تصعيد في غزة على وقع الاقتحام الاسرائيلي لجنين
غزة - أطلق مسلحون فلسطينيون الجمعة صاروخين من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل اعترضتهما أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، وردت إسرائيل بشن ضربات على غزة وذلك بعد تصعيد خطر في جنين بالضفة وقيام القوات الإسرائيلية باقتحام المدينة ما أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى خلال يوم واحد منذ أعوام.
وتسبب الصاروخان في انطلاق صفارات الإنذار في المناطق الإسرائيلية القريبة من الحدود مع غزة، منذرة السكان باللجوء إلى المخابئ.
وبثت القناة 12 الإسرائيلية مقطعا مصورا لصواريخ اعتراضية إسرائيلية تنطلق في السماء فوق مدينة عسقلان على بعد نحو 12 كيلومترا شمالي قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وبعد بضع ساعات قال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ ضربات في غزة. وذكر شهود فلسطينيون أن طائرة إسرائيلية استهدفت معسكر تدريب لحماس وسط مخاوف من ان تتحول الاشتباكات لحرب شاملة على غرار حروب سابقة.
وتصاعد التوتر بعد أن قتلت القوات الخاصة الإسرائيلية سبعة مسلحين واثنين من المدنيين خلال اقتحام مدينة جنين المضطربة. وتعهدت حماس وجماعة الجهاد الإسلامي المسلحة بالرد على اقتحام جنين، لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين حتى الآن.
وبعد العنف في جنين أعلنت السلطة الوطنية الفلسطينية أنها ستوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل في الضفة الغربية، والذي يُعزى إليه على نطاق واسع المساعدة في الحفاظ على النظام في الضفة الغربية ومنع حدوث هجمات على إسرائيل. وسبق أن جمدت السلطة الفلسطينية التعاون مع إسرائيل عدة مرات كتعبير عن الاحتجاج.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لا تتطلع إلى تصعيد الوضع، على الرغم من أنه أصدر أوامر لقوات الأمن بالبقاء في حالة تأهب في مختلف القطاعات.

وتحدث مسؤولون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة ودول عربية مع المسؤولين الإسرائيليين والفصائل الفلسطينية للحيلولة دون تحول الاشتباكات في جنين، وهي ضمن مناطق شهدت عمليات إسرائيلية مكثفة في الضفة الغربية، إلى مواجهة أوسع نطاقا.
وتصاعد العنف منذ سلسلة من هجمات الشوارع التي نفذها فلسطينيون في إسرائيل في مارس/آذار وأبريل/نيسان. وساهم الجمود الدبلوماسي الراهن في حشد الدعم لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللتين لا تقبلان بوجود إسرائيل، مع تولي حكومة جديدة بزعامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطة إذ يعارض بعض أعضائها قيام دولة فلسطينية.
وأثارت تصريحات قيادات في اليمين الديني المتطرف داخل الحكومة الإسرائيلية مخاوف فلسطينية وعربية ودولية من عودة العنف للأراضي الفلسطينية خاصة بعد اقتحام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ايتمار بن غفير لباحة المسجد الأقصى في القدس الشهر الماضي.
وكان بن غفير حذر قبل يومين من عملية عسكرية وشيكة تستهدف قطاع غزة داعيا لتعزيز الأجهزة الأمنية وإنشاء جهاز للحرس الوطني في خطاب يحرض على العنف وتهديد السلم في المنطقة.
وقال بن غفير إن جميع الخبراء الذين تحدث معهم أبلغوه أن عملية "حارس الأسوار 2" على الأبواب، وذلك في إشارة إلى العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في مايو/أيار 2021.