مقاضاة تيسلا بعد حادث وفاة سائق

عائلة رجل من كاليفورنيا تقيم دعوى قضائية على الشركة الاميركية وتلقي باللوم على عيوب تقنية القيادة الذاتية.

واشنطن – أقامت عائلة رجل من كاليفورنيا قتل في سيارة تيسلا دعوى قضائية على الشركة، وألقت اللوم على تقنية القيادة الذاتية التي فيها عيوب، وفق ما قال محامون الأربعاء.
وجاء في الدعوى التي أقيمت في 26 نيسان/أبريل في المحكمة العليا في كاليفورنيا، أن وفاة والتر هوانغ في آذار/مارس 2018 نتجت عن خاصية "القيادة الآلية" في سيارة تيسلا. وتوفي هوانغ (38 عاما) وهو والد لطفلين، بعد اصطدامه بفاصل اسمنتي ثم اصطدامه بسيارتين أخريين. وفي تقرير صادر عن المجلس الوطني لسلامة النقل في حزيران/يونيو 2018، تبيّن أن "القيادة الآلية" كانت تعمل خلال الرحلة التي استغرقت 32 دقيقة، بما في ذلك آخر 19 دقيقة منها.
وجاء في بيان للمحامين الذين يمثلون عائلة هوانغ "الدعوى تفترض وجود خلل في خاصية القيادة الآلية في تيسلا ما أدى إلى وفاة هوانغ".

الون ماسك
شركته تدافع عن تقنيتها الجديدة

وأضاف "أخطأ نظام الملاحة في سيارة هوانغ في قراءة خطوط الممرات على الطريق، وفشل في اكتشاف الفاصل الاسمنتي وفي إبطاء السيارة، وبدلا من ذلك زاد من سرعة السيارة إلى الفاصل".
وكانت شركة تيسلا التي لم ترد فورا للتعليق على الدعوى، دافعت سابقا عن تقنيتها مشيرة إلى أن يدي هوانغ لم تكونا على المقود قبل الحادث مباشرة.
ورغم أن سيارات تيسلا لديها خاصية القيادة الآلية، فإن السائقين مدعوون إلى الانتباه ويطلب منهم أن يكونوا مستعدين للتحكم بالمقود في أي لحظة.
وأعلنت الشركة الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية أن نظام التحكم الآلي كان يعمل أثناء الحادث القاتل، الأمر الذي يطرح مخاوف على مستقبل صناعة السيارات الذاتية القيادة.
ونظام التحكّم الآلي (أوتوبايلوت) هو شكل أوليّ من أشكال القيادة الذاتية للسيارة التي لا تتطلّب في أشكالها المتقدّمة أي تدخّل من السائق.
وتثير هذه السيارات، على غرار تقنيات الذكاء الاصطناعي، اهتماما كبيرا من جانب المستهلكين وأيضا من جانب المستثمرين والأوساط العلمية والتكنولوجية.
وكشفت مجموعة تيسلا أن برمجية القيادة الذاتية "أوتوبايلت" كانت قيد التشغيل وقت حادث السير القاتل، وهو ما أجج المخاوف بشأن هذا النوع من الأنظمة.
وذكّرت الشركة التي يملكها رجل الأعمال الأميركي الرائد في مجال التقنيات الحديثة إلون ماسك أن هذا النوع من الأنظمة المساعدة للسائق يساهم في تقليل الحوادث.
وكانت الحكومة الأميركية قد اعتبرت قبل أكثر من سنة أن النسخة الأولى من "أوتوبايلت" تخفف خطر التصادم بنسبة 40%.
لكن الصور التي انتشرت عن السيارة المهشّمة كانت صادمة، وفسّرت الشركة حجم الضرر الكبير بأن هيكلا لتخفيف الصدمات في الشارع انتُزع من مكانه بعد حادث جرى في المكان نفسه، فارتطمت السيارة بحاجز إسمنتي.
وجاء في البيان "لم نر في حياتنا هذا القدر من الضرر في حوادث أخرى" تعرّضت لها سيارات من هذا النوع.
ففي العام 2016، لقي سائق أميركي مصرعه على متن سيارة تيسلا من طراز "مودل اس" مزودة بنظام "أوتوبايلت" أيضا، ولم توجّه الهيئة أصابع الاتهام للشركة، بل طالبتها ببعض التعديلات على جهاز الإنذار.
وتتسابق تيسلا وأوبر على التوصّل إلى أنظمة تحكّم ذاتي كامل بالسيارات.
وتشارك في السباق هذا مجموعة جنرال موتورز التي طلبت من السلطات السماح لها باختبار سيارتها الذاتية القيادة اعتبارا من العام المقبل.
وتجتهد شركة "وايمو" التابعة لغوغل في أن تحتل موقعا متقدما في هذا القطاع الناشئ.
وإذا كان التوصل إلى سيارة لا تحتاج لأي تدخّل من السائق ما زال بعيدا بعض الشيء، إلا أن بعض الشركات حققت تقدما كبيرا في هذا الاتجاه.