مفوضية اللاجئين تدعو لبنان للعدول عن قرار تجميد إقامة موظفيها

الحكومة اللبنانية تريد أن يبدأ اللاجئون السوريون في العودة إلى بلادهم وسط اتهامات لمفوضية اللاجئين بترهيبهم من العودة فيما تقول الأمم المتحدة إن الوضع ليس آمنا بعد لعودتهم.

الرئيس اللبناني يدعم عودة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة
لبنان اشتكى مرارا من تحمل أعباء اللاجئين السوريين

جنيف/بيروت - قال متحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين اليوم الثلاثاء إن المفوضية تأمل في أن تسارع وزارة الخارجية اللبنانية بالعدول عن قرارها تجميد طلبات إقامة موظفيها.

وأمر وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الأسبوع الماضي بتجميد طلبات الإقامة متهما المفوضية بعرقلة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم عن طريق "تخويفهم".

ويستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري يشكلون الآن أكثر من ربع عدد السكان. وتريد الحكومة اللبنانية أن يبدأ اللاجئون في العودة إلى بلادهم لكن الأمم المتحدة تقول إن الوضع ليس آمنا بعد لعودتهم.

وقال مسؤول لبناني بارز الشهر الماضي إن بيروت تعمل مع دمشق على ترتيب عودة آلاف اللاجئين الذين تقول إنهم يرغبون في العودة إلى سوريا.

وقال أندريه ماهيسيتش المتحدث باسم المفوضية "نحن قلقون للغاية بشأن تجميد إصدار تصاريح إقامة للعاملين الدوليين في بيروت"، مضيفا "نأمل أن يتغير قرار وزارة الخارجية دون إبطاء".

وفي بيروت، قالت ميراي جيرار ممثلة مكتب المفوضية في لبنان إن 19 موظفا تضرروا من تجميد طلبات الإقامة، موضحة أن الإجراء سيحد من قدرة المفوضية على العمل.

ويدعو الرئيس اللبناني ميشال عون لعودة اللاجئين السوريين إلى مناطق في سوريا يصفها بالآمنة.

وقال عون إن ذلك يتعين أن يحدث قبل التوصل إلى حل نهائي للحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

وقال ميراي إن أكثر من 11 ألف لاجئ جهزوا للعودة طواعية من لبنان إلى سوريا في العام الماضي. وعملت مجموعات من اللاجئين مع الحكومتين السورية واللبنانية لتنسيق عودتها.

وفي الأسبوع الماضي، اتهم بيان لوزارة الخارجية اللبنانية المفوضية بتخويف اللاجئين لإثنائهم عن العودة وذلك بسؤالهم إن كانوا على دراية بالموقف في سوريا فيما يخص المشكلات المحتمل أن يواجهوها فور عودتهم.

لكن ميراي قالت إن المفوضية التزمت بالمعايير الدولية في العمل مع اللاجئين لضمان حصولهم على كل المعلومات التي تلزمهم للعودة بآمان ولتجهيز الوثائق الضرورية التي ستساعدهم على العودة.

وقالت "من المهم أن يتخذ الناس قرارا عن بينة بشأن عودتهم".

وقال مؤتمر عن سوريا استضافه الاتحاد الأوروبي وشاركت الأمم المتحدة رئاسته في أبريل/نيسان إن الأوضاع هناك ما زالت غير آمنة.

وقال ماهيسيتش "نحن لا نعارض العودة أو نثني الراغبين فيها عندما يعودون بناء على قرارهم الخاص واستنادا إلى اختيار مبني على معلومات".

وأضاف "في واقع الأمر يعود بعض الأشخاص. يتخذون قرارهم بأنفسهم ويعودون... وقد عززنا مساعداتنا في هذا المجال كذلك داخل سوريا حيث يمكننا مساعدتهم".

لكنه تابع أن القتال في سوريا تصاعد في عدد من المناطق في الأشهر القليلة الماضية "ونظرا للوضع بشكل عام، نحن لا نعتقد أن الظروف مواتية للعودة".