مقتل 3 بحارة في هجوم للحوثيين على سفينة في البحر الأحمر

الجيش الأميركي يقول إنه نفذ ضربات ضد طائرتين مسيرتين في اليمن.

واشنطن - قالت القيادة المركزية الأميركية إن ثلاثة بحارة قتلوا في هجوم صاروخي شنته جماعة الحوثي اليمنية على سفينة تجارية أمس الأربعاء، وهو أول حادث ترد تقارير عن سقوط قتلى خلاله منذ بدء الحوثيين المتحالفين مع إيران شن هجمات على حركة الشحن في أحد المسارات البحرية الأكثر ازدحاما على مستوى العالمي.
بدورها قالت الجهات المالكة والمشغلة لناقلة البضائع السائبة الجافة ترو كونفيدنس اليوم الخميس إن ثلاثة من أفراد طاقم السفينة لقوا حتفهم في هجوم صاروخي قبالة اليمن أمس الأربعاء مؤكدين أن اثنين آخرين من أفراد الطاقم أصيبا بجروح خطيرة، وأن الأمواج تجرف السفينة بعيدا عن اليابسة ويجري اتخاذ تدابير لإنقاذها.
وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم الذي تسبب في اندلاع حريق بالسفينة ترو كونفيدنس المملوكة ليونانيين وترفع علم باربادوس على بعد نحو 50 ميلا بحريا عن ميناء عدن على ساحل اليمن.

وفي وقت سابق كتبت السفارة البريطانية في بيان على منصة إكس للرد بشكل مباشر على إعلان الحوثيين "قُتل ما لا يقل عن اثنين من البحارة الأبرياء. كان هذا محزنا، لكنه من التداعيات الحتمية لإطلاق الحوثيين صواريخ بشكل متهور على حركة الشحن العالمية. لا بد أن يتوقفوا".

ويهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر/تشرين الثاني خلال ما يقولون إنها حملة تضامن مع الفلسطينيين خلال الحرب في غزة. وتشن بريطانيا والولايات المتحدة هجمات انتقامية على الحوثيين، وربما يؤدي التأكد من وقوع قتلى وجرحى إلى الضغط من أجل اتخاذ إجراء عسكري أكثر قوة.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إن الهجوم الذي شنه الحوثيون أصاب أيضا ما لا يقل عن أربعة من أفراد الطاقم وألحق "أضرار جسيمة" بالسفينة.
وكان مصدر ملاحي قد قال في وقت سابق إن أربعة بحارة أُصيبوا بحروق شديدة وإن ثلاثة في عداد المفقودين بعد الهجوم. وقالت الشركة اليونانية المشغلة لترو كونفيدنس إن السفينة انجرفت مع الأمواج واشتعلت بها النيران. وذكرت الشركة المشغلة أن لا معلومات متاحة عن وضع أفراد الطاقم العشرين وثلاثة من الحرس المسلح على متن السفينة، ومنهم 15 مواطنا من الفلبين وأربعة من فيتنام واثنان من سريلانكا وهندي ونيبالي.

واليوم الخميس، أعلنت وزارة العمال المهاجرين الفلبينية أن اثنين من القتلى من رعايا البلاد. وقالت في بيان إن فلبينيين آخرين أصيبا بجروح خطيرة في الهجوم ودعت إلى "مواصلة الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوتر ومعالجة أسباب الصراع الحالي في الشرق الأوسط".
وقال مسؤول دفاعي أميركي إن الدخان شوهد وهو يتصاعد من السفينة ترو كونفيدنس. وذكر المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن قارب نجاة شوهد أيضا في المياه بالقرب من السفينة.

وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريرا عن حادث على بعد 54 ميلا بحريا جنوب غربي مدينة عدن الساحلية اليمنية، مضيفة أن أفراد الطاقم تخلوا عن السفينة وأنها "لم تعد تحت القيادة" متابعة "قوات التحالف تقدم الدعم للسفينة ولأفراد الطاقم".
ودعا ستيفن كوتون الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال النقل، وهي نقابة البحارة الرئيسية، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأعضاء مضيفا "حذرنا المجتمع الدولي وقطاع الملاحة بشكل مستمر من المخاطر المتصاعدة التي يواجهها البحارة في خليج عدن والبحر الأحمر. واليوم... نرى تحقق التحذيرات على نحو مأساوي".

وأجلت البحرية الهندية اليوم الخميس طاقم السفينة المنكوبة وقال الملاك والمدير في بيان إن سفينة "حربية هندية نقلت جميع أفراد الطاقم البالغ عددهم 20 وثلاثة حراس مسلحين إلى مستشفى في جيبوتي بمنطقة القرن الأفريقي".

وأظهرت صور نشرتها البحرية الهندية طائرة هليكوبتر تنتشل أفراد الطاقم من قارب نجاة صغير وسط أمواج متلاطمة وتأخذهم إلى سفينة للبحرية.

وظهر بعض الجرحى في قاع قارب نجاة تابع للبحرية حيث جرى إرسالهم لإسعافهم. ونقلوا على محفات للسفينة وظهروا لاحقا والضمادات تغطي أطرافهم أثناء إجلائهم إلى مستشفى جيبوتي.

وقال الجيش الأميركي يوم الأربعاء إنه نفذ ضربات جوية ضد طائرتين مسيرتين في منطقة يسيطر عليها الحوثيون باليمن بعدما "شكلتا تهديدا وشيكا للسفن التجارية وسفن البحرية الأميركية في المنطقة". ولم توضح القيادة المركزية الأميركية ما إذا كانت الضربات قد نجحت.

وقبل أربعة أيام، أصبحت ناقلة البضائع السائبة المملوكة لبريطانيين، روبيمار، أول سفينة تغرق جراء هجوم للحوثيين، وذلك بعد أن ظلت طافية أسبوعين بعد تعرضها لأضرار جسيمة في هجوم صاروخي. وأُجلي جميع أفراد الطاقم من تلك السفينة سالمين.
وأدت هجمات الحوثيين إلى إرباك الشحن العالمي، إذ أجبرت الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية. وارتفعت تكلفة التأمين على الرحلات التي تستمر أسبوعا في البحر الأحمر مئات آلاف الدولارات.
ومع قول الحوثيين إنهم سيهاجمون السفن التي تربطها صلات ببريطانيا والولايات المتحدة وإسرائيل، قالت مصادر بقطاع الشحن إن جميع السفن قد تكون في خطر.
وقالت شركة ترو كونفيدنس شيبينغ المسجلة في ليبيريا إنها تملك السفينة ترو كونفيدنس، وذلك في بيان مشترك مع شركة ثيرد جانيواري ماريتايم، ومقرها اليونان، المشغلة للسفينة. وذكرت الشركتان أن السفينة لا تمت بصلة إلى الولايات المتحدة.