مقتل 9 فلسطينيين في أخطر تصعيد اسرائيلي تشهده جنين

الجيش الإسرائيلي يستهدف عدة مواقع لمسلحين فلسطينيين في عملية عسكرية واسعة استخدم خلالها لأول مرة طائرات مسيرة في وضح النهار.
الفصائل الفلسطينية تتوعد اسرائيل بالرد على الانتهاكات في جنين
البيت الابيض يؤكد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها

جنين (الأراضي الفلسطينية) - قتل الجيش الإسرائيلي الإثنين تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، سبعة منهم في مدينة جنين حيث ينفذ عملية توغل يتخللها قصف جوي بطائرات مسيّرة في وضح النهار لاول مرة فيما تعتبر العملية الأوسع منذ نحو 20 عامًا.

وتشن إسرائيل العملية الواسعة التي أعلنت عنها في وقت مبكر الإثنين بعد أسبوعين من عملية كبيرة أخرى استهدفت مخيم جنين تخللها استخدام الطيران المروحي للمرة الأولى منذ عدة سنوات.

وقال وزير الخارجية إلاسرائيلي إيلي كوهين إن القوات الإسرائيلية قصفت "بقوة كبيرة" منطقة جنين.

وتُعتبر مدينة جنين ومخيّم اللاجئين المجاور لها مسرحًا منتظمًا للمواجهات بين الفلسطينيين والقوّات الإسرائيليّة التي كثّفت في الأشهر الماضية عملياتها في شمال الضفة الغربية المحتلة مع تزايد العمليات المسلحة التي تستهدف إسرائيليين ومعها هجمات المستوطنين على الفلسطينيين وأملاكهم ومزروعاتهم.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن "8 شهداء ... في أقل من 10 ساعات برصاص الاحتلال الإسرائيلي، بينهم شاب في البيرة"، قرب رام الله بوسط الضفة الغربية.

وأعلنت الوزارة "ارتفاع حصيلة شهداء جنين إلى 7، بينهم 3 شهداء نتيجة القصف، فيما تبقى المحصلة مرشحة للارتفاع لوجود إصابات حرجة".

وتحدثت الوزارة في وقت سابق عن نحو ثلاثين إصابة "بينها 7 في حالة الخطر".

وقال مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي لوكالة فرانس برس إنّ الهجوم الإسرائيلي يتمّ من الجو والبرّ.

وأضاف "قُصفت منازل ومواقع عدّة... الدخان يتصاعد من كلّ مكان".

الدخان يتصاعد من كلّ مكان

ويشهد مخيم جنين اشتباكات مسلحة، فيما تهرع سيارات الاسعاف لنقل الجرحى الى المستشفيات، وفق ما أفاد صحفيون.

وأوضح أن شبانا يقومون برمي قنابل على الآليات العسكرية الإسرائيلية، في حين يقوم آخرون بإلقاء الحجارة.

وأشار الى أن بعض العائلات تنزح من بيوتها في المخيم وتحمل حقائب جمعت فيها بعض ملابسها وأغراضها وهي تغادره.

بدأ الجيش الإسرائيلي منذ فجر الإثنين بقصف أهداف في مدينة جنين. وأوضح المتحدث باسم الجيش اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت للصحافيين "نتخذ إجراءات" ضد أشخاص محددين.

وذكر الجيش في وقت سابق أنّ قوّاته قصفت "مركز عمليّات مشتركة" بذريعة أنّه يشكّل مركز قيادة "كتيبة جنين"، وهي مجموعة مسلحة أعلن عن قيامها حديثًا.

وقال الجيش إنّ العمليّة استهدفت موقعًا "للمراقبة والاستطلاع"، فضلًا عن منشأة لتخزين الأسلحة ومخبأ لمَن زعم أنّهم مُسلّحون نفّذوا هجمات على أهداف إسرائيليّة خلال الأشهر الأخيرة.

من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت "خلال الساعات الماضية، كانت قواتنا الأمنية تعمل ضد بؤر الإرهاب الساخنة في مدينة جنين. وفي مواجهة ذلك، نتخذ نهجا استباقيا وحاسما. من يؤذي مواطني إسرائيل، سيدفع ثمناً باهظاً. ... نحن نراقب عن كثب تصرفات أعدائنا ومستعدون لكل سيناريو".

