معارك عنيفة تخترق جهود وقف النار في الحديدة

مصادر عسكرية تربط بدء الهدنة بموافقة مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار البريطاني في تصويت لم يتحدد موعده بعد.

عدن (اليمن) - اندلعت معارك عنيفة في ميناء الحديدة اليمني في وقت متأخر يوم الاثنين لتضع حدا للهدوء الذي أنعش الآمال في وقف إطلاق النار بين التحالف العسكري بقيادة السعودية وحركة الحوثي فيما تحاول الأمم المتحدة استئناف محادثات السلام.
وهذه أول اشتباكات عنيفة في المدينة التي تضمّ ميناء حيوياً يشكّل شريان حياة لملايين السكان، بعد نحو أسبوع من الهدوء على جبهات القتال بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمدعومة من التحالف، والمتمرّدين الحوثيين الموالين لإيران.
وقال سكان إن التحالف نفذ أكثر من عشر ضربات جوية وإنه أمكن سماع أصوات اشتباكات عنيفة في حي 7 يوليو، من على مسافة أربعة كيلومترات من الميناء.
وقال أحد السكان إن صاروخا متوسط المدى أطلق من وسط المدينة صوب الحي.
وأمر التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات الأسبوع الماضي بوقف هجومه على الميناء المطل على البحر الأحمر والذي يسيطر عليه الحوثيون، والذي بات محور الحرب.
وأعلنت حركة الحوثي المتحالفة مع إيران أنها أوقفت هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن.
وفي وقت لاحق قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني إن حركة الحوثي أطلقت "أحد صواريخها باتجاه الأراضي السعودية" مضيفا في حسابه على تويتر أن الصاروخ لم "يحقق هدفه وسقط في الأراضي اليمنية". 

القتال يتصاعد ونسمع أصوات المدافع الآلية وقذائف المورتر. هذه واحدة من أسوأ الليالي التي أمضيناها

ولم يتضح بعد إن كان تجدد القتال سيعرقل مساعي مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث لإنقاذ محادثات السلام التي انهارت في سبتمبر/أيلول عندما لم يحضر وفد الحوثيين المحادثات.
وقال مصطفى عبده وهو أحد سكان الحديدة "القتال يتصاعد ونسمع أصوات المدافع الآلية وقذائف المورتر. هذه واحدة من أسوأ الليالي التي أمضيناها".
وعندما سئل عن المعارك، قال مصدر عسكري يمني موال للتحالف في وقت متأخر يوم الاثنين إن وقف إطلاق النار لن يبدأ إلا بعد أن يوافق مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار صاغته بريطانيا بشأن اليمن.
ولم يتضح بعد متى سيطرح نص القرار، الذي قدم لمجلس الأمن يوم الاثنين، للتصويت.
وقال سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي للصحفيين إنه سيقترح تعديلات على مشروع القرار لأن الكويت ليست راضية عن الكثير من الأشياء. كما قال إن أعضاء المجلس لا يعتقدون أن الوقت ملائم لطرح قرار.
وتدعو مسودة القرار إلى وقف القتال في الحديدة ووقف الهجمات على المناطق السكنية في أنحاء اليمن ووقف الهجمات على دول المنطقة.
كما يطالب القرار بالسماح بتدفق السلع التجارية والإنسانية إلى أنحاء البلد دون عوائق، بما يشمل رفع أي عراقيل بيروقراطية خلال أسبوعين، وضخ العملة الأجنبية سريعا وبكميات كبيرة في الاقتصاد من خلال البنك المركزي اليمني وزيادة تمويل المساعدات. وحث حلفاء غربيون من بينهم الولايات المتحدة على وقف لإطلاق النار قبل استئناف جهود الأمم المتحدة.
وتزود الدول الغربية الدول العربية المشاركة في التحالف بأسلحة ومعلومات مخابرات.