مقتل 200 حوثي في معارك دامية بمأرب

قوات الحكومة اليمنية تعلن إسقاط طائرات مسيرة تابعة للانقلابيين إلى جانب قتل قيادات حوثية بارزة وصد محاولات الجماعة دخول مأرب عبر كسر عشرات الهجمات بدعم من التحالف العربي.

مأرب (اليمن) - أعلن قائد بالجيش اليمني، الأحد، مقتل 200 مسلح حوثي وإسقاط سبع طائرات مسيرة للجماعة في محافظة مأرب وسط البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، وذلك بدعم من قوات التحالف التي تقودها السعودية، فيما يحاول الانقلابيون السيطرة على المحافظة كونها أبرز معاقل القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.

جاء ذلك في بيان صادر عن اللواء الركن منصور عبدالله ثوابه، قائد المنطقة العسكرية الثالثة، قائلا إن "أفراد الجيش الوطني والمقاومة سطروا في مأرب ملاحم بطولية، خلال الأسبوعين الماضيين، ومازالوا يخوضون معارك ضد مليشيات الحوثي، وبإسناد من طيران التحالف العربي".

وأوضح عبدالله ثوابه أن "قوات الجيش والمقاومة تمكنت خلال الفترة نفسها من كسر عشرات الهجمات الحوثية، التي شنتها على مواقع بعدة جبهات في مأرب".

وأضاف أن "مليشيا الحوثي خسرت أكثر من 200 من عناصرها لقوا مصرعهم، بينهم قيادات ميدانية، إضافة إلى مئات الجرحى".

وأفاد بأن "دفاعات الجيش أسقطت 7 طائرات مسيرة حوثية في مناطق متفرقة بأطراف محافظة مأرب الجنوبية والغربية".

ولفت إلى أن مليشيا الحوثي حاولت بعدة هجمات التقدم في مديرية رحبة بعد أن حررها أفراد الجيش الوطني والمقاومة، لكنها فشلت وتكبدت خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وأفاد أن طيران التحالف ومدفعية الجيش استهدفا عشرات التجمعات والآليات الحوثية، وتمكنا من تدمير 13 طقماً و5 مدرعات، وإحراق مخازن أسلحة.

ولم يتطرق المسؤول العسكري إلى وقوع خسائر في صفوف الجيش، لكن في العادة يسقط قتلى وجرحى في القوات الحكومية خلال التصدي للهجمات الحوثية بمأرب.

ولم يصدر عن جماعة الحوثي أي تعليق حول ما ذكره القائد العسكري اليمني. ومنذ بداية فبراير/شباط الماضي، كثف الحوثيون هجماتهم في مأرب للسيطرة عليها، كونها أهم معاقل الحكومة والمقر الرئيس لوزارة الدفاع، إضافة إلى تمتعها بثروات النفط والغاز، وكذلك احتوائها على محطة مأرب الغازية التي كانت قبل الحرب تغذي معظم المحافظات بالتيار الكهربائي.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وللنزاع امتدادات إقليمية، فمنذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

ويزيد من تعقيدات الوضع في اليمن تدخل إيران ودعمها لجماعة الحوثي التي تتمسك بالسلاح بما يشق جهود إرساء السلام، وقد نفذ الحوثيون انتهاكات بحق المدنيين والأبرياء، كإخضاع كثير منهم للتجنيد والقتال في صفهم ضد القوات الحكومية أو سجنهم وتعذيبهم وإعاقة عمل منظمات الإغاثة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.

وتسيطر ميليشيا الحوثي على مناطق واسعة باليمن من بينها العاصمة ويستثمرون المساعدات الإنسانية كورقة ضغط وابتزاز للحكومة والمجتمع الدولي عن طريق منع وصولها لاسيما وأنها تمر من صنعاء كما يعرقلون أعمال فرق الإغاثة.

وتتهم واشنطن جماعة الحوثي بـ"الإصرار على التصعيد ورفض مبادرات السلام" في البلاد، فيما لا يزال يعاني اليمنيون أسوأ أزمة إنسانية بسبب الحرب المستمرة من سنوات.

وكثف الحوثيون اعتداءاتهم مؤخرا على مأرب ومناطق أخرى في وقت تقود فيه الامم المتحدة وواشنطن وعواصم إقليمية بينها السعودية جهودا دبلوماسية كبرى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين أطراف النزاع والسعي لإرساء سلام دائم في اليمن.