وذكر بيان للجيش أن "جندياً أصيب بجروح طفيفة بشظايا قنبلة يدوية للجيش الإسرائيلي خلال عملية جنين وتم نقله إلى المستشفى".

وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس في مخيم جنين في بيان "مجاهدونا من كافة الفصائل الفلسطينية يواجهون جيش الاحتلال في أزقة مخيم جنين محدثين فيهم الإصابات المباشرة".

ومن جهتها اكدت سرايا القدس - كتيبة جنين التابعة للجهاد الاسلامي "رداً على العدوان المستمر، وضمن معركة بأس جنين نفذ مجاهدونا منذ الصباح عددًا من الضربات النوعية في صفوف قوات وآليات الاحتلال". وأضافت أن "تمكن مجاهدونا من تفجير عدد من عبوات (طارق 1) التي تدخل الخدمة لأول مرة حيث تم تفجيرها بجيب مصفح صباح اليوم ما أدى إلى إعطابه واشتعال النيران فيه ومقتل وإصابة من فيه".

لن تستسلم

جنين تشهد اعمال قتل مروعة
جنين تشهد اعمال قتل مروعة

وتشهد جنين ومحيطها تصاعدا في أعمال العنف منذ أسابيع.

ففي 19 حزيران/يونيو قتل الجيش الإسرائيلي سبعة أشخاص في عملية في المدينة، استخدام خلالها طائرات مروحية لقصف مواقع فلسطينية منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

وحمّلت أطراف فلسطينية الإثنين إسرائيل مسؤولية التصعيد الجديد.

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان إنّ "كلّ الخيارات مفتوحة لضرب العدوّ ردًّا على عدوانه في جنين".

وأضافت "جنين لن تستسلم، ومقاتلونا عاقدون العزم على المواجهة والقتال مهما بلغت التضحيات"، محمّلةً "العدوّ الصهيوني كامل المسؤوليّة عن كلّ ما سيترتّب على هذا العدوان".

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن "الأمن والاستقرار لن يتحققا في المنطقة ما لم يشعر بهما شعبنا الفلسطيني".

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها، جريمة حرب جديدة بحق شعبنا الأعزل".

وطالبت الخارجية الفلسطينية "بتحرك دولي عاجل لوقف العدوان فورا"، داعية المحكمة الجنائية الدولية إلى "الخروج عن صمتها والبدء بمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين".

بدورها، أعربت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي عن "إدانتها الشديدة للجرائم التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين ومخيمها ضد المواطنين المدنيين العزل والطواقم الطبية والمراكز الصحية وتدمير البنية التحتية وهدم البيوت والمساجد". وأضافت "أن هذه الجريمة النكراء تشكل امتدادا لسجل الجرائم وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".

ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحمل المسؤولية وإنفاذ قراراته ذات الصلة ووضع حد لهذا الإرهاب الإسرائيلي المتواصل وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".

وبالمثل، "دانت وزارة الخارجية الأردنية التصعيد الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة وآخره العدوان على مدينة جنين.... ودعت المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات مداهمة يقول إنها "استباقية ووقائية" لمدن وقرى وبلدات فلسطينية بغرض اعتقال مطلوبين لديه. وعادة ما يتخلل هذه المداهمات مواجهات مع السكان الفلسطينيين.

وقال متحدث وزارة الخارجية الأميركية اليوم الاثنين إنه "من الضروري اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمنع إزهاق أرواح المدنيين".

وأكد التصريحات السابقة للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض التي قال فيها "ندعم أمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن شعبها في مواجهة حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين وجماعات إرهابية أخرى".

وارتفعت حصيلة قتلى الهجمات والمواجهات والعمليات العسكرية منذ مطلع كانون الثاني/يناير وحتى الثلاثاء إلى ما لا يقلّ عن 184 فلسطينياً، و25 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي.

وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني. أما في الجانب الإسرائيلي فغالبية القتلى مدنيون.

يعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو 2.9 مليون فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من نصف مليون مستوطن يهودي في مستوطنات يعتبرها القانون الدولي غير قانونية.