مصر وإيران تعملان على رفع العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى سفراء

دبلوماسي إيراني يؤكد أن تحسين العلاقات بين طهران والقاهرة سيكون له تأثير إيجابي على مستوى العلاقات الإيرانية العربية.
إيران تستثمر سياق المصالحات لفكّ عزلتها الدولية

 طهران - أفاد مصدر دبلوماسي إيراني بأن طهران والقاهرة تدرسان إعادة افتتاح السفارات في البلدين، فيما تبذل جهود لتعزيز التقارب بين البلدين، على وقع الاتفاق الذي أنهى سنوات من القطيعة بين السعودية وإيران، في وقت تسعى فيه الجمهورية الإسلامية إلى تحسين علاقاتها مع عدد من الدول في سياق المصالحات التي تعيشها المنطقة.

وقال رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة محمد حسين سلطاني فر إن "إيران ومصر تحاولا رفع العلاقات بينهما إلى مستوى سفراء"، وفق وكالة "نكاه نو" الإيرانية، مشيرا إلى أن "تحسين العلاقات بين البلدين سيكون له تأثير إيجابي على مستوى العلاقات الإيرانية العربية"، لافتا إلى أن تطوراته ستشمل فلسطين. 

وتابع أنّه "بالنظر إلى دور ومكانة مصر وإيران، لا يمكننا القول إنّ التفاهم بين القاهرة وطهران سيكون التفاهم نفسه الذي حصل بين إيران والسعودية، لكن يمكننا القول إنّه قد يتأثّر به"، وفق المصدر نفسه.

ووصف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني فدا حسين مالكي في وقت سابق العلاقات الإيرانية المصرية بـ"المهمة"، مشيرا إلى أن العراق يحتضن محادثات بين طهران والقاهرة، متوقعا أن يتم خلال الفترة المقبلة   "إعادة افتتاح ااسفارات بين البلدين". 

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قد قال في تصريح سابق إنه "لا توجد أيّ مشكلة ثنائية بين طهران والقاهرة ونرحب بأي مبادرة لتحسين العلاقات".

بدوره أكد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي خلال لقائه بسلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد نهاية الشهر الماضي إن "طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر"

وظلت العلاقات المصرية الإيرانية طيلة العقود الماضية مشحونة، على الرغم من أن البلدين لم يقطعا اتصالاتهما الدبلوماسية.

وكان سفير إيران في العراق محمد كاظم قد كشف الشهر الماضي عن مساع لإعادة العلاقات مع الجانب المصري، مرحبا بجهود العراق لتنظيم لقاء قريب بين مسؤولين في البلدين.

وأكد متحدث الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني هذا الأسبوع أن "بلاده ترحب بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر إذ كان الجانب المصري راغبًا في ذلك".

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري في تصريح إعلامي الشهر الماضي إن "العلاقات بين مصر وإيران مستمرة كما هي عليه"، مضيفا أن القاهرة "تتابع تطورات المتعلقة بعلاقات إيران بدول الخليج والسياسات التي تعبر عنها الجمهورية الإسلامية"، موضحا "عندما تكون هناك مصلحة في تغير المنهج سنلجأ دائما إلى تحقيق المصلحة".

والعلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران مقطوعة منذ العام 1980، بعد اندلاع الثورة الإسلامية التي كانت معادية لنظام الرئيس المصري الأسبق أنور السادات بسبب سعيه إلى توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.
وتعمقت الخلافات بين البلدين خلال عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد أن عرضت طهران في العام 2008 فلم "فرعون مصر" الذي تضمن إساءة إلى السادات وتكريما لقاتليه.
ويرى مراقبون أن عودة العلاقات بين الرياض وطهران ستعطي دفعة قوية لجهود تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية، خاصة في ظل سعي النظام الإيراني إلى فك عزلته الدولية، بما يمثله ذلك من فرص لتوقيع شراكات في عديد القطاعات وبالتالي تنفيس الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تسببت فيها العقوبات الغربية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.