مقترح يوناني حول اللاجئين يثير غضب تركيا

أنقرة تندد بمقترح قدمته اثينا إلى ألمانيا وفرنسا يربط بين الدعم المالي لتركيا وحجم تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا.

انقرة - نددت تركيا، الجمعة، بمقترح قدمته اليونان إلى ألمانيا وفرنسا، يربط بين الدعم المالي لتركيا وحجم تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا بعد ان نفذ صبر اثينا من استخدام انقرة لملف اللجوء كورقة لابتزاز دول الجوار.
جاء ذلك في رد خطي لمتحدث وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي، على سؤال وجّه له حول رسالة بعثها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، الجمعة، للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، دعا فيها الطرفين إلى توقيع اتفاق جديد للهجرة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
وقال أقصوي إن "رئيس الوزراء اليوناني بعث إلى الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية رسالة تتعلق ببلادنا، واقترح فيها أن يكون الدعم لتركيا متناسبا مع حجم نقصان تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا".
وحاول المسؤول التركي تحميل اليونان مسؤولية التعامل اللاانساني مع ملف اللاجئين في وقت يتفق فيه القادة الاوروبيون بان الملف تحول الى ورقة بيد اردوغان للضغط على الاتحاد الاوروبي.
وقال اقصوي في محاولة لتحميل اليونان مسؤولية الوضعية المتردية للمهاجرين "في الوقت الذي ما تزال فيه المعاملة اللاإنسانية والمعيبة التي تعرض لها طالبو اللجوء الذين وصلوا أبواب اليونان ماثلة في الأذهان، فإن مقترح أثينا عن الدعم المالي بحسب عدد اللاجئين هو نتاج مفهوم أعوج وغير أخلاقي للغاية".
وأكد أقصوي أن تركيا أنفقت حتى اليوم، 40 مليار دولار على 4 ملايين لاجئ استضافتهم لأسباب إنسانية بحتة في محاولة لجلب الاستعطاف الدولي والاوروبي رغم ان الاموال التي تم صرفها هي نتاج مساعدات مالية تعهدت بها اوروبا.
وكان المهاجرون واللاجئون قرروا اخلاء الحدود اليونانية التركية من تلقاء انفسهم بسبب تفشي وباء كورونا ما خفف الضغط على السلطات اليونانية.

اللاجئون قرروا مغادرة الحدود اليونانية التركية خوفا من تفشي كورونا
اللاجئون قرروا مغادرة الحدود اليونانية التركية خوفا من تفشي كورونا

ولفت اقصوي إلى أن الاتحاد الأوروبي أرسل إلى السوريين في تركيا 2.7 مليار يورو فقط، من أصل 6 مليارات يورو تعهد بها لتركيا لانفاقها على السوريين في أراضيها دون ان يوضح طريقة صرف الاموال او المنتفعين الحقيقيين بها.
وأوضح أنه بالمقابل قدم الاتحاد الأوروبي إلى اليونان 3 مليارات يورو لرعاية 100 ألف طالب لجوء على أراضيها في مقارنة يراد منها تحميل الاوروبين مسؤولية الازمة.
وشدد أقصوي أن العرض التركي ما زال سار، قائلا: "يمكن لليونان أن تستقبل طالبي اللجوء المتواجدين في بلادنا، ويمكن للاتحاد الأوروبي أن يقدم دعمه المالي لليونان لرعاية طالبي اللجوء، ونحن بدورنا مستعدون لتقديم الدعم المالي لليونان من مبدأ حُسن الجوار".
وهذا العرض الذي يعتبر غير جدي محاولة تركية لاحراج اليونان التي ضاقت ذرعا بالتجاوزات التركية بعد ان فتحت انقرة حدودها الشهر الماضي لدخول المهاجرين واللاجئين الى اليونان بعد ان غرقت في المازق السوري وخسرت العشرات من جنودها في الحرب شمال سوريا.
واقترح رئيس الوزراء اليوناني في رسالته، لماكرون وميركل، أن يكون الدعم المالي لتركيا متناسبا مع حجم زيادة ونقصان تدفق طالبي اللجوء إلى أوروبا.
وأشار ميتسوتاكيس إلى الدور الهام للتعاون مع تركيا في منع تدفق طالبي اللجوء، داعيا إلى توقيع اتفاق جديد مع أنقرة يتضمن آلية تمويل جديدة.
وذكر أن لتركيا القدرة على التحكم في تدفق طالبي اللجوء، زاعمًا أن أنقرة تستخدم الأخيرين ورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي.
وفي 10 مارس/ آذار المنصرم، اتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي على مراجعة اتفاق 18 مارس 2016، بشأن الهجرة، عقب قمة جمعت الرئيس رجب طيب أردوغان، مع مسؤولين أوروبيين.
وطالب وزير الخارجية التركي شاووش اوغلو من الناتو والاتحاد الاوروبي دعما لمواجهة ازماته في منطقة الشرق الاوسط.