معاناة العمال تفضح سجلا قاتما لحقوق الإنسان في قطر
الدوحة - كشف ملف معاناة العمال الوافدين العاملين بمشاريع البنى التحتية لمونديال 2022 في قطر والذي طفا على السطح بعد إضرابات واحتجاجات في الفترة الاخيرة عن ملفات أخرى أكثر تعقيدا متعلقة بانتهاكات السلطات القطرية لحقوق الانسان.
ورغم جهود الدوحة في التغطية على تجاوزاتها فيما يتعلق بحقوق الانسان والحريات العامة سواء من خلال استعمال اذرعها وقنواتها الإعلامية لإلهاء الراي العام والمتابعين عما يجري داخل قطر عبر التركيز على ملفات أخرى في المنطقة العربية لكن كل تلك الجهود لم تمنع الانتقادات الدولية المتصاعدة.
ولم تنجح الأموال التي خصصتها قطر على الإنفاق على حملات الدعاية والعلاقات العامة في تحسين صورتها وتقديم نفسها كدولة متحضرة تحترم حقوق الانسان مع تواتر كشف الملفات.
وتعرضت فئات من المجتمع القطري وشخصيات معروفة لانتهاكات على خلفية رفضها لسياسات الدوحة في دعم مجموعات إرهابية ونشر الفوضى في عدد من الأقطار والتي ورطت الشعب القطري في خلافات مع شعوب عربية في المنطقة.
وتعرضت قبيلة الغفران لتجاوزات من السلطات القطرية بعد ان حُرم أبناؤها من مختلف حقوق المواطنة ومورست ضدّهم مختلف أنواع التضييقات بسبب وقوف القبيلة ضدّ انقلاب أمير قطر السابق ووالد الأمير الحالي، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على والده منتصف التسعينات.
وتستعمل السلطات القطرية سحب الجنسية كعقوبة منذ 2005 حيث طال العقاب 6000 شخص ما خلف مأساة إنسانية حقيقية لمئات الأسر.
وفي مايو/ايار ناقش المجلس الدولي لحقوق الإنسان بمقر الأمم المتحدة بجنيف سجل قطر الحافل بانتهاك حقوق الإنسان خاصة فيما يتعلق بالضغوطات التي تمارسها السلطة التنفيذية على عمل السلطة القضائية ما دفع ب33 قاضيا لتقديم استقالاتهم احتجاجا على التدخل السافر في القضاء حينما يكون احد اطراف القضية اشخاص نافذون.
وترفض قطر توصيات الامم المتحدة في اعتماد معايير أكثر شفافية ونزاهة في تعيين القضاة.
ترفض قطر توصيات الامم المتحدة في اعتماد معايير أكثر شفافية ونزاهة في تعيين القضاة
ولا تقف الانتهاكات القطرية عند حدود القضاء فالقوانين القطرية تنتهك في الاساس مبادئ حقوق الانسان حيث يمكن قانون صادر في 2002 وزير الداخلية بالقبض على الأشخاص لمدة تصل إلى سنة مع تمديدها بموافقة رئيس الوزراء ولا يمكن للشخص المعتقل ان يطعن فى قرار الاعتقال إلا أمام رئيس الوزراء.
ويسمح قانون صادر سنة 2004 لعضو النيابة القبض على الأشخاص لمدة 6 أشهر قبل المحاكمة، كما يسمح قانون اخر صادر في 2003 سجن أشخاص المتهمين في جرائم تمس أمن الدولة لمدة شهر قبل تقديمه إلى النيابة العامة.
كما تتعرض الطفولة في قطر لانتهاكات جسيمة حيث يحدد القانون القطري سن المسؤولية الجنائية للطفل بسبعة سنوات وهو معدل منخفض كثيرا ما اثار انتقادات من لجنة حقوق الطفل بالامم المتحدة اضافة الى تقارير عن الاتجار بالبشر والاستعباد الجنسي للعاملات المهاجرات.
ورغم المزاعم القطرية في الدفاع عن الديمقراطية والحريات وتخصيص قنوات اعلامية لانتقاد دول اخرى بحجة غياب التعددية السياسية يظهر جليا ان الواقع السياسي القطري بعيد كل البعد عن المسار الديمقراطي.
رغم المزاعم القطرية في الدفاع عن الديمقراطية يظهر جليا ان الواقع السياسي القطري بعيد كل البعد عن المسار الديمقراطي
وتم تأجيل انتخابات أعضاء مجلس الشورى في قطر عدة مرات بقرار من أمير قطر.
ويقوم أمير قطر منذ 2006 بتعيين جميع أعضاء مجلس الشورى ال45 في تناقض تام مع الدستور القطري الذي يسمح بانتخاب ثلثيه بالاقتراع العام فيما يقوم الأمير بتعيين الثلث الأخر.
وتغيب في قطر كل حياة سياسية متوازنة قائمة على أحزاب وتنظيمات سياسية في دولة خصصت منابرها للمطالبة بالتعددية.
وكشف تقرير الخارجية الاميركية الصادر في مارس/اذار والذي يتحدث عن واقع حقوق الإنسان عام 2018 عن قيود تمارسها قطر على حرية التجمع السلمي ومنع إنشاء الأحزاب السياسية والاتحادات العمالية.
وتتهم قطر دوليا بدعم الإرهاب ما دفع بعدد من دول المنطقة على راسها المملكة العربية السعودية الى قطع علاقاتها معها حتى تتوقف عن دعم المجموعات المسلحة المتسببة في الفوضى في المنطقة العربية.
وبهدف تكريس مظلوميتها وإلقاء اللوم على السلطات السعودية عمدت قطر إلى التضييق على مواطنيها والمقيمين على أرضها ومنعهم من أداء الحجّ والعمرة، الأمر الذي مثّل تعديا على حق من حقوق الإنسان يتمثّل في حرية ممارسة الشعائر الدينية.