مقترح لإنهاء الحرب في السودان يشمل هدنة وحكومة وجيشا موحدا

المبادرة طرحها عبدالله حمدوك وتجمع المهنيين السودانيين وهي تحظى بدعم قوى إقليمية ودولية خاصة الولايات المتحدة.
الخطة ترتكز على وقف الحرب ثم ادخال المساعدات ثم تحقيق تقدم في العملية السياسية

الخرطوم - يتصاعد الحديث مؤخرا في السودان عن جهود من أجل وقف الحرب التي قاربت على انهاء سنتها الأولى وذلك عبر طرح مقترح للحل السياسي تبنته قوى مدنية وسياسية سودانية وتهم أساسا وقف القتال وهدنة لشهرين، ثم تشكيل حكومة انتقالية مدنية وجيش موحد خلال فترة تستمر عشرة سنوات.
واحتوت الوثيقة التي نشرتها مجلة "المجلة" وحملت عنوان " مقترح الحل السياسي لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة السودانية" ثلاث نقاط رئيسية لإعادة الاستقرار بشكل شامل للسودان وهو أولا وقف الحرب ثم ادخال المساعدات الإنسانية ثم تحقيق التقدم في العملية السياسية.
ويرى مراقبون أن المبادرة التي طرحها عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق وتجمع المهنيين السودانيين تحظى بدعم قوى إقليمية ودولية خاصة الولايات المتحدة حيث اجتمع المبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو الأسبوع الماضي بالقادة المدنيين في العاصمة الأثيوبية وبالتحديد تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم" والتي يقودها حمدوك حيث تم بحث المقترح على الأغلب.
وناقش اللقاء جهود إنهاء الحرب، والأخطار الوشيكة على "الحالة الإنسانية الناجمة عن الحرب". كما تطرق لمباحثات الطرفين حول "خارطة الطريق الموضوعة لإنهاء الحرب".
وبدأ بيرييلو جولة في إفريقيا والشرق الأوسط، من 11 إلى 23 مارس/اذار الجاري، تشمل كلا من كمبالا وأديس أبابا ونيروبي والقاهرة وجيبوتي والرياض وأبوظبي، وذلك من أجل توحيد الجهود الرامية إلى إنهاء الصراع في السودان.
وتقول المصادر ان المقترح الجديد يستند لجهود إقليمية ودولية للدفع بالحلول السياسية على غرار علان جدة الموقع في 11 أيار/مايو 2023، وخريطة طريق "الإيغاد" والاتحاد الأفريقي و"إعلان المبادئ" الموقع في المنامة.
وليست هذه المرة الأولى التي يطرح فيها الملف حيث حذرت أحزاب الأمة القومي والشيوعي والبعث العربي الاشتراكي مما وصفته " مشروع تسوية يجري الإعداد له بمشاركة إقليمية ودولية لتقاسم السلطة بين الجيش والدعم السريع لمدة 10 سنوات" منددة بالخطة وداعية لتشكيل كتلة مدنية لإنهاء النزاع المسلح.
وفشلت جهود انهاء القتال في السودان رغم اصدار مجلس الامن قرارا بوقف الاشتباكات في شهر رمضان وفسح المجال لإدخال المساعدات الإنسانية.
وصعد الجيش السوداني من هجماته على أكثر من محور وتمكن من استعادة مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون مستغلا احترام قوات الدعم السريع للقرار الاممي إضافة لبعض التراخي فيما يرى مراقبون للمشهد السوداني أن الجيش حصل ربما على دعم عسكري من قوى إقليمية وفي مقدمتها ايران حيث تشير تقارير لاستخدام القوات السودانية للمسيرات الإيرانية في هجماتها الأخيرة.
وتؤكد قوات الدعم رغم ذلك إنها مستعدة للوصول لأي تفاهمات من شأنها إنقاذ حياة السودانيين، بينما يصر الجيش السوداني على رفض جميع الوساطات حيث من غير المستبعد أن يرفض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان مقترح القوى المدنية.
وتتواصل منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة في السودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.