مضاعفات لكورونا ترافق المريض لفترة بعد التعافي

خبراء في الأمراض المعدية يقولون إن مصابي كوفيد 19 الذين استدعت حالتهم العلاج في وحدة العناية المركزة يحتاجون إلى قضاء وقت طويل في إعادة التأهيل من أجل استعادة العافية والقدرة على الحركة.
الدراسات جارية لفهم تأثيرات المرض على المدى الطويل
نصف المرضى الذين دخلوا المستشفيات بسبب كوفيد-19 تعرضوا لمضاعفات عصبية
المخاوف من أنك قد لا تستعيد صحتك السابقة هي مخاوف واقعية جدا

واشنطن - يقول متخصصون في علم الأوبئة والأمراض المعدية إن بعض مضاعفات الإصابة بكورونا تبقى مع المرضى لوقت طويل بعد التعافي.
يفيد الخبراء إن مصابي كوفيد 19 الذين استدعت حالتهم العلاج في وحدة العناية المركزة أو استخدام جهاز التنفس الصناعي، يحتاجون إلى قضاء وقت طويل في إعادة التأهيل من أجل استعادة العافية والقدرة على الحركة.
وأوضحت الدكتورة سادية خان، أخصائية أمراض القلب في نورث وسترن مديسين في شيكاغو، إنه يمكن أن يصل الأمر إلى حد سبعة أيام عن كل يوم قضاه المريض في المستشفى لاسترداد عافيته.
وأضافت أن الأمر سيزداد صعوبة كلما تقدم المريض في العمر، وقد لا يعود إلى نفس المستوى من حيث القدرات الوظيفية.
وفي الوقت الذي يتركز فيه القدر الأكبر من الاهتمام على الأقلية التي تعاني من مرض شديد، يتطلع الأطباء على نحو متزايد إلى احتياجات المرضى الذين لم يحتاجوا لدخول المستشفيات، لكنهم لا يزالون يعانون بعد أشهر من الإصابة.
وقال جاي بتلر، نائب مدير قسم الأمراض المعدية في المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، للصحفيين في مؤتمر صحفي عبر الهاتف الخميس إن الدراسات جارية لفهم تأثيرات المرض على المدى الطويل.
وأضاف بتلر "نسمع روايات عن أشخاص يعانون من الإرهاق المستمر وضيق التنفس... إلى متى سيستمر هذا؟ إنه أمر يصعب التكهن به".
وتختفي أعراض الفيروس عادة في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن مريضا واحدا من كل عشرة يصاب بأعراض طويلة الأمد، حسبما كتبت الدكتورة هيلين ساليسبري من جامعة أكسفورد، في المجلة الطبية البريطانية يوم الثلاثاء.
وقالت ساليسبري إن صور الأشعة العادية على الصدر لعدد كبير من مرضاها طبيعية ولا توجد فيها علامات على حدوث التهاب، لكنهم رغم ذلك لم يعودوا إلى وضعهم الطبيعي.

مريض كورونا
بعض المرضى بكورونا يحتاجون إلى علاج طبيعي

وكتبت "لو كنت تركض في السابق خمسة كيلومترات ثلاث مرات في الأسبوع وأصبحت الآن تشعر بضيق التنفس بعد صعود درجات سلم بين طابقين لمرة واحدة، أو إذا كنت تسعل باستمرار وتشعر بالإجهاد لدرجة عدم القدرة على العودة إلى العمل، فإن المخاوف من أنك قد لا تستعيد صحتك السابقة هي مخاوف واقعية جدا".
واستعرض الدكتور إيجور كورالنيك، رئيس قسم الأمراض المعدية العصبية في نورث وسترن مديسين، الأدبيات العلمية الحالية وخلص إلى أن حوالي نصف المرضى الذين دخلوا المستشفيات بسبب كوفيد-19 تعرضوا لمضاعفات عصبية مثل الدوخة وانخفاض درجات الوعي والانتباه وصعوبة التركيز واضطرابات في حاستي الشم والتذوق والتشنجات والسكتات الدماغية والضعف وألم العضلات.
وبدأ كورالنيك، الذي نُشرت النتائج التي توصل إليها في دورية (أنالز أوف نيورولوجي)، عيادة خارجية لمرضى كورونا لدراسة ما إذا كانت هذه المشاكل العصبية مؤقتة أم دائمة.
وترى خان وجها للشبه بين كوفيد-19 وفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز. فقسم كبير من الاهتمام في المراحل المبكرة ينصب على الوفيات.
وتقول "في السنوات الأخيرة، أصبحنا نركز بشكل كبير على المضاعفات في أوعية القلب لدى من يعيشون بعد الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب".