مقاطعة الفصائل الفلسطينية لاجتماع منظمة التحرير تكشف حجم الخلافات

فصائل فلسطينية تعتبر اجتماع المجلس المركزي للمنظمة خطوة مجتزأة واستجابة لإملاءات خارجية.

رام الله - أعلنت فصائل فلسطينية مقاطعتها لأعمال المجلس المركزي الفلسطيني المنعقد في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله في الضفة الغربية المحتلة، معتبرة أنه "عُقِد استجابة لضغوطات خارجية، ولم يستجب لحوار داخلي مسبق"، في ظل جهود للتفاعل مع مطالبات الإصلاح ضمن المتغيرات في الداخل الفلسطيني وعلى مستوى الإقليم خاصة بعد حرب غزة.

وقالت نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية ماجدة المصري خلال مؤتمر صحافي إن "الجبهة قررت الانسحاب مما تبقى من جلسات المجلس المركزي لما يمكن أن يترتب في نهايتها على نتائج خطرة، خاصة أن المؤشرات التي جاءت في خطاب الرئيس تشير إلى خطورة المرحلة وما يمكن أن يخرج عن المجلس من نتائج".

من جهته، قال رمزي رباح عضو المكتب السياسي للجبهة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن "الجلسة جاءت استجابة لجملة من الضغوطات الغربية وتحديدا الأميركية"، منها "إدخال تعديلات هيكلية على بنية النظام السياسي الفلسطيني، بما يسمح بوجود يد طويلة لواشنطن داخل النظام، وهذا جرى عبر استحداث منصب نائب للرئيس".

وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعلنت من جانبها مقاطعة الاجتماع، قائلة في بيان "قرر المكتب السياسي عدم المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي المُعلن باعتباره خطوة مجتزأة، لا يمكن أن يكون بديلا عن الخطوات التي حدّدتها جولات الحوار ومخرجاتها المُكررة، والتي جرى تعطيل تنفيذها أكثر من مرة".

وعقدت لقاءات سابقة بين الفصائل الفلسطينية، بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بهدف إنهاء حالة الانقسام القائمة، كان آخرها في العاصمة الصينية بكين أواسط العام الماضي، حيث تم الاتفاق حينها على تحقيق وحدة فلسطينية شاملة بين كافة الفصائل.

وأعلنت حركة المبادرة الوطنية التي يتزعمها مصطفى البرغوثي عدم مشاركتها في اجتماعات المجلس المركزي بشكل مسبق، وقالت إن "انعقاد المجلس دون إجراء التحضيرات التنظيمية والحوار الوطني المعتاد مع جميع قوى منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الفلسطينية عامة الذي يفترض أن يسبق انعقاد المجلس والتوافق على مخرجاته، يعزز الانطباع بأن المجلس المركزي يعقد أساسا لتنفيذ مطالب محددة بضغوط خارجية".

ويواصل المجلس المركزي الفلسطيني الذي تهيمن عليه حركة فتح، اجتماعه الخميس والذي من المفترض أن يخرج عنه قرار باستحداث منصب نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو المنصب الذي يتم استحداثه لأول مرة منذ تأسيس المنظمة في العام 1964.

وحملت الدورة 32 لاجتماعات المجلس المركزي شعار "لا للتهجير ولا للضم، الثبات في الوطن، إنقاذ أهلنا في غزة ووقف الحرب، حماية القدس والضفة الغربية، نعم للوحدة الوطنية الفلسطينية الجامعة"، وتناقش عدة ملفات أبرزها: وقف الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة، ورفض خطط تهجير الفلسطينيين التي تروج لها الإدارة الأميركية.

وتأتي هذه الاجتماعات في ظل عدوان إسرائيلي غير مسبوق على قطاع غزة، بدأ في 7 أكتوبر/نشرين الاول 2023، وأدى إلى سقوط أكثر من 168 ألفا بين شهيد وجريح، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلاً عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وسط دعم أمريكي مطلق للعدوان، بحسب معطيات فلسطينية.

وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس صعد جيش الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 956 فلسطينياً، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، فضلاً عن تسجيل أكثر من 16 ألف حالة اعتقال.