مظاهرات طلابية في لبنان عشية الاضراب العام

بيروت - لم تفلح تصريحات قادة حزب الله في توجيه اللوم للخارج وللولايات المتحدة الأميركية بعد تحميلها المسؤولية في تعطل الحل السياسي وعرقلة تشكيل الحكومة في إرباك المظاهرات المطالبة بالتغيير السياسي الجذري في لبنان.
وفي هذا الاطار انطلقت مسيرات طلابية، صباح السبت، في مناطق بمحافظات طرابلس وعكّار، حيثُ رُفِعت شعارات الثورة وأغلقت مداخل المدارس التي فتحت أبوابها. 
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت في الساعات الماضية، دعوات إلى إضراب عام الإثنين المقبل فيما اعتصم متظاهرون أمام محلات صرافة في طرابلس (شمال)، اعتراضا على ارتفاع سعر صرف الدولار.
وفي العاصمة، أوضحت غرفة التحكم المروري، عبر تويتر أن كل الطرقات ضمن نطاق بيروت سالكة، وكذلك في البقاع. 
وأشارت الى أن كل الطرقات ضمن نطاق الشمال ومن الجنوب باتجاه بيروت سالكة أيضا. 
وكان لبنانيون قد سارعوا الخميس للتظاهر في الشارع ردا على خطاب الرئيس اللبناني ميشال عون الذي حملهم المسؤولية في تواصل الازمة بسبب اصرارهم على الاحتجاج.
ويشهدُ لبنان تحرّكات شعبيّة مُتصاعدة منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، تُطالبُ برحيل النخبة السياسيّة الحاكمة وتشكيل حكومة إنقاذ غير حزبيّة، لاسيّما بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
ويتظاهر اللبنانيون في الشوارع والساحات ضد الطبقة السياسية، التي يحملون عليها فسادها وعجزها عن معالجة الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، في بلد صغير يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.

وجدد عون الخميس دعوته المتظاهرين إلى الحوار، معتبراً أنّ "التناقضات" السياسيّة أدّت إلى تأخير تشكيل حكومة ترضي تطلّعات الشارع الناقم على الطبقة السياسيّة والمُطالب برحيلها.
وقال عون في رسالة وجّهها إلى اللبنانيّين عشيّة احتفال لبنان بالذكرى السادسة والسبعين للاستقلال، بثّتها شاشات التلفزة المحلّية "أكرّر هنا ندائي إلى المتظاهرين للاطّلاع عن كثب على المطالب الفعليّة لهم وسبل تنفيذها، لأنّ الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحلّ الأزمات".
وأشار إلى أن "تسليط الضوء على مكامن الفساد عبر الإعلام وفي الساحات، صحيّ ومساعد، وكذلك تقديم المعلومات والوثائق المتوافرة إلى القضاء. ولكن أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي الى مدّعٍ، ومدّعٍ عام، وقاضٍ، وسجّان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد." 
ودعا عون القضاء "إلى الالتزام بقسمه للقيام بواجبه بأمانة، لأن مكافحة الفساد أينما بدأت فإن الانتصار فيها رهن شجاعته ونزاهته". 
ويتمسّك المتظاهرون في لبنان بتشكيل حكومة مؤلفة من اختصاصيّين فقط، لإصلاح الوضع الاقتصادي المتدهور في وقت تعرف فيه الساحة السياسية في لبنان بالمحاصصة.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب حث نظيره اللبناني ميشال عون الخميس، على تشكيل حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات المتظاهرين اللبنانيين.