مقتل أربعة جنود يعمق أزمة تركيا في سوريا

الهجوم لم تتبنه اية جهة بما فيها القوات الكردية لكنه يشير الى فشل الدعاية التركية بخصوص المنطقة الآمنة التي روجت لها انقرة.

دمشق - تتعرض القوات التركية المتواجدة في الشمال السوري لهجمات متصاعدة وذلك بعد قرابة ثلاثة اشهر من تدخلها العسكري ضد القوات الكردية.
وفي هذا الاطار قالت وزارة الدفاع التركية في بيان الليلة الماضية إن أربعة جنود أتراك لقوا مصرعهم في انفجار سيارة ملغومة بشمال شرق سوريا يوم الأربعاء.
وأضافت أن الهجوم وقع خلال تفتيش أمني على الطريق بالمنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا حيث نفذت تركيا عملية عسكرية مع مقاتلين متحالفين معها من المعارضة السورية في أكتوبر تشرين الأول.
واستهدفت العملية التركية وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصدرت الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية وتعتبرها تركيا جماعة إرهابية على صلة بمقاتلين يخوضون تمردا في جنوبها الشرقي.
وكانت منطقة تل ابيض القريبة من الحدود التركية  شهدت في الاشهر الماضية هجمات دامية أودت بحياة جنود اتراك ومدنيين دون ان تتبنى اية جهة الهجمات  ما يشير الى فشل الدعاية التركية حول المنطقة الآمنة التي روجت لها انقرة اثر اطلاق عملياتها العسكرية.
وتسعى تركيا إلى إقامة "منطقة آمنة" تعيد إليها جزءاً كبيراً من ثلاثة ملايين لاجئ سوري لديها وهي خطوة انطلقت في تنفيذها فعليا.

مقتل جنود اتراك في سوريا
منطقة امنة لم تحمي الجنود الاتراك

وتأتي الهجمات الاخيرة كذلك  كمؤشر على التعثر التركي المتواصل في شمال سوريا، رغم مزاعم أنقرة بقدرتها على السيطرة على الوضع وإعادة الحياة لمنطقة مضطربة.
وتواجه تركيا تحديات أمنية وأن الدعاية "للمنطقة الآمنة" تهتز على وقع هجمات دامية من حين إلى آخر، وسبق أن حذرت تقارير من أن التوغل التركي في شمال سوريا سيوقع بها في مستنقع يصعب الخروج منه.
ولقي التدخل التركي في سوريا انتقادات دولية ورفضا إقليميا متصاعدا خاصة وان تقارير دولية تحدثت عن ارتكاب القوات الحليفة لانقرة جرائم بحق المدنيين الاكراد وهو ما تنفيه انقرة دائما.
وتحدثت التقارير الحقوقية عن استخدام الجيش التركي للقنابل الحارقة المحرمة دوليا كما اظهرت مشاهد قيام مقاتلين متطرفين موالين لتركيا بتنفيذ عمليات اطلاق نار وإعدامات خارج اطار القانون ضد مدنيين ومقاتلين أكراد القي القبض عليهم.
وتتهم انقرة بربط علاقات مع الجماعات المتطرفة التي تنتمي لتنظيم القاعدة ولتنظيمات جهادية اخرى في وقت دعتها روسيا الى بذل مزيد من الجهد للقضاء على الجماعات الإرهابية خاصة في ادلب.