مقتل أحد قادة النخبة في حماس وإيران تحذر إسرائيل من زلزال مدمر

فرنسا تحذر حزب الله واللبنانيين بضرورة ممارسة ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الأولى.

غزة - أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد القضاء على بلال القدرة قائد وحدة النخبة التابعة لحركة حماس في كتيبة جنوب خان يونس، بينما تشهد الجبهة الشمالية لإسرائيل تصعيدا متزايدا مع توعد إيران بـ"زلزال في إسرائيل" عبر حزب الله ذراعها في لبنان خصوصا بعدم وجود سلطات فاعلة في لبنان تملك القرار العسكري.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي الأحد، في تغريدة له على موقع إكس إن القدرة كان مسؤولًا عن الهجوم في نيريم ونير-عوز، مشيرًا إلى "تصفية عدد آخر من النشطاء في حماس والجهاد الإسلامي".

وشنت القوات الإسرائيلية سلسلة غارات جوية على قطاع غزة ليلة الأحد استهدفت إحداها مخيم جباليا للاجئين، ما أسفر عن مقتل نحو 20 شخصا بينهم أطفال.

واستهدف الطيران الإسرائيلي منازل المدنيين في مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ السبت ما خلف عشرات القتلى والجرحى، فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 300 فلسطيني وإصابة 800 آخرين معظمهم من الأطفال والنساء خلال الـ24 ساعة الماضية.

وفي وقت سابق نشر الجيش الإسرائيلي أسماء 7 جنود إضافيين قتلوا خلال الأيام الأخيرة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 286 منذ بدء عملية "طوفان الأقصى".

ودعا السبت سكان غزة إلى مغادرة شمال القطاع عبر ممرين آمنين تم تخصيصهما لعبور أكثر من مليون نسمة، وهو نزوح جماعي اعتبرت منظمات إغاثة إنه سيتسبب بكارثة إنسانية.

وأفاد بيان للبنتاغون بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر بإرسال حاملة طائرات ثانية إلى شرق المتوسط "لردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل".

وتتجه الأنظار نحو الجبهة الشمالية التي تشهد اشتباكات متواترة، رغم دعوات التهدئة وضبط النفس التي تطلقها الأمم المتحدة والعديد من دول العالم.

ويشهد جنوب لبنان تبادلا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ومحاولات تسلل إلى إسرائيل من لبنان منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتبنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في بيان الأحد عملية التسلل التي نفذت السبت من لبنان نحو إسرائيل، وأعلنت أن ثلاثة من مقاتليها قتلوا بعدما تمكنوا من "النفاذ داخل" إسرائيل.

وقالت كتائب القسام إن مجموعة من مقاتليها "تمكنت من تفجير السياج الحدودي واستهداف دشمة المراقبة والنفاذ داخل فلسطين المحتلة (...) واشتبكت مع العدو بمساندة نارية من الأسلحة المتوسطة وأوقعت فيه الخسائر"، موضحة أن طائرات اسرائيلية استهدفت المقاتلين "أثناء الاشتباك"، ما أدى إلى مقتلهم.

 

باريس تؤكد أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل وأنه من غير الوارد أن تشارك في عمليات عسكرية.

وحصلت السبت محاولة تسلل نحو إسرائيل لليوم الثاني من جنوب لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد "كوماندوس إرهابيا كان يحاول دخول الأراضي الإسرائيلية من لبنان" وأن مسيرة إسرائيلية استهدفتهم وقتلت "العديد" منهم.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن على إسرائيل أن توقف فورا جرائم الحرب التي ترتكبها في غزة لأن الأوان يكون قد فات خلال ساعات قليلة.

وأضاف عبداللهيان السبت في إيجاز للصحفيين في بيروت بعد لقائه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن "حزب الله أعد عدة سيناريوهات تصعيدية من شأنها إحداث زلزال في إسرائيل.. سيغير ذلك خارطة الأراضي المحتلة".

والتقى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في بيروت مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور فانسلاند.

