معادل عراقي للطائشين البريطانيين


مجموعة الطائشين البريطانيين اعترفت بالأفعال المتهورة التي أقدمت عليها في سنوات سابقة، هل ستجدون أيها العراقيون من يعترف من عناصر "الحكومة الافتراضية" في المنطقة الخضراء بسقوطهم الوطني والأخلاقي بالأمس.
دراما سياسية ودينية مذمومة متصاعدة في العراق

بودي أن أعمل مقارنة “من أجل التسلية” فلا أمل في أن تتغير المجموعة الرثة التي صعدت إلى المنطقة الخضراء من دون أن تقدر على إخفاء أصولها الوضيعة وتاريخها الملوث بالخضوع والأكاذيب.

دافع التسلية في هذه المقارنة مرده الفشل الحتمي في إيجاد المعادل الموضوعي الذي كان يقيس به ت.أس. اليوت الزمن بملاعق القهوة والشاي، لأن اعتراف مجموعة من السياسيين البريطانيين المرشحين لخلافة رئيس الوزراء بتعاطيهم مخدر الكوكايين، لا يوجد له اعتراف واحد من سياسيي المنطقة الخضراء بسلوكهم المشين ضد وطنهم المفترض بالأمس، ولصوصيتهم المستمرة اليوم.

ولأننا لا نعول كثيرا على ذلك المعادل بين ما يحدث في العالم وبين ما يحصل في بلد مخطوف مثل العراق، فإن التسلية تصبح نوعا من الحل المؤقت حيال دراما سياسية ودينية مذمومة متصاعدة في بلاد النهرين.

ما سمي بالطائشين في بريطانيا جاء بعد اعتراف مايكل غوف، وزير البيئة وأحد المرشحين لزعامة حزب المحافظين بتعاطيه الكوكايين، واعتذار متأخر لوزير التنمية الدولية روري ستيوارت أحد المتنافسين على المنصب، عن تدخينه الأفيون، ثم اعتراف بوريس جونسون المفضل لدى البعض لخلافة تيريزا ماي، بتعاطيه مخدر الكوكايين أثناء دراسته في الجامعة، يمكن أن يكون معادلهم بالمتخلفين والأميين في العراق، هل تتذكرون الوزير العراقي الذي لا يفرق بين “الضخامة والفخامة” مازالت نسخته تتكرر في وزراء وأعضاء بمجلس النواب تؤهلهم الأحزاب الدينية الحاكمة في بغداد.

حسنا، مجموعة الطائشين البريطانيين اعترفت بالأفعال المتهورة التي أقدمت عليها في سنوات سابقة، هل ستجدون أيها العراقيون من يعترف من عناصر “الحكومة الافتراضية” في المنطقة الخضراء بسقوطهم الوطني والأخلاقي بالأمس، وسرقاتهم المستمرة اليوم! لأنني أشك بالحصول على اعتراف صادق، جعلت التسلية هدف مقارنتي بين السياسيين البريطانيين، وما يمكن أن نسميهم بالسياسيين العراقيين ليس سوى مراهقين اكتشفوا بلغوهم فجأة.

بالطبع لا أبحث عما كان يشغله هؤلاء من أعمال وضيعة بالأمس بينما هم اليوم عديمو الذمة بهيئة وزراء وأعضاء في الحكومة تعلموا متأخرا شد أربطة العنق، فالعمل مهما يكن ليس تهمة، بائع الخواتم والمسابح  أمام المراقد والحسينيات وجامع التبرعات من الحجاج، ليس تهمة يكفي أن نعرف أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير قد عمل نادلا في حانة بباريس إبان مراحل مبكرة من شبابه.

في النهاية عليّ الاعتراف بالفشل في الحصول على التسلية وإيجاد ذلك “المعادل” وإن كان غير موضوعي بين ما سمي بالطائشين البريطانيين، وما يمكن أن نعتبرهم سياسيين في العراق!