معتقلون بارزون يتعرضون لتجاوزات فظيعة في السجون الإيرانية

تارا سبهري فار الباحثة حول إيران في منظمة هيومن رايتس وتتش تقول إن "آلة الاستخبارات الإيرانية وبالتعاون الوثيق مع المحكمة الثورية قامت بتحويل النظام القضائي إلى حجر زاوية للقمع".
منظمات دولية تعبر عن قلقها من تنامي جرائم التعذيب في السجون الإيرانية
سجناء يتعرضون للإعدام الوهمي والحقن بالكحول واعتداءات جنسية وصدمات كهربائية
حراس يجبرن معتقلات على أداء خدمات جنسية وتجريدهن من ملابسهن الداخلية لأسابيع

باريس - يتزايد قلق منظمات مدافعة عن حقوق المعتقلين في إيران منذ وصول الرئيس إبراهيم رئيسي للسلطة وهو القادم إليها من النظام القضائي المتهم بتنفيذ آلاف الإعدامات بحق معارضين للثورة الإسلامية خارج إطار القانون.

ويأتي تنامي هذا القلق وسط تقارير عن "سوء معاملة فظيعة" لحقت بسجناء بارزين تم التداول بها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومن هذه الإساءات قضم محام جزءا من لسانه بعدما تم حقنه بمادة غير معروفة، فيما أظهرت أشرطة فيديو حراسا يضربون معتقلين بشكل مبرح أو إعادة اعتقال سجينة كانت في إطلاق سراح مؤقت بعدما تحدثت عن انتهاكات معممة للحقوق في سجون النساء.

وقالت تارا سبهري فار الباحثة حول إيران في منظمة هيومن رايتس وتتش إن "آلة الاستخبارات الإيرانية وبالتعاون الوثيق مع المحكمة الثورية قامت بتحويل النظام القضائي إلى حجر زاوية للقمع".

والأسبوع الماضي، وجهت هيومن رايتس ووتش ومركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك، تحذيرا بشأن حالة بايام ديرفشان المحامي ذائع الصيت الذي دافع بشكل خاص عن نسرين سوتوده محامية حقوق الإنسان المسجونة.

أكد زميل لبايام يدعى سعيد دهقان على مواقع التواصل الاجتماعي أن هذا المحامي حقن بمادة مجهولة بعد فترة وجيزة من اعتقاله في يونيو/حزيران 2020 قبل أن يصاب بتشنجات ويعض قسما من لسانه. وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش إنها تأكدت من صحة هذه الوقائع من مصدر مستقل.

وأرسل ديرفشان إلى مستشفى للأمراض العقلية حيث علم أنه خضع لعلاج الصدمة الذي سبب له المزيد من الضرر ثم منح إجازة طبية وأخيرا عفوا مشروطا.

وقالت سبهري فار "إن التجاوزات المروعة والإهمال الطبي من قبل السلطات حيال محام بارز لحقوق الإنسان يجب أن يشكلا أكبر مصدر قلق لنا بشأن وضع عشرات السجناء السياسيين الأقل شهرة في إيران".

التجاوزات بحق السجناء وخاصة المعارضين والحقوقيين تصاعدت منذ وصول رئيسي للسلطة
التجاوزات بحق السجناء وخاصة المعارضين والحقوقيين تصاعدت منذ وصول رئيسي للسلطة

وباء التعذيب

وأثير الجدل الأخير بعدما قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم "عدالة علي" بنشر صور ملتقطة من كاميرات المراقبة في سجن إيوين في طهران في اغسطس/اب تظهر حراسا يسيئون معاملة معتقلين.

وفي رد فعل نادر على هذه الصور التي تداولتها بشكل كبير وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية العاملة خارج إيران، وصف مدير منظمة السجون الإيرانية محمد مهدي حاج محمدي هذا السلوك بأنه "غير مقبول"، فيما طلب رئيس النظام القضائي غلام حسين محسني ايجائي فتح تحقيق.

وقالت منظمة العفو الدولية إن هذه الأشرطة ليست سوى "الشق الظاهر من وباء التعذيب" كما أوردت في تقرير عام 2020 متحدثة عن ممارسات مثل الضرب والجلد والصعقات الكهربائية والأوضاع المجهدة والإعدام الوهمي والتعذيب بالماء والعنف الجنسي.

وفي سبتمبر/أيلول اتهمت هذه المنظمة غير الحكومية أيضا إيران بالتقاعس عن الإبلاغ عن وفاة 72 شخصا على الأقل قيد الاعتقال منذ يناير/كانون الثاني 2010 "رغم معلومات موثوقة تفيد بأن هذه الوفيات ناجمة عن تعذيب أو سوء معاملة أو استخدام قاتل للأسلحة النارية والغاز المسيل للدموع من قبل السلطات".

وآخر حالة وفاة اعتبرت "مشبوهة" من قبل منظمة العفو الدولية هي حالة شاهين ناصري في سبتمبر/أيلول بعدما نقل من سجن في طهران إلى مكان مجهول. وكان ناصري البالغ من العمر 49 عاما، قد شهد من بين أمور أخرى على التعذيب الذي تعرض له المصارع نويد أفكاري من ضرب وحقن للكحول في الأنف والذي أثار إعدامه في سبتمبر/أيلول 2020 موجة استنكار عالمية.

وعبرت المنظمات غير الحكومية أيضا عن قلقها إزاء مصير سبيده غوليان، الناشطة التي اعتقلت للمرة الأولى في 2018 بسبب إضرابات في مصنع لتكرير السكر.

وليل 12-13 أكتوبر/تشرين الأول حضر أكثر من عشرين عنصرا من قوات الأمن الإيرانية بحسب عائلتها، إلى منزلها في مدينة الأهواز فيما كانت تستفيد من إذن خروج. ونُقلت سبيده غوليان (26 عاما) أخيرا إلى سجن ايوين.

وأقام ناشطون رابطا بين اعتقالها مجددا وما كتبته على تويتر في سبتمبر/أيلول حول ظروف اعتقالها في سجن بوشهر (جنوب) قائلة إنه "مكان قريب من نهاية العالم".. إنه "جحيم منسي"، "لم تكن لتتصور" مدى وحشيته.

وتحدثت خصوصا عن إذلال وتجاوزات جنسية مؤكدة أن المعتقلات كن يجبرن على أداء خدمات جنسية للحراس وحرمن من ملابسهن الداخلية على مدى أسابيع حتى في فترات الحيض.

وأشارت إلى انه تم إرغام معتقلة على نزع ملابسها عند التدقيق بالحضور، كعقاب لها.

وجمعت سبيده غوليان تجربتها في كتاب نشر على موقع الانترنت الإخباري "إيران واير". وكتبت "أنا خائفة من ألا أنجو، القول إنني أشعر بالرعب لا يعبر عن مشاعري. أشعر بشيء حارق يخرج من جسمي. أنا غير قادرة على الكلام. لا يسعني حتى الأنين عندما يضربونني".