وأبلغ مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط تور فانسلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ومسؤولين آخرين في الحكومة الإسرائيلية رسالة عبداللهيان أن إيران سترد.

من جهتها، دعت فرنسا حزب الله لعدم الانخراط في النزاع بين إسرائيل وحماس، معربة عن قلقها حيال الوضع المتوتر على الحدود بين لبنان وإسرائيل. ودعت أيضا إلى حماية الصحافيين الذين يغطون هذا النزاع في أعقاب مقتل صحافي وإصابة ستة آخرين في قرية حدودية لبنانية الجمعة.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن على حزب الله واللبنانيين أن "يمارسوا ضبط النفس لتجنب فتح جبهة ثانية في المنطقة سيكون لبنان ضحيتها الأولى".

وشدّدت على "عدم إعطاء أي ذريعة تعيد لبنان مجددا إلى الحرب"، لافتة إلى أن "لبنان قد أضعفه بشدة غياب السلطات الفاعلة" منذ أشهر عدة.

وأعلن حزب الله اللبناني أن احد عناصره قتل السبت في قصف إسرائيلي في جنوب لبنان. حيث استهداف مواقع إسرائيلية بـ"الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون" في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها.

كما قُتل مدنيان لبنانيان في قصف إسرائيلي استهدف قرية شبعا الجنوبية السبت.

ويأتي ذلك غداة مقتل الصحافي في وكالة رويترز عصام عبدالله وإصابة صحافيين آخرين بجروح بينهم المصوران في وكالة فرانس برس كريستينا عاصي وديلان كولينز جراء قصف نسبته السلطات اللبنانية إلى إسرائيل.

ويعتقد الصحافيون أنهم تعرضوا لنيران من الجانب الإسرائيلي من الحدود. ويظهر فيديو التقطه كولينز قبل إصابته وميضا يأتي من موقع إسرائيلي.

وشدّدت الرئاسة الفرنسية على أنه "من المهم جدا أن تمتنع إيران عن تأجيج التوترات وأن تمتنع عن تقديم الدعم العملي لحماس"، مضيفة أن "لا معلومات محددة لديها" بشأن ضلوع طهران في هجوم الحركة الإسلامية.

وتابع الإليزيه "لكن نحن ندرك أن أسلحة من إيران وصلت إلى غزة، وأن السيطرة على البحر صعبة، و(ندرك) الروابط القائمة بين حزب الله وإيران".

وأضاف "لدى إيران دور تؤديه يمكن أن يكون سلبيا للغاية في الوضع الحالي، كما يمكن أن يكون لها أيضا دور إيجابي، هو الامتناع" عن تأجيج التوترات من أجل "تجنب التصعيد الإقليمي"، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجري اتّصالا بنظيره الإيراني لإبلاغه بهذه الرسالة.

وجدّد التأكيد على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ومحاربة الجماعات الإرهابية التي ضربتها"، لكنه دعا مرة جديدة إلى اتّخاذ "كافة التدابير لتجنب (سقوط ضحايا) مدنيين".

وأكدت باريس أخيرا أنه لم يُطلب منها تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل وأنه "من غير الوارد" أن تشارك فرنسا في عمليات عسكرية.

وتأتي هذه التطورات بعد هجوم مفاجئ شنته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس السبت 7 أكتوبر وأعلنت بدء عملية "طوفان الأقصى" مطلقة أكثر من 5 آلاف صاروخ من قطاع غزة.

واقتحم مقاتلو حماس عددا من مستوطنات غلاف غزة واشتبكوا بحرب شوارع مع القوات الإسرائيلية وقتلوا وجرحوا العشرات من أفرادها، واستولوا على آليات عسكرية ومدنية إسرائيلية. كما أسرت الفصائل الفلسطينية ما يزيد عن 100 إسرائيلي بين عسكري ومدني.

من جهته أطلق الجيش الإسرائيلي عملية "السيوف الحديدية"، فيما يشن غارات وقصفا جويا مكثفا على قطاع غزة.