معارضون للبوليساريو يطالبون بحل واقعي لنزاع الصحراء

حركة 'صحراويون من أجل السلام' ترفض نهج العنف الذي تتبناه البوليساريو وتدعو إلى خيار ثالث قائم على منطق 'لا غالب ولا مغلوب' لحل النزاع في الصحراء المغربية.
'صحراويون من أجل السلام' تدعو بايدن للعب دور في إنهاء نزاع الصحراء
الحركة الصحراوية المعارضة تدرك أن عنف البوليساريو لن يحل نزاع الصحراء
مطالب حركة 'صحراوين من أجل السلام' تحرج البوليساريو والحاضنة الجزائرية

مدريد/الرباط - تواجه جبهة البوليساريو المزيد من الضغوط بينما تزداد عزلة بسبب تمسكها بالعنف نهجا في التعاطي مع ملف النزاع في الصحراء، فقد أصبح مطلب الانفصال مرفوضا حتى من قبل التيار الذي كان محسوبا عليها وهو التيار المعارض الذي أقرّ بأن ما تطالب به جبهة إبراهيم غالي خيار غير واقعي ويطيل أمد الأزمة ولا يقدم حلا ينتظره الصحراويون.

ووجهت حركة 'صحراويون من أجل السلام' التي تضم منشقين عن البوليساريو وتتخذ من العاصمة الإسبانية مدريد مقرا لها، رسالة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تطالب الإدارة الأميركية الجديدة بالتدخل لصالح حل واقعي ومنطقي بعيدا عن مطلب الانفصال الذي أزم الوضع وأطال أمد الأزمة.

 وبحسب موقع 'هسبريس' الإخباري المغربي، فإن الحركة الصحراوية التي ترفع الخيار الثالث بدلا من مطلب الانفصال، تريد من إدارة بايدن الضغط من أجل إنهاء النزاع في الصحراء المغربية وإيجاد حل يرفي جميع الأطراف.

وتأتي رسالة "صحراويون من أجل السلام"، فيما عادت جبهة البوليساريو إلى التلويح بالعودة للسلاح بعد أن تحللت في نهاية العام الماضي من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة من تسعينات القرن الماضي.

وتراقب الحركة المعارضة للبوليساريو تطورات التصعيد الذي بدأه الانفصاليون بإغلاق معبر الكركرات قبل أن تتدخل القوات المغربية لإعادة فتح المعبر التجاري بعد أن أغلقته عصابات الانفصاليين لمدة أسابيع.

كما تأتي الرسالة التي وجهتها للإدارة الأميركية في ظل جمود مفاوضات كانت ترعاها الأمم المتحدة ونجحت في جمع كل أطراف الأزمة بما في ذلك الجزائر وموريتانيا إلى جانب المغرب والبوليساريو.

ومنذ استقالة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الألماني هورست كوهلر في مايو/ايار 2019 لم يتم الاتفاق على تعيين مبعوث جديد، ما ساهم إلى حدّ ما في استغلال البوليساريو لهذا الفراغ لتصعيد انتهاكاتها.

ودعت حركة 'صحراويون من أجل السلام' الإدارة الأميركية إلى بذل كل جهودها من أجل حلّ هذا النزاع، مشيرة في رسالتها إلى أن ملف النزاع في الصحراء قد لا يكون ضمن اهتمامات الولايات المتحدة مقارنة بكمّ القضايا الدولية الأخرى التي تشغلها، لكن الوضع واستمرار الأزمة يستدعي التفاتة أميركية لجهة دفع جهود التسوية السلمية للنزاع.

والحركة المعارضة للبوليساريو تتبنى خيارا ثالثا بعيدا عن العنف الذي تمارسه الجبهة الانفصالية. كما أنها تعتقد أن حل النزاع صعب ما لم تتدخل الولايات المتحدة.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد اعترف بمغربية الصحراء وضمن الاعتراف بتأكيده على أنه لا حلّ واقعيا للنزاع في الصحراء إلا ما اقترحه المغرب من حكم ذاتي تحت سيادته وعزز هذا الاعتراف بافتتاح قنصلية أميركي في مدينة الداخلة.

لكن موقف الإدارة الأميركية الحالية لم يتضح بعد فيما تدفع الجزائر لسحب هذا الاعتراف مستغلة مراجعة الرئيس الأميركي الحالي لسياسة سلفه ترامب.

وبحسب الموقع الإخباري المغربي، قال الحاج أحمد باركلا سكرتير الحركة، في الخطاب الذي وجهه لوزير الخارجية الأميركي إنه متأكد أن "تجربة الولايات المتحدة في حل المشاكل وحتى الصراعات الأكثر تعقيدا في بقاع أخرى من العالم ستسمح للإدارة الأميركية بالتوصل بدون صعوبات كبيرة إلى حل مشرّف لنزاع الصحراء".

وعبرت الحركة عن أملها في أن تسود "العقلانية والواقعية من أجل إيجاد حل سلمي" قائما على أساس "المنفعة المتبادلة أو حل لا يوجد فيه مهزومون ولا منتصرون".