مقتل 10 عمال نفط سوريين في هجوم إرهابي

المنطقة في شرق سوريا تشهد بين الحين والآخر هجمات إرهابية دموية عادة ما يتبناها تنظيم الدولة الإسلامية الذي لايزال يحتفظ بوجود خاصة في البادية السورية قرب الحدود مع العراق.

دمشق - قتل عشرة عمال نفط سوريين في هجوم استهدف حافلتهم في شرق البلاد الخميس، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وأوضحت الوكالة أن العمال هم من موظفي حقل الخراطة النفطي وأن عاملا آخر أصيب في اعتداء إرهابي على حافلة كانت تقلهم أثناء عودتهم من العمل في ريف دير الزور الجنوبي الغربي، من دون أن تحدد هوية منفذي الهجوم.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر هجمات مماثلة يتبناها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العادة.

وجاء مقتل العمال العشرة غداة مقتل 13 مقاتلا مواليا لدمشق في "كمين" لتنظيم الدولة الإسلامية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقُتل خمسة عسكريين، بينهم عميد في الجيش السوري في 14 نوفمبر/تشرين الثاني جراء انفجار قنبلة، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري حينها. ومنذ إعلان القضاء على دولة الخلافة المزعومة في مارس/اذار من العام 2019 وخسارة التنظيم المتطرف كل مناطق سيطرته، انكفأ داعش إلى البادية السورية الممتدة بين محافظتي حمص (وسط) ودير الزور عند الحدود مع العراق حيث يتحصن مقاتلوه في مناطق جبلية.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يُكثّف التنظيم من وتيرة هجماته في الآونة الأخيرة. ومع ازدياد هجماته على قوات النظام، تحولت البادية مسرحا لاشتباكات تتخللها أحيانا غارات روسية دعما للقوات الحكومية، وتستهدف مواقع مقاتلي التنظيم وتحركاته.

ووثق المرصد منذ 24 مارس/اذار 2019 مقتل نحو 1600 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين له، إضافة إلى 153 مقاتلا موالين لإيران، من غير السوريين، خلال هجمات وتفجيرات وكمائن نفذها التنظيم.

وتأتي عودة داعش مع محاولات إضعاف جهات إقليمية على غرار تركيا للقوى الكردية التي كان لها الفضل الكبير في تحجيم دور تنظيم داعش واستعادة الكثير من الأراضي بدعم من قوات التحالف.

وطالبت قوات سوريا الديمقراطية من القوى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة مواصلة دعمها لمواجهة خطر عودة التنظيم المتشدد الذي لا يزال ينشر أفكاره بين السكان وبين القاطنين في المخيمات.

وقد أكدت فرنسا مواصلة دعمها وتسليحها للفصائل الكردية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي وهو أمر أغضب تركيا التي اعتبرت التسليح يستهدف قواتها التي تسيطر على مساحات شاسعة شمال سوريا

وتدعي تركيا أنها تواجه تنظيم داعش قائلة إنه لا فرق بين التنظيم الجهادي والفصائل الكردية وسط مخاوف من أن يشن الجيش التركي عملية عسكرية جديدة شمال سوريا.

وتشهد سوريا نزاعا داميا منذ العام 2011 تسبّب بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دمارا هائل بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

وكانت تقارير سابقة ومراكز مختصة في مكافحة الإرهاب قد حذّرت منذ سنوات من أن هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية لا يعني بالضرورة انتهاء خطره، مشيرة إلى أن التنظيم تحول إلى مجموعات وخلايا متناثرة وأنه يعتمد تكتيك حرب العصابات والمباغتة إلى جانب رهانه على الهجمات الانتحارية لتأكيد وجوده.

والخطر الذي يمثله داعش هو امتداده فكريا قبل تنظيميا وهو ما يفسر عمليات الاستقطاب وظهور خلايا نائمة حتى في أوروبا تشن هجمات إرهابية سواء على طريقة مجموعة أو من خلال ما يعرف بـ"الذئاب المنفردة".