مقتل سائحين إسرائيليين في مصر وسط مخاوف من اتساع نطاق التصعيد

الجيش الإسرائيلي يجلي جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة بعدما نشر عشرات الآلاف من جنوده لقتال المسلحين الفلسطينيين الذين تسللوا من قطاع غزة.
تقديرات باختطاف 100 إسرائيلي واقتيادهم إلى غزة بحسب إعلام عبري
استمرار عمليات تسلل مقاتلي حماس إلى داخل إسرائيل في اليوم الثاني من المواجهة

القاهرة - قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن سائحين إسرائيليين ومرشدهما المصري قتلوا الأحد في مدينة الإسكندرية المصرية، بالتوازي مع قصف إسرائيلي عنيف على غزة، وبدء إخلاء غلافها من المستوطنين خلال 24 ساعة، ومخاوف من اتساع رقعة المعارك. في إطار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وقال مصدران أمنيان مصريان طلبا عدم ذكر اسميهما إن شرطيا قيل إنه مُطلق الرصاص في منطقة السواري محتجز لدى السلطات. كما أصيب مصري آخر في إطلاق النار وهو الهجوم الأول من نوعه على إسرائيليين في مصر في عقود.

ووقع إطلاق النار بعد يوم من شن حركة "حماس" لهجوم مباغت على إسرائيل التي توعدت بدروها "بانتقام شديد". وقتل المئات من الإسرائيليين والفلسطينيين منذ السبت.

وتشن إسرائيل ضربات جوية وقصفا عنيفا على قطاع غزة منذ السبت وخلال الليل واليوم الأحد مما أسفر عن مقتل أكثر من 300 فلسطيني وتسوية بنايات ومنازل ومنشآت بالأرض ومنها منازل تعود لقياديين في حماس.

واستيقظت إسرائيل الأحد على أثر الصدمة بعدما قتل مسلحون من حركة "حماس" مئات الإسرائيليين وأسروا عددا غير محدد وعادوا بهم لقطاع غزة مما أدى لاندلاع حرب تحمل في طياتها خطر الانتشار والامتداد في المنطقة بعد قصف إسرائيل لمناطق لجماعة حزب الله في جنوب لبنان.

وقدرت صحيفة"يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد، أن مسلحين من حركة "حماس" اختطفوا نحو 100 إسرائيلي واقتادوهم إلى قطاع غزة خلال الهجوم الذي نفذوه السبت.

وقالت الصحيفة "تشير التقديرات إلى أن نحو 100 شخص اختطفوا إلى غزة".

ولم تدلِ بمزيد من التفاصيل، ولكن هذا هو أول تقدير إسرائيلي لعدد الإسرائيليين الذين اختطفهم مسلحون فلسطينيون من محيط قطاع غزة.

كما لم تفصح حركة "حماس" الفلسطينية عن عددهم، إلا أنها أعلنت هي وحركة الجهاد الإسلامي، في بيانات منفصلة السبت، أنهما نجحتا في "أسر عدد من الجنود الإسرائيليين".

بدوره، قال مسؤول سياسي إسرائيلي لقناة 13 الإخبارية الإسرائيلية، الأحد "كان هناك فشل استخباراتي خطير هنا، ولكن الآن هو وقت القتال، وليس إجراء المحكمة على ما حدث، سيكون هناك وقت كاف لذلك لاحقا".

وفي جنوب إسرائيل، قال الجانبان إن مسلحي حماس لا يزالون "يخوضون اشتباكات ضارية" مع قوات الأمن الإسرائيلية في عدة مناطق رغم مرور أكثر من 24 ساعة على بدء حماس لهجومها فجر أمس السبت كما انطلقت المزيد من الصواريخ من القطاع صوب إسرائيل مما أطلق دوي صفارات الإنذار للتحذير من غارات جوية.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، استمرار عمليات تسلل مقاتليها إلى داخل إسرائيل في اليوم الثاني من المواجهة غير المسبوقة منذ سنوات.

وصرح الناطق باسم الكتائب المكنى "أبو عبيدة" ، في تسجيل صوتي، بأن مقاتلي القسام "لا يزالون يخوضون اشتباكات ضارية وبطولية، ويواصلون القتال على محاور عدة، مثخنين الجراح في صفوف العدو (إسرائيل)".

وصرح متحدث عسكري إسرائيلي في إفادة للصحفيين "سنهاجم حماس بقوة وستكون تلك جولة عمليات مطولة للغاية".

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عزمه إجلاء جميع السكان من محيط قطاع غزة خلال 24 ساعة بعدما نشر عشرات الآلاف من جنوده لقتال المسلحين الفلسطينيين الذين تسللوا من قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري للصحافيين إن "مهمتنا خلال الساعات الأربع والعشرين القادمة هي إجلاء جميع سكان غلاف غزة". وأكد أن القتال مستمر "لإنقاذ الرهائن" الذين يحتجزهم مسلحون فلسطينيون في إسرائيل. وأضاف "هناك عشرات آلاف من الجنود المقاتلين، سنصل إلى كل تجمع حتى نقتل كل إرهابي في إسرائيل".

وهجوم حماس المفاجئ شكل أكبر توغل في إسرائيل وأسقط أكبر عدد من القتلى والمصابين في يوم واحد منذ أن شنت مصر وسوريا هجوما مفاجئا في يوم الغفران في حرب عام 1973 لاسترداد الأرض.

وقد يؤدي الصراع إلى تقويض الجهود المدعومة من الولايات المتحدة لتشكيل تحالفات أمنية في المنطقة وتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل يمكنها أن تهدد طموحات الفلسطينيين في إقامة دولة فضلا عن طموحات إيران الداعم الرئيسي للحركة.

وشهدت الضفة الغربية خلال الأشهر القليلة الماضية عددا متزايدا من المداهمات الإسرائيلية والهجمات على الشوارع الفلسطينية واعتداءات لمستوطنين يهود على القرى الفلسطينية. وتدهورت أوضاع الفلسطينيين في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة. وتوقفت عملية السلام منذ سنوات.

وفي غزة تصاعد دخان أسود وألسنة لهب برتقالية في سماء المدينة بسبب ضربات إسرائيلية. ويمكن سماع أزيز طائرات إسرائيلية مسيرة تحلق في المنطقة. وتم نقل القتلى والجرحى في قطاع غزة إلى مستشفيات متهالكة ومكتظة في ظل نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية.