مظاهرات حاشدة في عدن دعما للمجلس الانتقالي

الآلاف من مختلف المحافظات الجنوبية يؤيدون المجلس الانتقالي وسط دعوات موجهة للتحالف العربي لدعم خطواته والعمل على التصدي لتغلغل حزب الإصلاح في حكومة هادي.

عدن (اليمن) - خرج آلاف من اليمنيين في عدن في تظاهرة دعما للمجلس الانتقالي الذي سيطر الأسبوع الماضي على المدينة، إثر معارك مع قوات موالية لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.

وتجمع المحتشدون الذين قدم بعضهم من محافظات مختلفة في جنوب اليمن في منطقة خور مكسر ورفعوا أعلام دولة اليمن الجنوبي السابقة ولافتات مؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وردد المشاركون هتافات من بينها "ثورة ثورة يا جنوب"، ورفعوا لافتات كتب عليها "حب الجنوب يجمعنا .. والانتقالي قائدنا".

حب الجنوب يجمعنا .. والانتقالي قائدنا

وفي بيان، رحب ممثلو المجتمع المدني والنقابات المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي بسيطرة قوات "الحزام الأمني" على مواقع عسكرية تابعة لقوات الحرس الرئاسي في عدن.

وتحظى قوات "الحزام الأمني" التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية، بدعم الإمارات العربية المتحدة، العضو الرئيسي في تحالف عسكري تقوده السعودية في هذا البلد ضد المتمردين اضافة الى تاييد شعبي وقبلي هام.

ودعا البيان أيضا إلى "تسليم ادارة الجنوب للجنوبيين".

وكان الجنوب دولة مستقلة حتى الوحدة مع الشمال عام 1990.

وطالبت الحكومة اليمنية الأربعاء بانسحاب المجلس الانتقالي من مواقع سيطروا عليها في مدينة عدن قبل أي حوار سياسي معهم.

وعدن هي العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.

وأكد المجلس الانتقالي استعداده للحوار الذي دعت إليه الرياض، ولكنه لم يظهر حتى الآن أي استعداد للانسحاب من المواقع التي سيطر عليها في عدن بما في ذلك القصر الرئاسي وذلك حتى تلبية مطالبه.

وأعلنت الأمم المتحدة الأحد مقتل نحو 40 شخصا وإصابة 260 في القتال في عدن.

قوات المجلس الانتقالي
المجلس الانتقالي اكد استعداده للحوار مع التمسك بالسيطرة على عدن

وكان المجلس الانتقالي تعهد الأربعاء بالاحتفاظ بالسيطرة على عدن وأكدوا أن السبيل الوحيد للخروج من المأزق الذي أحدث شرخا في التحالف العسكري بقيادة السعودية هو إخراج الإسلاميين والشماليين من كل مواقع السلطة في الجنوب.

ويمثل مقاتلوا المجلس الانتقالي عنصرا رئيسيا في المعركة التي يخوضها التحالف في مواجهة الحوثيين. غير أن الحرب أحيت توترات قديمة بين شمال اليمن وجنوبه اللذين كانا دولتين منفصلتين توحدتا في 1990 تحت قيادة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على تويتر الأربعاء إن أبوظبي ملتزمة بتحالفها و "بأهدافنا المشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة".

وايدت أبوظبي دعوة من الرياض للحوار بين الطرفين المتحاربين في عدن وذلك في اطار الجهود الإماراتية لدعم الاستقرار في المناطق المحررة وتحقيق توافق ووحدة يمنية وبالتالي توجيه دفة القتال لمواجهة تمرد الحوثيين.

وقال صالح النود المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يقيم في بريطانيا في مقابلة "التخلي عن السيطرة على عدن ليس مطروحا على المائدة في الوقت الحالي".

وأضاف "نحن هناك باقون لكننا باقون لسبب إيجابي: صونا للاستقرار".

وقال إن السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إخراج جميع عناصر حزب الإصلاح الإسلامي، الذي يعد من أركان حكومة هادي، من مراكز النفوذ كلها ومعها أي ساسة ينتمون للشمال.

السبيل الوحيد للخروج من هذا المأزق هو إخراج جميع عناصر حزب الإصلاح الإسلامي

ويتهم المجلس الانتقالي الجنوبي حزب الإصلاح بالتواطؤ في هجوم صاروخي دام شنه الحوثيون على القوات الجنوبية في وقت سابق هذا الشهر غير أن الحزب ينفي هذا الاتهام. وقد وعد التحالف بالتحرك عسكريا ضد المجلس الانتقالي إذا لم يخلوا المواقع الحكومية.

وقال النود "ستكون بداية طيبة جدا أن يتم إخراج الإصلاح من الجنوب كله والسماح للجنوبيين بحكم أنفسهم ... نحن نرى أن الإصلاح تغلغل في الحكومة أو سيطر عليها".

وأضاف أن أحد السبل الممكنة للخروج من المأزق هو تسليم مسؤولية الأمن في الثكنات لقوات الحزام الأمني وهي الجناح العسكري للمجلس الانتقالي الجنوبي أو شرطة عدن.

وقال النود إن الجنوبيين لن يقبلوا بعد الآن بتهميشهم مضيفا إن لديه رسالة للأمير محمد.

وأضاف "على السعوديين اتخاذ القرار: فهل يريدون الفوز في الحرب على الحوثيين؟ إذا كانوا يريدون ذلك فعليهم الاعتراف بنا، المجلس الانتقالي الجنوبي، في حكم الجنوب وإدارته حتى في الفترة الانتقالية".

على السعوديين اتخاذ القرار فهل يريدون الفوز في الحرب على الحوثيين إذا كانوا يريدون ذلك فعليهم الاعتراف بنا

ودعت الرياض إلى قمة طارئة حول عدن دون تحديد موعد.

وقال "أقول لمحمد بن سلمان: إذا كنت تريد فعلا الانتصار في الحرب فقد كان الجنوبيون شركاء ذوي مصداقية وبرهنوا على أن بإمكانهم التواصل بشكل بناء ... لكنهم يحتاجون في المقابل الحفاظ على الجنوب نظيفا من هؤلاء المسؤولين الفاسدين المنتسبين للإصلاح".

وأضاف النود إن عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة متأخرة كثيرا ومن الضروري أن تلحق بالتطورات.

وتواجه الأمم المتحدة صعوبات في تنفيذ اتفاق سلام متعثر في ميناء الحديدة الواقع إلى الشمال من عدن وتخفيف التوترات بين السعودية والحوثيين لتمكين الأطراف من إجراء مباحثات سياسية لتشكيل حكومة انتقالية من أجل إنهاء الحرب.

وقال النود "أي موقع سلطة يجب أن يكون في أيدي الجنوبيين. يجب منح الجنوبيين السلطة لحكم أنفسهم ويجب أن يتواصل الجنوبيون كشريك كامل في عملية السلام".

وأضاف "مازال بإمكاننا أن نكون جزءا من اليمن ويمكن لهادي أن يظل رئيسا لكن لابد أن يحكم الجنوبيون الجنوب".

ويقول النود "أنا لا أحاول تحاشي القول إننا سننفصل لأن هذا احتمال حقيقي الآن" مضيفا أن أحد الخيارات هو وجود حكومتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب.