مظاهرة مليونية في بغداد برعاية الفصائل المسلحة تضامنا مع غزة
بغداد - تجمع مئات الآلاف الجمعة وسط بغداد في واحدة من أكبر المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في البلاد منذ عقود، إثر دعوة مليونية لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وتهديدات قادة الفصائل المسلحة بالتدخل في الحرب دعما لحماس.
وتأتي المظاهرة المليونية موازية للبيانات والتصريحات التي أصدرتها الفصائل المسلحة في العراق، فضلا عن عدد من السياسيين العراقيين، والتي ربطت جميعها تدخلها بتدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع الدائر ما بين حماس وإسرائيل.
ويعتبر متابعون أن تبنى السياسيين وقادة الفصائل للغضب الشعبي تجاه ما يحدث في غزة، هو محاولة لاستمالة الشباب العراقي وتوجيه بوصلة الاهتمام من القضايا والمشاكل المحلية نحو القضية الفلسطينية التي يعتبرها غالبية العرب القضية القومية الأولى، ويمكنها تخدير أي قضية محلية أخرى بسبب ما يحدث في غزة.
ووجهت قيادة القوات الأمنية، بضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية على السفارات الموجودة في العاصمة بغداد والتي كان لدولها موقف "سلبي" من الأحداث بقطاع غزة في فلسطين.
وردّد المتظاهرون عبارة "كلا كلا للاحتلال" و"كلا كلا أميركا"، فيما رسم علم إسرائيلي ضخم على الأرض ليدوس عليه المتظاهرون. ورفعوا الأعلام العراقية والفلسطينية، وصور زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي دعا إلى هذه التظاهرة، وسط إجراءات أمنية مشدّدة.
وقال أبو كيان أحد منظمي التحرك والمنتمي إلى التيار الصدري إن "التظاهرة هي شجب واستنكار لما يحصل في فلسطين المحتلة، ما يحدث من سفك دماء وانتهاك حقوق".
وفي محيط ساحة التحرير حيث تجري الظاهرة، فرضت إجراءات أمنية مشددة من قبل التيار الصدري. وانتشرت القوات الأمنية العراقية كذلك بكثافة.
ومنذ شنّت حماس عمليتها على إسرائيل، أعربت الطبقة السياسية في العراق عموماً عن دعمها للقضية الفلسطينية التي تحظى كذلك بإجماع في العراق.
واعتبرت الحكومة العراقية التي تحظى بدعم غالبية برلمانية من أحزاب موالية لإيران، في بيان أن الهجوم المباغت الذي شنته حماس هو "نتيجة طبيعية للقمع الممنهج" الذي يتعرض له "الشعب الفلسطيني" على يد "سلطة الاحتلال الصهيوني".
وأعلن العراق كذلك الجمعة عن عزمه "إرسال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر من قبل قوات الاحتلال الصهيوني"، وفق مكتب رئيس الوزراء.
لكن الفصائل لمسلحة في العراق أعلنت عن مواقف أكثر خطورة، حيث هددت "كتائب حزب الله" في العراق باستهداف القواعد الأميركية في العراق والمنطقة في حال تدخلها في المعركة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وقال الأمين العام لكتائب "حزب الله" أبو حسين الحميداوي في بيان "الواجب الشرعي يحتم وجودنا في الميدان" لكنه ربط المشاركة عبر استهداف القواعد الأميركية، قائلا إن "صواريخنا، ومسيراتنا، وقواتنا الخاصة، على أهبة الاستعداد، لتوجيه الضربات النوعية للعدو الأميركي في قواعده وتعطيل مصالحه، إذا ما تدّخل في هذه المعركة وستنال مواقع معلومة للكيان الصهيوني وأعوانه قذائف نيراننا، إن تطلب الأمر ذلك".
كما أعلن الحميداوي مساندته للمظاهرات التي دعا لها مقتدى الصدر قائلا "ندعو شعبنا الأبي إلى النفير العام، من خلال الحضور في المظاهرات المنظمة في بغداد والمدن الأخرى، رافعين عَلمي فلسطين والعراق، فضلاً عن جمع التبرعات، تأييداً ودعماً وإسناداً للمجاهدين في غزة".
بدورها، أعلنت "كتائب سيد الشهداء" جاهزية الفصائل العراقية للمشاركة في الحرب ضد إسرائيل مع إمكانية دخولها إلى غزة دون تحديد الطريقة أو الآلية التي يمكنها دخول غزة بموجبها.
وقال بيان عن المتحدث باسم الكتائب كاظم الفرطوسي إن "القضية الفلسطينية هي قضية جوهرية تخص كل العالم العربي والإسلامي، وإذا كان هناك نداء استغاثة، فإن كل الفصائل العراقية ستكون أول الملبين لهذا النداء، ونحن من سيحدد متى وكيف سيكون تدخل الفصائل بحرب غزة".
إلى ذلك، أكد الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي هو الآخر أن "فصائل المقاومة العراقية بهيئتها التنسيقية على أتمّ الجاهزية لأي عمل مطلوب منها لتحرير القدس ونصرة الشعب الفلسطيني". وأكد أن "العراق شعباً وحكومة ومقاومة ملتزمٌ بموقفه الراسخ في دعم القضية الفلسطينية".
وأطلقت حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، عملية "طوفان الأقصى" التي توغّل خلالها مقاتلوها في مناطق إسرائيلية من البحر عبر زوارق، ومن البر عبر اختراق أجزاء من السياج الحدودي الشائك، ومن الجو عبر المظلات، بالتزامن مع إطلاق آلاف الصواريخ في اتجاه إسرائيل. ودخلوا مواقع عسكرية وتجمعات سكنية وقتلوا أشخاصا وأسروا آخرين.
وقتل 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون منذ بدء هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر، ووصل عدد الجرحى إلى 3297، وبلغ عدد الرهائن الذين أخذوا من إسرائيل حوالي 150، بحسب الجيش.
وفي قطاع غزة، قتل 1537 شخصا وجرح أكثر من 6600 جراء القصف الإسرائيلي المكثف ردا على العملية، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس التي أشارت إلى أن بين القتلى 500 طفل.