارات في لقاء سيكون شاهدا على التحول في العلاقات العربية الإسرائيلية الذي بدأ أواخر 2020.

والإمارات العربية المتحدة والبحرين هما أول دولتين خليجيتين طبّعتا علاقاتهما مع إسرائيل في سبتمبر/ايلول 2020 في إطار اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة، ثم تبعهما المغرب والسودان.

ووضعت هذه الاتفاقيات حدا لعقود من الإجماع العربي على استبعاد أي سلام مع إسرائيل في غياب حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وقال مدير مركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية في تل أبيب عوزي رابي إن قمة النقب تهدف في جزء منها إلى توجيه رسائل إلى طهران وواشنطن مع اقتراب محتمل لتوقيع اتفاق نووي.

وأضاف "أهم شيء أن تفهم إيران أن هناك جبهة موحدة ضدها وإيصال رسالة لها أن كثيرين في الشرق الأوسط غير راضين عن أداء الولايات المتحدة إزاء طهران".

وتوقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السبت التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي "خلال أيام"، فيما يجري الممثل الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي المكلف بتنسيق المحادثات انريكي مورا مباحثات في طهران.

ورأى المحلل السياسي يوئيل غوزانسكي من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أن القمة تشير إلى أن "اتفاقيات إبراهيم تشهد تقدما وهذا أمر مذهل".

وبحسب غوزانسكي فإن اللقاء في النقب "علامة على أن المنطقة بأكملها مع أو بدون الولايات المتحدة موحدة في مواجهة الخطر الجديد لإيران" وذلك مع توقعات بقرب توقيع اتفاق إعادة إحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وحول الوجود الإيراني في سوريا، رأى غوزانسكي أن "الإمارات لا تحاول إخراج إيران من سوريا لكنها تأمل في تقليص دورها بقدر استطاعتها".

وعن موقع القضية الفلسطينية في القمة، رأى المحلل السياسي أن استعراض القوة الحاصل يشير إلى أن "القضية الفلسطينية في أسفل سلّم الأولويات على جدول الأعمال" وأن "المنطقة فيها قضايا أكثر إلحاحا مثل إيران".

مقتل منفذي الهجوم وهما من عرب 48 بعد فتحهما النار على دورية للشرطة الإسرائيلية
مقتل منفذي الهجوم وهما من عرب 48 بعد فتحهما النار على دورية للشرطة الإسرائيلية

وفيما كانت الترتيبات جارية لبدء القمة، أعلنت الشرطة وخدمة الإسعاف الإسرائيلية مقتل عنصري شرطة الأحد في هجوم في مدينة الخضيرة شمال البلاد نفذه من وصفتهما بـ"إرهابيين" تم قتلهما برصاص الأمن.

وقالت الشرطة في بيان "وصل إرهابيان إلى شارع هربرت صموئيل في الخضيرة وقاموا بإطلاق النار على قوة من الشرطة كانت في المكان" ما أسفر عن مقتل شخصين، مضيفا أن "عناصر من قوة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية كانوا في مطعم قريب وقاموا بتحييد الإرهابيين".

وصرح نائب قائد شرطة المنطقة دودو بواني للصحافيين بأن القتيلين عنصرا شرطة، موضحا أن المنفذين قُتلا بالرصاص.

من جهتها، قالت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء إن "إسرائيليَين" قتلا في الهجوم هما رجل وامرأة، ونقل أربعة آخرون إلى المستشفى وعولج اثنان آخران في مكان الحادث.

وأفاد سكان في أم الفحم قرب الخضيرة بأن الشرطة انتشرت بكثافة في المدينة العربية داخل إسرائيل. وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن المهاجمين من أم الفحم وهما ناشطان في تنظيم الدولة الإسلامية.

من جهته، أعلن مكتب وزير الدفاع بيني غانتس أنه يجري تقييما للوضع مع قادة الجيش والشرطة والمخابرات، بينما زار رئيس الوزراء نفتالي بينيت موقع الهجومن في حين أعلن الجيش في بيان أنه ينشر قوات إضافية في الضفة الغربية المحتلة ومحيطها.

وأشادت حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة بالهجوم ووصفته بأنه "عملية بطولية" و"رد طبيعي ومشروع" على "الاحتلال وجرائمه ضد شعبنا".

بدورها، وصفت حركة الجهاد الإسلامي الهجوم بأنه "رسالة ردع قوية للمستوطنين ولجنود الاحتلال"، واعتبرت أنه "رد باسم كل الشعب الفلسطيني وكل أحرار الأمة العربية والإسلامية على قمة النقب التي يشارك فيها وزراء خارجية عرب".

من جهته ندد أيمن عوده رئيس "القائمة الموحدة"، وهو ائتلاف سياسي يشمل أحزابا عربية في إسرائيل، بالهجوم الذي اعتبر أن لا صلة له "بالنضال السياسي" الذي يخوضه الجمهور العربي من أجل حقوقه.