مطار حلب يستأنف رحلاته بعد دحر الجيش لفصائل المعارضة

وزير النقل السوري يعلن عن انطلاق أول رحلة جوية من حلب إلى دمشق الأربعاء وبرمجة رحلات إلى القاهرة قريبا.

دمشق - يستأنف مطار حلب الدولي هذا الأسبوع تسيير أولى الرحلات المدنية بعد توقف لسنوات، في خطوة تأتي إثر سيطرة الجيش السوري على محيط مدينة حلب وإبعاد الفصائل المعارضة عنها، وفق ما أعلنت وزارة النقل الاثنين.

ونقلت الوزارة على حسابها على تطبيق تلغرام "وزير النقل علي حمود يعلن عودة تشغيل مطار حلب الدولي". وقالت إن "أول رحلة جوية من دمشق إلى حلب" ستنطلق الأربعاء، كما ستتم "برمجة رحلات إلى القاهرة ودمشق خلال الأيام القليلة" المقبلة.

وتوقف مطار حلب الدولي الواقع شرق المدينة عن النقل المدني بشكل كامل منذ 2012، حين سيطرت الفصائل المعارضة على الأحياء الشرقية لحلب.

قال الجيش السوري الاثنين إنه "فرض سيطرته الكاملة على عشرات البلدات في ريف حلب الشمالي الغربي وسيواصل حملته للقضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت".

ورغم سيطرة الجيش السوري على كامل أحياء المدينة عام 2016، إثر معارك وحصار استمر أشهراً عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لقذائف مصدرها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) والفصائل المنتشرة عند أطرافها الغربية والشمالية وفي قرى وبلدات في ريفها الغربي.

وبدأت أعمال تأهيل المطار تدريجياً في العام 2016، وانطلقت أول رحلة تجريبية منه في العام 2017.

وبعد استعادتها الأسبوع الماضي السيطرة على كامل الطريق الدولي حلب-دمشق الذي يصل المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، تقدّمت قوات الجيش تدريجياً في المناطق المحيطة بحلب ثاني أكبر المدن السورية، والتي كانت تُعد العاصمة الاقتصادية للبلاد قبل اندلاع النزاع.

وتمكنت الأحد من السيطرة على كامل الشريط المحيط بالمدينة ومن إبعاد هيئة تحرير الشام والفصائل الأخرى عنها وضمان أمنها، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي هذا التقدم في حلب في إطار هجوم واسع بدأته في ديسمبر/كانون الأول في منطقة إدلب ومحيطها في شمال غرب البلاد. وتركز الهجوم على ريف إدلب الجنوبي ثم ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي المجاور، حيث يمر طريق 'إم 5' الدولي الذي يصل مدينة حلب بدمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.

واستعاد الجيش أجزاء من الطريق عبر هجمات شنّها خلال السنوات الماضية في جنوب ووسط البلاد وقرب دمشق، قبل أن يركز معاركه على محافظة إدلب وجوارها ويستعيدها بالكامل.

وتسبب التصعيد بمقتل أكثر من 380 مدنياً، وفق المرصد السوري، وبنزوح  875 ألف شخص بحسب آخر آخر الأرقام التي نشرتها الأمم المتحدة الاثنين.

جيش النظام يسيطر على كامل ميدنة حلب
جيش النظام يسيطر على كامل ميدنة حلب

ويبدو أن مكاسب الحكومة السورية قد أثرت على التعاون الهش بين أنقرة وموسكو اللتين تدعمان طرفين مختلفين في الصراع.

وبدأت تركيا وروسيا جولة جديدة من المحادثات في موسكو الاثنين بعد أن طالبت أنقرة مرارا بتراجع قوات الأسد وتطبيق وقف لإطلاق النار.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن "هجمات المتشددين على قواعد روسية ومواقع سورية تواصلت "ومن غير الممكن أن يمر ذلك دون رد".

وأضاف "القوات من روسيا وتركيا على الأرض في سوريا، في إدلب، على تواصل مستمر بشأن التغييرات في الأوضاع. هناك تفاهم كامل بينها".

لكن القوات المسلحة السورية قالت في بيان إن الجيش سيواصل ما وصفته بأنه "مهامه المقدسة والنبيلة في القضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية أينما وجدت على امتداد الجغرافيا السورية".

وعزز التدخل العسكري الخارجي العنف في سوريا التي مزقتها الحرب منذ سنوات، وتدعم روسيا وإيران وجماعة حزب الله اللبناني جيش الرئيس بشار الأسد من جهة، فيما تدعم تركيا فصائل المعارضة التي تشمل ميليشيات متشددة كانت تابعة لتنظيم القاعدة سابقا.

ويساور تركيا في ظل تقدم الجيش السوري في معارك حلب وإدلب القلق من أزمة لاجئين جديدة على حدودها، حيث أرسلت آلاف الجنود ومئات القوافل من العتاد العسكري لتعزيز نقاط المراقبة التي أقامتها في إدلب بموجب اتفاق مع روسيا عام 2018 لخفض التصعيد.

وتتهم روسيا تركيا بنقض تعهداتها بموجب اتفاق سوتشي الذي قضى بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب، لتجنب العنف في المحافظة.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "الجيش التركي سيطرد القوات السورية إذا لم تنسحب من إدلب بنهاية الشهر".

والسبت عدّل أردوغان هذه المهلة فيما يبدو قائلا إن تركيا "ستتعامل مع ذلك" قبل نهاية الشهر ما لم يحدث الانسحاب.